الأحد، نوفمبر 30، 2008

رحـــلة إلي غــــــزة !!!!!!!!!!!!!!



هل فكرتم يوماً في زيارة غزة ؟!! .. طبعاً الأمر أشبه بالمستحيل نظراً لطبيعة الظروف التي تمر بها غزة في الوقت الحالي في ظل الحصار المشدد حتي تحولت غزة من جديد إلي سجن كبير جدا جدا يسع بداخله أكثر من مليون ونصف المليون من أبناء غزة الصامدين ..- ليست غزة قرية سياحية أو مدينة ترفيهية حتي نزورها وربما يشمئز بعضنا من طرح هذا التساؤل ويمتعض منه .. ولكنه الواقع في غزة الذي يحياه شعب لا حول له ولا قوة , فأهل غزة الآن أصبح شعارهم شمعة مضيئة وسط الظلام الكالح بعد أن نفذ الوقود وأنقطعت الكهرباء وتوقفت محطات توليد الكهرباء تماماً .. ربما يندهش البعض من ذلك ولكنها فعلاً الحقيقة , الحقيقة التي تناسيناها أو ربما تغافلناها فلم نعد نتابع ونقرأ عن غزة أو حتي نسمع ووصلنا لمرحلة أن نصم آذاننا من هذه الأخبار المملة من كثرة تكرارها علي مسامعنا .



- قررت أن أجول بخاطري بين مباني غزة وشوارعها لأنقل إليكم الصورة كما نقلها لي أحد سكان غزة , فعلي مقربة من أحد المنازل وقف مجموعة من الأطفال ملتفين حول موقد من الفحم والحطب ينتظرون لقيمات من الطعام بعد أن نفذ كل شئ ولم يبقي غير الفتات , وعندما نفذ علف الطيور والدواجن والحيوانات همّ أهلُ غزة بإعدامِها قبلَ أن تذوق الموتَ جوعاً كحالهم , ولم تتوقف الصورة عند ذلك بل كان علف الحيوانات والمواشي بديلاً غذائي بدلاً من الطعام الذي نفذ وشحّ كلُ شئ حتي المياه لم يبقي منها إلاّ القليل الصالح للإستخدام الآدمي فمع توقف محطات الكهرباء أصبح من الصعب تطهير المياه لتكون صالحة للإستخدام ولكن لا مناص أمامهم في ظل هذا التجويع والحصار المشدد , أمّا عن مستشفيات غزة فحدث ولا حرج فقد توقفت الحياة في خارج المسشفيات فما بالك بداخلها وما أدرانا بمعاناة المرضي في ظل هذا الظلام والبرد القارس ونقص الأدوية اللازمة بعد إغلاق المعابر , وقارب الكثير من المرضي ذوو الحالات الحرجة علي مفارقة الحياة ليلحقوا بمن سبقهم من المرضي كما تسجل التقارير الواردة إصابة أطفال غزة بأمراض الأنيميا وفقر الدم , ومع قرب عيد الأضحي المبارك لم يبقي هناك أمل أمام هؤلاء في أن يبتهجوا بالعيد كحال إخوانهم في الإسلام ..- الوضع إذن صعب جداً , فنحن أمام مأساة و جريمة يرتكبها بنو صهيون في حق إخواننا , ويشاركهم في ذلك "عباس " الرئيس الورقي وزبانيته عملاء الأمريكان والصهاينة , ونساء العرب أقصد "حكام العرب " يتفرجون ويشاهدون ما يحدث وبعد أن كانوا يستنكرون ويشجبون أنقطعت ألسنتهم فلم تبدي غير الصمت والصمت فقط .

الثلاثاء، نوفمبر 04، 2008

يا تري الشارع بيقول إيه ؟!!!!!!!!

