الأحد، نوفمبر 30، 2008

رحـــلة إلي غــــــزة !!!!!!!!!!!!!!



هل فكرتم يوماً في زيارة غزة ؟!! .. طبعاً الأمر أشبه بالمستحيل نظراً لطبيعة الظروف التي تمر بها غزة في الوقت الحالي في ظل الحصار المشدد حتي تحولت غزة من جديد إلي سجن كبير جدا جدا يسع بداخله أكثر من مليون ونصف المليون من أبناء غزة الصامدين ..- ليست غزة قرية سياحية أو مدينة ترفيهية حتي نزورها وربما يشمئز بعضنا من طرح هذا التساؤل ويمتعض منه .. ولكنه الواقع في غزة الذي يحياه شعب لا حول له ولا قوة , فأهل غزة الآن أصبح شعارهم شمعة مضيئة وسط الظلام الكالح بعد أن نفذ الوقود وأنقطعت الكهرباء وتوقفت محطات توليد الكهرباء تماماً .. ربما يندهش البعض من ذلك ولكنها فعلاً الحقيقة , الحقيقة التي تناسيناها أو ربما تغافلناها فلم نعد نتابع ونقرأ عن غزة أو حتي نسمع ووصلنا لمرحلة أن نصم آذاننا من هذه الأخبار المملة من كثرة تكرارها علي مسامعنا .



- قررت أن أجول بخاطري بين مباني غزة وشوارعها لأنقل إليكم الصورة كما نقلها لي أحد سكان غزة , فعلي مقربة من أحد المنازل وقف مجموعة من الأطفال ملتفين حول موقد من الفحم والحطب ينتظرون لقيمات من الطعام بعد أن نفذ كل شئ ولم يبقي غير الفتات , وعندما نفذ علف الطيور والدواجن والحيوانات همّ أهلُ غزة بإعدامِها قبلَ أن تذوق الموتَ جوعاً كحالهم , ولم تتوقف الصورة عند ذلك بل كان علف الحيوانات والمواشي بديلاً غذائي بدلاً من الطعام الذي نفذ وشحّ كلُ شئ حتي المياه لم يبقي منها إلاّ القليل الصالح للإستخدام الآدمي فمع توقف محطات الكهرباء أصبح من الصعب تطهير المياه لتكون صالحة للإستخدام ولكن لا مناص أمامهم في ظل هذا التجويع والحصار المشدد , أمّا عن مستشفيات غزة فحدث ولا حرج فقد توقفت الحياة في خارج المسشفيات فما بالك بداخلها وما أدرانا بمعاناة المرضي في ظل هذا الظلام والبرد القارس ونقص الأدوية اللازمة بعد إغلاق المعابر , وقارب الكثير من المرضي ذوو الحالات الحرجة علي مفارقة الحياة ليلحقوا بمن سبقهم من المرضي كما تسجل التقارير الواردة إصابة أطفال غزة بأمراض الأنيميا وفقر الدم , ومع قرب عيد الأضحي المبارك لم يبقي هناك أمل أمام هؤلاء في أن يبتهجوا بالعيد كحال إخوانهم في الإسلام ..- الوضع إذن صعب جداً , فنحن أمام مأساة و جريمة يرتكبها بنو صهيون في حق إخواننا , ويشاركهم في ذلك "عباس " الرئيس الورقي وزبانيته عملاء الأمريكان والصهاينة , ونساء العرب أقصد "حكام العرب " يتفرجون ويشاهدون ما يحدث وبعد أن كانوا يستنكرون ويشجبون أنقطعت ألسنتهم فلم تبدي غير الصمت والصمت فقط .

الثلاثاء، نوفمبر 04، 2008

يا تري الشارع بيقول إيه ؟!!!!!!!!

