هل فكرتم يوماً في زيارة غزة ؟!! .. طبعاً الأمر أشبه بالمستحيل نظراً لطبيعة الظروف التي تمر بها غزة في الوقت الحالي في ظل الحصار المشدد حتي تحولت غزة من جديد إلي سجن كبير جدا جدا يسع بداخله أكثر من مليون ونصف المليون من أبناء غزة الصامدين ..- ليست غزة قرية سياحية أو مدينة ترفيهية حتي نزورها وربما يشمئز بعضنا من طرح هذا التساؤل ويمتعض منه .. ولكنه الواقع في غزة الذي يحياه شعب لا حول له ولا قوة , فأهل غزة الآن أصبح شعارهم شمعة مضيئة وسط الظلام الكالح بعد أن نفذ الوقود وأنقطعت الكهرباء وتوقفت محطات توليد الكهرباء تماماً .. ربما يندهش البعض من ذلك ولكنها فعلاً الحقيقة , الحقيقة التي تناسيناها أو ربما تغافلناها فلم نعد نتابع ونقرأ عن غزة أو حتي نسمع ووصلنا لمرحلة أن نصم آذاننا من هذه الأخبار المملة من كثرة تكرارها علي مسامعنا .
- قررت أن أجول بخاطري بين مباني غزة وشوارعها لأنقل إليكم الصورة كما نقلها لي أحد سكان غزة , فعلي مقربة من أحد المنازل وقف مجموعة من الأطفال ملتفين حول موقد من الفحم والحطب ينتظرون لقيمات من الطعام بعد أن نفذ كل شئ ولم يبقي غير الفتات , وعندما نفذ علف الطيور والدواجن والحيوانات همّ أهلُ غزة بإعدامِها قبلَ أن تذوق الموتَ جوعاً كحالهم , ولم تتوقف الصورة عند ذلك بل كان علف الحيوانات والمواشي بديلاً غذائي بدلاً من الطعام الذي نفذ وشحّ كلُ شئ حتي المياه لم يبقي منها إلاّ القليل الصالح للإستخدام الآدمي فمع توقف محطات الكهرباء أصبح من الصعب تطهير المياه لتكون صالحة للإستخدام ولكن لا مناص أمامهم في ظل هذا التجويع والحصار المشدد , أمّا عن مستشفيات غزة فحدث ولا حرج فقد توقفت الحياة في خارج المسشفيات فما بالك بداخلها وما أدرانا بمعاناة المرضي في ظل هذا الظلام والبرد القارس ونقص الأدوية اللازمة بعد إغلاق المعابر , وقارب الكثير من المرضي ذوو الحالات الحرجة علي مفارقة الحياة ليلحقوا بمن سبقهم من المرضي كما تسجل التقارير الواردة إصابة أطفال غزة بأمراض الأنيميا وفقر الدم , ومع قرب عيد الأضحي المبارك لم يبقي هناك أمل أمام هؤلاء في أن يبتهجوا بالعيد كحال إخوانهم في الإسلام ..- الوضع إذن صعب جداً , فنحن أمام مأساة و جريمة يرتكبها بنو صهيون في حق إخواننا , ويشاركهم في ذلك "عباس " الرئيس الورقي وزبانيته عملاء الأمريكان والصهاينة , ونساء العرب أقصد "حكام العرب " يتفرجون ويشاهدون ما يحدث وبعد أن كانوا يستنكرون ويشجبون أنقطعت ألسنتهم فلم تبدي غير الصمت والصمت فقط .