الإنتخابات الأمريكية هي حديث الشارع العالمي الآن ,, مع الأخذ في الإعتبار آثار العولمة التي شكلت سياسات العالم أجمع وجعلت الولا يات المتحدة هي القطب الأوحد ولذلك يترقب العالم هذا الحدث بترقب شديد …




أما في مصر فالأمر قد أختلف كثيراً فلا ريب أن تمتلئ صفحات الجرائد وعناوين الصحف الرئيسية بتغطيات خاصة لموضوع الإنتخابات الأمريكية .. ولكن لا صوت يعلو فوق صوت الحزب الوطني ومؤتمره المنعقد فبدءاً من الصحف القومية "صحف التطبيل " ومروراً بقنوات الحزب وعلي رأسها قناة المحور التي بثت مباشرة فعاليات المؤتمر لحظة بلحظة , وقنوات التلفزيون المصري الرئيسية ,
- طيب والشارع المصري بيتابع أيه بالظبط … ده كان سؤال أحد أصدقائي عندما قال " تفتكر الرأي العام في مصر بيكون رأي موحد إزاء مختلف القضايا علي الساحة المحلية أو بالنسبة لقضايا المجتمع بصفة عامة "
- قلت يا صديقي إحنا شعب مش فاضي يكون له رأي أصلاً لأن هموم الحياة وضغوطها الإقتصادية لم تترك حقاً للشعب المطحون في أن يكون له مساحة للرأي والتعبير حتي عن همومه ومشاكله الإقتصادية ,,
فقال صديقي تفتكر الحزب الوطني هيغير مصر هيحسن حياتنا هيحل مشاكلنا هيخلينا نعيش هيقضي علي البطالة , هيرفع مستوي دخل الفرد , هيقضي علي البيروقراطية , هيقضي علي الفساد , هيقضي علي ,,, وقبل أن يكمل صديقي قاطعته قائلاً : طبعاً يمكن أن يحدث كل هذا في أحلامك وربما يمكنك أن تحلم أنك أصبحت رئيساً لمصر وبدأت في عملية إصلاح إقتصادي لا مثيل لها من قبل ..

فأحس صديقي أني أسخر منه لكني قلت له ووجهي يبدو متجهماً ..
يا أستاذ إنت عايش في وهم ولا إنت بتخدعني وتخدع نفسك .. حزب إيه اللي هيعمل كل ده .. إحنا فضيحتنا بقت بجلاجل بره مصر .. في الغرب الصحف بتتكلم عننا وبيشفقوا علي حالنا والأدهي من ذلك إن بعض الدول العريبة نفسها بعض الصحف قامت بتغطية وضعنا وحالنا بشئ يوحي بالشفقة
وضربت له مثلاً بصحيفة النهار اللبنانية التي نشرت مقالاً بعنوان (مؤتمر الحزب الوطني في مصريكرس شركة جمال مبارك في الحكم )
وسأنقل هنا جزء من المقال الذي نشر بتاريخ 4 نوفمبر 2008

وعلى رغم ان احدا لا يتوقع نتائج ذات بال من المؤتمر الحالي للحزب الحاكم، خصوصا ان جدول اعماله يخلو من اي تغييرات في هياكله القيادية، الا ان كثيرين قرأوا في وقائعه والصورة التي ظهرت فيها نخبة القيادة في الحزب على انها تشير الى ان مبارك الابن "لم يعد مجرد وريث محتمل يؤهل لاحتلال مقعد والده في المستقبل، وانما صار، على ما يبدو، شريكا من الآن لوالده في الحكم". ويستشهد هؤلاء في تأكيد هذه الملاحظة بأن اليومين الرئيسيين للمؤتمر (السبت والاحد) توزعا بالتساوي بين مبارك الاب ومبارك الابن اذ لم يحظ اي من قادة الحزب، بمن فيهم الامين العام صفوت الشريف بجلسة عامة يحضرها كل اعضاء المؤتمر مخصصة فقط لكلمته، الا الرئيس ونجله. كما لاحظ كثيرون ان جمال مبارك بدأ يحظى بنعوت واوصاف تداولتها وسائل الاعلام الرسمية حديثا في مناسبة التحضير للمؤتمر، كانت الى وقت قريب حكرا على والده وحده مثل "صاحب الرؤية المستقبلية"، و"القيادة الحكيمة الواعية"، بل ان الصحف الحكومية ابرزت على نحو لافت ما قاله الملياردير البارز امين التنظيم في الحزب الحاكم احمد عز في كلمة القاها السبت امام المؤتمر، اذ خلع على نجل الرئيس لقب "قائد ثورة التصحيح والاصلاح".