الإنتخابات الأمريكية هي حديث الشارع العالمي الآن ,, مع الأخذ في الإعتبار آثار العولمة التي شكلت سياسات العالم أجمع وجعلت الولا يات المتحدة هي القطب الأوحد ولذلك يترقب العالم هذا الحدث بترقب شديد …




أما في مصر فالأمر قد أختلف كثيراً فلا ريب أن تمتلئ صفحات الجرائد وعناوين الصحف الرئيسية بتغطيات خاصة لموضوع الإنتخابات الأمريكية .. ولكن لا صوت يعلو فوق صوت الحزب الوطني ومؤتمره المنعقد فبدءاً من الصحف القومية "صحف التطبيل " ومروراً بقنوات الحزب وعلي رأسها قناة المحور التي بثت مباشرة فعاليات المؤتمر لحظة بلحظة , وقنوات التلفزيون المصري الرئيسية ,
- طيب والشارع المصري بيتابع أيه بالظبط … ده كان سؤال أحد أصدقائي عندما قال " تفتكر الرأي العام في مصر بيكون رأي موحد إزاء مختلف القضايا علي الساحة المحلية أو بالنسبة لقضايا المجتمع بصفة عامة "
- قلت يا صديقي إحنا شعب مش فاضي يكون له رأي أصلاً لأن هموم الحياة وضغوطها الإقتصادية لم تترك حقاً للشعب المطحون في أن يكون له مساحة للرأي والتعبير حتي عن همومه ومشاكله الإقتصادية ,,
فقال صديقي تفتكر الحزب الوطني هيغير مصر هيحسن حياتنا هيحل مشاكلنا هيخلينا نعيش هيقضي علي البطالة , هيرفع مستوي دخل الفرد , هيقضي علي البيروقراطية , هيقضي علي الفساد , هيقضي علي ,,, وقبل أن يكمل صديقي قاطعته قائلاً : طبعاً يمكن أن يحدث كل هذا في أحلامك وربما يمكنك أن تحلم أنك أصبحت رئيساً لمصر وبدأت في عملية إصلاح إقتصادي لا مثيل لها من قبل ..

فأحس صديقي أني أسخر منه لكني قلت له ووجهي يبدو متجهماً ..
يا أستاذ إنت عايش في وهم ولا إنت بتخدعني وتخدع نفسك .. حزب إيه اللي هيعمل كل ده .. إحنا فضيحتنا بقت بجلاجل بره مصر .. في الغرب الصحف بتتكلم عننا وبيشفقوا علي حالنا والأدهي من ذلك إن بعض الدول العريبة نفسها بعض الصحف قامت بتغطية وضعنا وحالنا بشئ يوحي بالشفقة
وضربت له مثلاً بصحيفة النهار اللبنانية التي نشرت مقالاً بعنوان (مؤتمر الحزب الوطني في مصريكرس شركة جمال مبارك في الحكم )
وسأنقل هنا جزء من المقال الذي نشر بتاريخ 4 نوفمبر 2008

وعلى رغم ان احدا لا يتوقع نتائج ذات بال من المؤتمر الحالي للحزب الحاكم، خصوصا ان جدول اعماله يخلو من اي تغييرات في هياكله القيادية، الا ان كثيرين قرأوا في وقائعه والصورة التي ظهرت فيها نخبة القيادة في الحزب على انها تشير الى ان مبارك الابن "لم يعد مجرد وريث محتمل يؤهل لاحتلال مقعد والده في المستقبل، وانما صار، على ما يبدو، شريكا من الآن لوالده في الحكم". ويستشهد هؤلاء في تأكيد هذه الملاحظة بأن اليومين الرئيسيين للمؤتمر (السبت والاحد) توزعا بالتساوي بين مبارك الاب ومبارك الابن اذ لم يحظ اي من قادة الحزب، بمن فيهم الامين العام صفوت الشريف بجلسة عامة يحضرها كل اعضاء المؤتمر مخصصة فقط لكلمته، الا الرئيس ونجله. كما لاحظ كثيرون ان جمال مبارك بدأ يحظى بنعوت واوصاف تداولتها وسائل الاعلام الرسمية حديثا في مناسبة التحضير للمؤتمر، كانت الى وقت قريب حكرا على والده وحده مثل "صاحب الرؤية المستقبلية"، و"القيادة الحكيمة الواعية"، بل ان الصحف الحكومية ابرزت على نحو لافت ما قاله الملياردير البارز امين التنظيم في الحزب الحاكم احمد عز في كلمة القاها السبت امام المؤتمر، اذ خلع على نجل الرئيس لقب "قائد ثورة التصحيح والاصلاح".