الأحد، نوفمبر 02، 2008

شطحات رجب البنا

كتب رجب البنا مقالاً نشر بجريدة الأهرام المصرية اليوم الأحد .. في إطار سلسلة مقالاته التي يعنونها بإسم (لماذا تخلف المسلمون ) .. وتنشر بصفة دورية بالجريدة نفسها وفي الحقيقة شطح الرجل بخياله وفكره الضيق إلي أبعد الحدود فقد جعل همه الأول والأخير أن يجعل فكرة الخلط بين الدين والسياسة من ضمن الأسباب الرئيسية لتخلف المسلمين وجعلها أحد مفاتيح إجابته علي سؤاله الذي يطرح له في كل مرة رؤية مختلفة ,
وهو بذلك يريد أن يجعل الإسلام كعقيدة وكديانة في جهه والسياسة كنظام حكم في جهة أخري
و ينتهج الرؤية العلمانية في الفصل بين الدين والدولة ويسير علي نهج العلماني "جابر العابدي " حيث يستشهد برأيه عن نظام الحكم فيقول .. (هو نموذج مفتوح يقبل صياغات مختلفة وفقا للمبدأ الذي أرساه النبي‏:‏ أنتم أدري بشئون دنياكم ووفقا للضوابط التي جاءت في القرآن والتي تسد الباب أمام كل صور التسلط والاستبداد‏.‏ ولم يكن هناك نص في القرآن والسنة يحدد نظام الحكم‏,‏ مما يعني أن النظام السياسي في الإسلام متروك للمسلمين لكي يتوافق مع تطور الحياة ونمو الوعي وبما يحقق المصلحة‏.‏)

- وأنا أستشهد بما قاله المفكر الفرنسي روجيه جارودي عن شمولية الإسلام فيقول ( إن الإسلام برفضه فصل الثنائية المزعومة يمكنه مساعدة الغرب علي تجاوز أزمته , كذلك فإنه يمكن للإسلام بربطه كل شئ بالله ... في الملكية , والسلطة , والمعرفة ... الخ .. أن يكون خميرة تحرر ونضال ضد كل أشكال التسلط والعبودية المفروضة علي الإنسان بحجة أطروحات مزيفة )