الأحد، نوفمبر 02، 2008

شطحات رجب البنا

كتب رجب البنا مقالاً نشر بجريدة الأهرام المصرية اليوم الأحد .. في إطار سلسلة مقالاته التي يعنونها بإسم (لماذا تخلف المسلمون ) .. وتنشر بصفة دورية بالجريدة نفسها وفي الحقيقة شطح الرجل بخياله وفكره الضيق إلي أبعد الحدود فقد جعل همه الأول والأخير أن يجعل فكرة الخلط بين الدين والسياسة من ضمن الأسباب الرئيسية لتخلف المسلمين وجعلها أحد مفاتيح إجابته علي سؤاله الذي يطرح له في كل مرة رؤية مختلفة ,
وهو بذلك يريد أن يجعل الإسلام كعقيدة وكديانة في جهه والسياسة كنظام حكم في جهة أخري
و ينتهج الرؤية العلمانية في الفصل بين الدين والدولة ويسير علي نهج العلماني "جابر العابدي " حيث يستشهد برأيه عن نظام الحكم فيقول .. (هو نموذج مفتوح يقبل صياغات مختلفة وفقا للمبدأ الذي أرساه النبي‏:‏ أنتم أدري بشئون دنياكم ووفقا للضوابط التي جاءت في القرآن والتي تسد الباب أمام كل صور التسلط والاستبداد‏.‏ ولم يكن هناك نص في القرآن والسنة يحدد نظام الحكم‏,‏ مما يعني أن النظام السياسي في الإسلام متروك للمسلمين لكي يتوافق مع تطور الحياة ونمو الوعي وبما يحقق المصلحة‏.‏)

- وأنا أستشهد بما قاله المفكر الفرنسي روجيه جارودي عن شمولية الإسلام فيقول ( إن الإسلام برفضه فصل الثنائية المزعومة يمكنه مساعدة الغرب علي تجاوز أزمته , كذلك فإنه يمكن للإسلام بربطه كل شئ بالله ... في الملكية , والسلطة , والمعرفة ... الخ .. أن يكون خميرة تحرر ونضال ضد كل أشكال التسلط والعبودية المفروضة علي الإنسان بحجة أطروحات مزيفة )