نص المقال
لماذا تخلف المسلمون؟‏(30)‏بقلم‏:‏ رجـب البنـا
كان الخلط بين الدين والسياسة البداية لتخلف المسلمين‏..‏ وبدأ الخلط بالمغالطة التي ادعت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان حاكما لدولة أسسها في المدينة‏,‏ بينما كان النبي يؤسس للدعوة ويبلغ رسالة ربه‏,‏ ويرفض المحاولات المتكررة لمعاملته علي أنه ملك أو رئيس لدولة‏,‏ ولم يكن أتباعه يتعاملون معه علي أنه ملك ولكن علي أنه كما حدد القرآن نبيا رسولا‏,‏ ولم يكن أتباعه مرءوسين أو محكومين ولكنهم كانوا الصحابة أصحاب محمد‏.‏ولهذا فإن النموذج لنظام الحكم في عهد النبوة نموذج مفتوح‏,‏ كما يقول المفكر المغربي الدكتور محمد عابدالجابري‏:‏ هو نموذج مفتوح يقبل صياغات مختلفة وفقا للمبدأ الذي أرساه النبي‏:‏ أنتم أدري بشئون دنياكم ووفقا للضوابط التي جاءت في القرآن والتي تسد الباب أمام كل صور التسلط والاستبداد‏.‏ ولم يكن هناك نص في القرآن والسنة يحدد نظام الحكم‏,‏ مما يعني أن النظام السياسي في الإسلام متروك للمسلمين لكي يتوافق مع تطور الحياة ونمو الوعي وبما يحقق المصلحة‏.‏والخلفاء الراشدون الثلاثة‏(‏ أبوبكر وعمر وعثمان‏)‏ أيضا حكموا في نظام سياسي مفتوح‏,‏ ولذلك ظهرت الفتنة الكبري‏,‏ نتيجة الخلاف ـ أو الصراع ـ السياسي علي السلطة‏,‏ وتطورت إلي صدام وقتال أدي في النهاية إلي تحول الخلافة إلي ملك عضوض‏..‏ وسادت روح القبيلة بسيطرة بني هاشم في الدولة الأموية‏,‏ وسيطرة بني العباس في الدولة العباسية‏,‏ كما تحول الحكم من تحمل الأمانة لخدمة المسلمين إلي غنيمة‏,‏ ومع أن الحاكم له سلطات الملوك ويعامل علي أنه ملك‏,‏ ويتوارث العرش أبناؤه وأحفاده فإنه كان يسمي نفسه الخليفة‏,‏ أي أنه خليفة رسول الله‏,‏ ومع أنه ليس مبعوثا من الله لمهمة دينية لأنه ليس بعد الرسول رسول وليس لمن يخلفه صفة دينية لأنه لا يتلقي الوحي‏,‏ ولا يحق له الادعاء بأن له الحق في احتكار حقيقة الشرع ومعرفة مراد الله والحكم باسمه سبحانه وتعالي‏.‏‏..‏ فلا يمكن اعتبار قتل الخليفة عثمان مسألة دينية لأنه مسألة سياسية في قناع ديني لا يجعل التمسك بها تمسكا بالعقيدة والخروج عليها نوعا من العصيان أو الكفر‏.‏ ويري الدكتور الجابري أن أحداث الفتنة التي استمرت ست سنوات وانتهت بقتل عثمان إنما كانت تعبيرا عن فراغ دستوري في نظام الحكم بعد وفاة النبي‏,‏ وأن هذا الفراغ الدستوري هو الذي يسمح بظهور جماعات تدعي أن فكرها السياسي وأهدافها ومصالحها وأطماعها السياسية هي التعبير عن الشريعة‏,‏ مع أن الشريعة الإسلامية لم تقرر نظاما للحكم أو طريقة واحدة لاختيار الحاكم‏,‏ ولذلك تم اختيار كل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية بطرق مختلفة كل الاختلاف‏‏ ومما يؤكد أن نظام الحكم في الإسلام هو نظام مدني أن عمر بن الخطاب رفض أن يناديه الناس بلقب خليفة رسول الله واستحسن لقب أمير المؤمنين لأنه يعبر عن حقيقة وظيفته المدنية كقائد أعلي لجيش المسلمين ومسئول عن كفالة الأمن والحياة الكريمة للرعية من المسلمين وغير المسلمين‏..‏ ولكن الدولة الأموية هي التي عملت علي الخلط بين ماهو ديني وماهو دنيوي‏,‏ وبين روح القبيلة والسعي إلي الغنيمة واعتبار نظام حكمهم عقيدة ومخالفتهم مخالفة لحكم الله وإرادته‏.ونتيجة لعدم وجود نظام للحكم في الإسلام أصبح الوصول إلي الحكم عن طريق السيف فانتزع معاوية السلطة بالقوة وفرض نفسه خليفة‏,‏ وقال إن اختياره تم بإرادة الله وبقضاء الله وقدره‏,‏ وبذلك جعل مشروعية الحكم مشروعية إلهية‏,‏ وسار العباسيون علي هذا النهج فصارت إرادة الخليفة من إرادة الله‏,‏ مما فتح الباب للنظم السلطانية الاستبدادية الموروثة من حضارات الشرق القديم الفرعونية والبابلية والفارسية‏,‏ وأصبحت مقولاتهم تمثل الجانب العقلي في الفكر السياسي في الإسلام‏,‏ وتطور هذا الفكر السياسي بتغير الحكام وظل الشيء الوحيد الباقي هو فرض إرادة الحاكم واعتبار إرادته هي إرادة الله‏,‏ والادعاء بأن فكره ورغباته هي التطبيق للشريعة‏,‏ وتوارث الذين حكموا باسم الإسلام والشريعة أسلوب استخدام القوة لقمع كل من يخالف آراءهم‏,‏ وأصبح السياف إلي جانب الخليفة أو السلطان مستعدا دائما لقطع الرقاب علي الفور بمجرد كلمة منه وظهر مبدأ اخترعه بعض الفقهاء يقول‏:‏ من اشتدت وطأته وجبت طاعته‏.‏وفي العصر الحديث لايزال البعض يسعي إلي إحياء هذه المفاهيم والممارسات للإسلام السياسي‏.‏ولهذا تخلف النظام السياسي وتخلف بناء الدولة الحديثة في العالم الإسلامي‏.‏

شطحات رجب البنا

كتب رجب البنا مقالاً نشر بجريدة الأهرام المصرية اليوم الأحد .. في إطار سلسلة مقالاته التي يعنونها بإسم (لماذا تخلف المسلمون ) .. وتنشر بصفة دورية بالجريدة نفسها وفي الحقيقة شطح الرجل بخياله وفكره الضيق إلي أبعد الحدود فقد جعل همه الأول والأخير أن يجعل فكرة الخلط بين الدين والسياسة من ضمن الأسباب الرئيسية لتخلف المسلمين وجعلها أحد مفاتيح إجابته علي سؤاله الذي يطرح له في كل مرة رؤية مختلفة ,
وهو بذلك يريد أن يجعل الإسلام كعقيدة وكديانة في جهه والسياسة كنظام حكم في جهة أخري
و ينتهج الرؤية العلمانية في الفصل بين الدين والدولة ويسير علي نهج العلماني "جابر العابدي " حيث يستشهد برأيه عن نظام الحكم فيقول .. (هو نموذج مفتوح يقبل صياغات مختلفة وفقا للمبدأ الذي أرساه النبي‏:‏ أنتم أدري بشئون دنياكم ووفقا للضوابط التي جاءت في القرآن والتي تسد الباب أمام كل صور التسلط والاستبداد‏.‏ ولم يكن هناك نص في القرآن والسنة يحدد نظام الحكم‏,‏ مما يعني أن النظام السياسي في الإسلام متروك للمسلمين لكي يتوافق مع تطور الحياة ونمو الوعي وبما يحقق المصلحة‏.‏)

- وأنا أستشهد بما قاله المفكر الفرنسي روجيه جارودي عن شمولية الإسلام فيقول ( إن الإسلام برفضه فصل الثنائية المزعومة يمكنه مساعدة الغرب علي تجاوز أزمته , كذلك فإنه يمكن للإسلام بربطه كل شئ بالله ... في الملكية , والسلطة , والمعرفة ... الخ .. أن يكون خميرة تحرر ونضال ضد كل أشكال التسلط والعبودية المفروضة علي الإنسان بحجة أطروحات مزيفة )