نص المقال
لماذا تخلف المسلمون؟‏(30)‏بقلم‏:‏ رجـب البنـا
كان الخلط بين الدين والسياسة البداية لتخلف المسلمين‏..‏ وبدأ الخلط بالمغالطة التي ادعت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان حاكما لدولة أسسها في المدينة‏,‏ بينما كان النبي يؤسس للدعوة ويبلغ رسالة ربه‏,‏ ويرفض المحاولات المتكررة لمعاملته علي أنه ملك أو رئيس لدولة‏,‏ ولم يكن أتباعه يتعاملون معه علي أنه ملك ولكن علي أنه كما حدد القرآن نبيا رسولا‏,‏ ولم يكن أتباعه مرءوسين أو محكومين ولكنهم كانوا الصحابة أصحاب محمد‏.‏ولهذا فإن النموذج لنظام الحكم في عهد النبوة نموذج مفتوح‏,‏ كما يقول المفكر المغربي الدكتور محمد عابدالجابري‏:‏ هو نموذج مفتوح يقبل صياغات مختلفة وفقا للمبدأ الذي أرساه النبي‏:‏ أنتم أدري بشئون دنياكم ووفقا للضوابط التي جاءت في القرآن والتي تسد الباب أمام كل صور التسلط والاستبداد‏.‏ ولم يكن هناك نص في القرآن والسنة يحدد نظام الحكم‏,‏ مما يعني أن النظام السياسي في الإسلام متروك للمسلمين لكي يتوافق مع تطور الحياة ونمو الوعي وبما يحقق المصلحة‏.‏والخلفاء الراشدون الثلاثة‏(‏ أبوبكر وعمر وعثمان‏)‏ أيضا حكموا في نظام سياسي مفتوح‏,‏ ولذلك ظهرت الفتنة الكبري‏,‏ نتيجة الخلاف ـ أو الصراع ـ السياسي علي السلطة‏,‏ وتطورت إلي صدام وقتال أدي في النهاية إلي تحول الخلافة إلي ملك عضوض‏..‏ وسادت روح القبيلة بسيطرة بني هاشم في الدولة الأموية‏,‏ وسيطرة بني العباس في الدولة العباسية‏,‏ كما تحول الحكم من تحمل الأمانة لخدمة المسلمين إلي غنيمة‏,‏ ومع أن الحاكم له سلطات الملوك ويعامل علي أنه ملك‏,‏ ويتوارث العرش أبناؤه وأحفاده فإنه كان يسمي نفسه الخليفة‏,‏ أي أنه خليفة رسول الله‏,‏ ومع أنه ليس مبعوثا من الله لمهمة دينية لأنه ليس بعد الرسول رسول وليس لمن يخلفه صفة دينية لأنه لا يتلقي الوحي‏,‏ ولا يحق له الادعاء بأن له الحق في احتكار حقيقة الشرع ومعرفة مراد الله والحكم باسمه سبحانه وتعالي‏.‏‏..‏ فلا يمكن اعتبار قتل الخليفة عثمان مسألة دينية لأنه مسألة سياسية في قناع ديني لا يجعل التمسك بها تمسكا بالعقيدة والخروج عليها نوعا من العصيان أو الكفر‏.‏ ويري الدكتور الجابري أن أحداث الفتنة التي استمرت ست سنوات وانتهت بقتل عثمان إنما كانت تعبيرا عن فراغ دستوري في نظام الحكم بعد وفاة النبي‏,‏ وأن هذا الفراغ الدستوري هو الذي يسمح بظهور جماعات تدعي أن فكرها السياسي وأهدافها ومصالحها وأطماعها السياسية هي التعبير عن الشريعة‏,‏ مع أن الشريعة الإسلامية لم تقرر نظاما للحكم أو طريقة واحدة لاختيار الحاكم‏,‏ ولذلك تم اختيار كل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية بطرق مختلفة كل الاختلاف‏‏ ومما يؤكد أن نظام الحكم في الإسلام هو نظام مدني أن عمر بن الخطاب رفض أن يناديه الناس بلقب خليفة رسول الله واستحسن لقب أمير المؤمنين لأنه يعبر عن حقيقة وظيفته المدنية كقائد أعلي لجيش المسلمين ومسئول عن كفالة الأمن والحياة الكريمة للرعية من المسلمين وغير المسلمين‏..‏ ولكن الدولة الأموية هي التي عملت علي الخلط بين ماهو ديني وماهو دنيوي‏,‏ وبين روح القبيلة والسعي إلي الغنيمة واعتبار نظام حكمهم عقيدة ومخالفتهم مخالفة لحكم الله وإرادته‏.ونتيجة لعدم وجود نظام للحكم في الإسلام أصبح الوصول إلي الحكم عن طريق السيف فانتزع معاوية السلطة بالقوة وفرض نفسه خليفة‏,‏ وقال إن اختياره تم بإرادة الله وبقضاء الله وقدره‏,‏ وبذلك جعل مشروعية الحكم مشروعية إلهية‏,‏ وسار العباسيون علي هذا النهج فصارت إرادة الخليفة من إرادة الله‏,‏ مما فتح الباب للنظم السلطانية الاستبدادية الموروثة من حضارات الشرق القديم الفرعونية والبابلية والفارسية‏,‏ وأصبحت مقولاتهم تمثل الجانب العقلي في الفكر السياسي في الإسلام‏,‏ وتطور هذا الفكر السياسي بتغير الحكام وظل الشيء الوحيد الباقي هو فرض إرادة الحاكم واعتبار إرادته هي إرادة الله‏,‏ والادعاء بأن فكره ورغباته هي التطبيق للشريعة‏,‏ وتوارث الذين حكموا باسم الإسلام والشريعة أسلوب استخدام القوة لقمع كل من يخالف آراءهم‏,‏ وأصبح السياف إلي جانب الخليفة أو السلطان مستعدا دائما لقطع الرقاب علي الفور بمجرد كلمة منه وظهر مبدأ اخترعه بعض الفقهاء يقول‏:‏ من اشتدت وطأته وجبت طاعته‏.‏وفي العصر الحديث لايزال البعض يسعي إلي إحياء هذه المفاهيم والممارسات للإسلام السياسي‏.‏ولهذا تخلف النظام السياسي وتخلف بناء الدولة الحديثة في العالم الإسلامي‏.‏