نص المقال


لماذا تخلف المسلمون؟‏(30)‏بقلم‏:‏ رجـب البنـا
كان الخلط بين الدين والسياسة البداية لتخلف المسلمين‏..‏ وبدأ الخلط بالمغالطة التي ادعت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان حاكما لدولة أسسها في المدينة‏,‏ بينما كان النبي يؤسس للدعوة ويبلغ رسالة ربه‏,‏ ويرفض المحاولات المتكررة لمعاملته علي أنه ملك أو رئيس لدولة‏,‏ ولم يكن أتباعه يتعاملون معه علي أنه ملك ولكن علي أنه كما حدد القرآن نبيا رسولا‏,‏ ولم يكن أتباعه مرءوسين أو محكومين ولكنهم كانوا الصحابة أصحاب محمد‏.‏ولهذا فإن النموذج لنظام الحكم في عهد النبوة نموذج مفتوح‏,‏ كما يقول المفكر المغربي الدكتور محمد عابدالجابري‏:‏ هو نموذج مفتوح يقبل صياغات مختلفة وفقا للمبدأ الذي أرساه النبي‏:‏ أنتم أدري بشئون دنياكم ووفقا للضوابط التي جاءت في القرآن والتي تسد الباب أمام كل صور التسلط والاستبداد‏.‏ ولم يكن هناك نص في القرآن والسنة يحدد نظام الحكم‏,‏ مما يعني أن النظام السياسي في الإسلام متروك للمسلمين لكي يتوافق مع تطور الحياة ونمو الوعي وبما يحقق المصلحة‏.‏والخلفاء الراشدون الثلاثة‏(‏ أبوبكر وعمر وعثمان‏)‏ أيضا حكموا في نظام سياسي مفتوح‏,‏ ولذلك ظهرت الفتنة الكبري‏,‏ نتيجة الخلاف ـ أو الصراع ـ السياسي علي السلطة‏,‏ وتطورت إلي صدام وقتال أدي في النهاية إلي تحول الخلافة إلي ملك عضوض‏..‏ وسادت روح القبيلة بسيطرة بني هاشم في الدولة الأموية‏,‏ وسيطرة بني العباس في الدولة العباسية‏,‏ كما تحول الحكم من تحمل الأمانة لخدمة المسلمين إلي غنيمة‏,‏ ومع أن الحاكم له سلطات الملوك ويعامل علي أنه ملك‏,‏ ويتوارث العرش أبناؤه وأحفاده فإنه كان يسمي نفسه الخليفة‏,‏ أي أنه خليفة رسول الله‏,‏ ومع أنه ليس مبعوثا من الله لمهمة دينية لأنه ليس بعد الرسول رسول وليس لمن يخلفه صفة دينية لأنه لا يتلقي الوحي‏,‏ ولا يحق له الادعاء بأن له الحق في احتكار حقيقة الشرع ومعرفة مراد الله والحكم باسمه سبحانه وتعالي‏.‏‏..‏ فلا يمكن اعتبار قتل الخليفة عثمان مسألة دينية لأنه مسألة سياسية في قناع ديني لا يجعل التمسك بها تمسكا بالعقيدة والخروج عليها نوعا من العصيان أو الكفر‏.‏ ويري الدكتور الجابري أن أحداث الفتنة التي استمرت ست سنوات وانتهت بقتل عثمان إنما كانت تعبيرا عن فراغ دستوري في نظام الحكم بعد وفاة النبي‏,‏ وأن هذا الفراغ الدستوري هو الذي يسمح بظهور جماعات تدعي أن فكرها السياسي وأهدافها ومصالحها وأطماعها السياسية هي التعبير عن الشريعة‏,‏ مع أن الشريعة الإسلامية لم تقرر نظاما للحكم أو طريقة واحدة لاختيار الحاكم‏,‏ ولذلك تم اختيار كل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية بطرق مختلفة كل الاختلاف‏‏ ومما يؤكد أن نظام الحكم في الإسلام هو نظام مدني أن عمر بن الخطاب رفض أن يناديه الناس بلقب خليفة رسول الله واستحسن لقب أمير المؤمنين لأنه يعبر عن حقيقة وظيفته المدنية كقائد أعلي لجيش المسلمين ومسئول عن كفالة الأمن والحياة الكريمة للرعية من المسلمين وغير المسلمين‏..‏ ولكن الدولة الأموية هي التي عملت علي الخلط بين ماهو ديني وماهو دنيوي‏,‏ وبين روح القبيلة والسعي إلي الغنيمة واعتبار نظام حكمهم عقيدة ومخالفتهم مخالفة لحكم الله وإرادته‏.ونتيجة لعدم وجود نظام للحكم في الإسلام أصبح الوصول إلي الحكم عن طريق السيف فانتزع معاوية السلطة بالقوة وفرض نفسه خليفة‏,‏ وقال إن اختياره تم بإرادة الله وبقضاء الله وقدره‏,‏ وبذلك جعل مشروعية الحكم مشروعية إلهية‏,‏ وسار العباسيون علي هذا النهج فصارت إرادة الخليفة من إرادة الله‏,‏ مما فتح الباب للنظم السلطانية الاستبدادية الموروثة من حضارات الشرق القديم الفرعونية والبابلية والفارسية‏,‏ وأصبحت مقولاتهم تمثل الجانب العقلي في الفكر السياسي في الإسلام‏,‏ وتطور هذا الفكر السياسي بتغير الحكام وظل الشيء الوحيد الباقي هو فرض إرادة الحاكم واعتبار إرادته هي إرادة الله‏,‏ والادعاء بأن فكره ورغباته هي التطبيق للشريعة‏,‏ وتوارث الذين حكموا باسم الإسلام والشريعة أسلوب استخدام القوة لقمع كل من يخالف آراءهم‏,‏ وأصبح السياف إلي جانب الخليفة أو السلطان مستعدا دائما لقطع الرقاب علي الفور بمجرد كلمة منه وظهر مبدأ اخترعه بعض الفقهاء يقول‏:‏ من اشتدت وطأته وجبت طاعته‏.‏وفي العصر الحديث لايزال البعض يسعي إلي إحياء هذه المفاهيم والممارسات للإسلام السياسي‏.‏ولهذا تخلف النظام السياسي وتخلف بناء الدولة الحديثة في العالم الإسلامي‏.‏