شطحات رجب البنا

كتب رجب البنا مقالاً نشر بجريدة الأهرام المصرية اليوم الأحد .. في إطار سلسلة مقالاته التي يعنونها بإسم (لماذا تخلف المسلمون ) .. وتنشر بصفة دورية بالجريدة نفسها وفي الحقيقة شطح الرجل بخياله وفكره الضيق إلي أبعد الحدود فقد جعل همه الأول والأخير أن يجعل فكرة الخلط بين الدين والسياسة من ضمن الأسباب الرئيسية لتخلف المسلمين وجعلها أحد مفاتيح إجابته علي سؤاله الذي يطرح له في كل مرة رؤية مختلفة ,
وهو بذلك يريد أن يجعل الإسلام كعقيدة وكديانة في جهه والسياسة كنظام حكم في جهة أخري
و ينتهج الرؤية العلمانية في الفصل بين الدين والدولة ويسير علي نهج العلماني "جابر العابدي " حيث يستشهد برأيه عن نظام الحكم فيقول .. (هو نموذج مفتوح يقبل صياغات مختلفة وفقا للمبدأ الذي أرساه النبي‏:‏ أنتم أدري بشئون دنياكم ووفقا للضوابط التي جاءت في القرآن والتي تسد الباب أمام كل صور التسلط والاستبداد‏.‏ ولم يكن هناك نص في القرآن والسنة يحدد نظام الحكم‏,‏ مما يعني أن النظام السياسي في الإسلام متروك للمسلمين لكي يتوافق مع تطور الحياة ونمو الوعي وبما يحقق المصلحة‏.‏)

- وأنا أستشهد بما قاله المفكر الفرنسي روجيه جارودي عن شمولية الإسلام فيقول ( إن الإسلام برفضه فصل الثنائية المزعومة يمكنه مساعدة الغرب علي تجاوز أزمته , كذلك فإنه يمكن للإسلام بربطه كل شئ بالله ... في الملكية , والسلطة , والمعرفة ... الخ .. أن يكون خميرة تحرر ونضال ضد كل أشكال التسلط والعبودية المفروضة علي الإنسان بحجة أطروحات مزيفة )



نص المقال


لماذا تخلف المسلمون؟‏(30)‏بقلم‏:‏ رجـب البنـا
كان الخلط بين الدين والسياسة البداية لتخلف المسلمين‏..‏ وبدأ الخلط بالمغالطة التي ادعت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان حاكما لدولة أسسها في المدينة‏,‏ بينما كان النبي يؤسس للدعوة ويبلغ رسالة ربه‏,‏ ويرفض المحاولات المتكررة لمعاملته علي أنه ملك أو رئيس لدولة‏,‏ ولم يكن أتباعه يتعاملون معه علي أنه ملك ولكن علي أنه كما حدد القرآن نبيا رسولا‏,‏ ولم يكن أتباعه مرءوسين أو محكومين ولكنهم كانوا الصحابة أصحاب محمد‏.‏ولهذا فإن النموذج لنظام الحكم في عهد النبوة نموذج مفتوح‏,‏ كما يقول المفكر المغربي الدكتور محمد عابدالجابري‏:‏ هو نموذج مفتوح يقبل صياغات مختلفة وفقا للمبدأ الذي أرساه النبي‏:‏ أنتم أدري بشئون دنياكم ووفقا للضوابط التي جاءت في القرآن والتي تسد الباب أمام كل صور التسلط والاستبداد‏.‏ ولم يكن هناك نص في القرآن والسنة يحدد نظام الحكم‏,‏ مما يعني أن النظام السياسي في الإسلام متروك للمسلمين لكي يتوافق مع تطور الحياة ونمو الوعي وبما يحقق المصلحة‏.‏والخلفاء الراشدون الثلاثة‏(‏ أبوبكر وعمر وعثمان‏)‏ أيضا حكموا في نظام سياسي مفتوح‏,‏ ولذلك ظهرت الفتنة الكبري‏,‏ نتيجة الخلاف ـ أو الصراع ـ السياسي علي السلطة‏,‏ وتطورت إلي صدام وقتال أدي في النهاية إلي تحول الخلافة إلي ملك عضوض‏..‏ وسادت روح القبيلة بسيطرة بني هاشم في الدولة الأموية‏,‏ وسيطرة بني العباس في الدولة العباسية‏,‏ كما تحول الحكم من تحمل الأمانة لخدمة المسلمين إلي غنيمة‏,‏ ومع أن الحاكم له سلطات الملوك ويعامل علي أنه ملك‏,‏ ويتوارث العرش أبناؤه وأحفاده فإنه كان يسمي نفسه الخليفة‏,‏ أي أنه خليفة رسول الله‏,‏ ومع أنه ليس مبعوثا من الله لمهمة دينية لأنه ليس بعد الرسول رسول وليس لمن يخلفه صفة دينية لأنه لا يتلقي الوحي‏,‏ ولا يحق له الادعاء بأن له الحق في احتكار حقيقة الشرع ومعرفة مراد الله والحكم باسمه سبحانه وتعالي‏.‏‏..‏ فلا يمكن اعتبار قتل الخليفة عثمان مسألة دينية لأنه مسألة سياسية في قناع ديني لا يجعل التمسك بها تمسكا بالعقيدة والخروج عليها نوعا من العصيان أو الكفر‏.‏ ويري الدكتور الجابري أن أحداث الفتنة التي استمرت ست سنوات وانتهت بقتل عثمان إنما كانت تعبيرا عن فراغ دستوري في نظام الحكم بعد وفاة النبي‏,‏ وأن هذا الفراغ الدستوري هو الذي يسمح بظهور جماعات تدعي أن فكرها السياسي وأهدافها ومصالحها وأطماعها السياسية هي التعبير عن الشريعة‏,‏ مع أن الشريعة الإسلامية لم تقرر نظاما للحكم أو طريقة واحدة لاختيار الحاكم‏,‏ ولذلك تم اختيار كل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية بطرق مختلفة كل الاختلاف‏‏ ومما يؤكد أن نظام الحكم في الإسلام هو نظام مدني أن عمر بن الخطاب رفض أن يناديه الناس بلقب خليفة رسول الله واستحسن لقب أمير المؤمنين لأنه يعبر عن حقيقة وظيفته المدنية كقائد أعلي لجيش المسلمين ومسئول عن كفالة الأمن والحياة الكريمة للرعية من المسلمين وغير المسلمين‏..‏ ولكن الدولة الأموية هي التي عملت علي الخلط بين ماهو ديني وماهو دنيوي‏,‏ وبين روح القبيلة والسعي إلي الغنيمة واعتبار نظام حكمهم عقيدة ومخالفتهم مخالفة لحكم الله وإرادته‏.ونتيجة لعدم وجود نظام للحكم في الإسلام أصبح الوصول إلي الحكم عن طريق السيف فانتزع معاوية السلطة بالقوة وفرض نفسه خليفة‏,‏ وقال إن اختياره تم بإرادة الله وبقضاء الله وقدره‏,‏ وبذلك جعل مشروعية الحكم مشروعية إلهية‏,‏ وسار العباسيون علي هذا النهج فصارت إرادة الخليفة من إرادة الله‏,‏ مما فتح الباب للنظم السلطانية الاستبدادية الموروثة من حضارات الشرق القديم الفرعونية والبابلية والفارسية‏,‏ وأصبحت مقولاتهم تمثل الجانب العقلي في الفكر السياسي في الإسلام‏,‏ وتطور هذا الفكر السياسي بتغير الحكام وظل الشيء الوحيد الباقي هو فرض إرادة الحاكم واعتبار إرادته هي إرادة الله‏,‏ والادعاء بأن فكره ورغباته هي التطبيق للشريعة‏,‏ وتوارث الذين حكموا باسم الإسلام والشريعة أسلوب استخدام القوة لقمع كل من يخالف آراءهم‏,‏ وأصبح السياف إلي جانب الخليفة أو السلطان مستعدا دائما لقطع الرقاب علي الفور بمجرد كلمة منه وظهر مبدأ اخترعه بعض الفقهاء يقول‏:‏ من اشتدت وطأته وجبت طاعته‏.‏وفي العصر الحديث لايزال البعض يسعي إلي إحياء هذه المفاهيم والممارسات للإسلام السياسي‏.‏ولهذا تخلف النظام السياسي وتخلف بناء الدولة الحديثة في العالم الإسلامي‏.‏

علاج مرض السكر بدون دواء

بد اية يجب أن نعرف أولا ما هو مرض السكر :- هو مرض مذمن , يتميز بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم إلى أعلى من المستوى الطبيعي نتيجة لعدم قد...