الثلاثاء، أكتوبر 28، 2008

أنا راحل ... حان الرحيل

أنا راحل .. لا أبتغي غير الرحيل
لن أبقي في صومعتي مكباً فوق أوراقي
سأرحل وسأصنع رابعاً للمستحيل
سأسطر نثراً أسوداً .. وألون به ديوان شعري
لن آخذ غير قلمي معي.. فأنا زاهد لا أبتغي غير الرحيل
وسأسلك درباً مبهماً .. لا ماء فيه ولا نخيل
سأقتفي أثر السراب ... أو أقتفي أثر المسير
وأسائل قلمي .. هل كنت غير سراب يخدع نفسه ؟!
أم كنت تشتاق يوماً مثلي للرحيل ؟!
وفر مدادك .. لا تجيب فالوهم وهم ...
لا تشتكي زاد الطريق لا تبتئس مثل الغريق
أما كنت يوما تبغي ذاك الرحيل ؟
خذها مداداً أدمعي .. كيما تعيد لك بسمة
ترسم بها هم الرحيل
خذها فلربما طال الرحيل

بقلمي : 27/10/2008

الأربعاء، أكتوبر 22، 2008

حوار مع الأستاذ طارق منينة


الأستاذ / طارق منينة .. هو واحد من القلائل الذين تصدوا للفكر العلماني في العالم العربي والإسلامي ,, وهو معروف برصده لكل كتابات العلمانيين بمختلف مشاربهم ,وأفكارهم وقد حمله ذلك علي صياغة كتابه الشهير " أقطاب العلمانية في العالم العربي والإسلامي " الجزء الأول والثاني والجزء الثالث يعده حالياً للنشر ,




ومن مؤلفاته أيضاً كتاب بعنوان " الخداع والتنصير" وكتاب "جماعة شهود يهوه" ..




كما أنه أول من تصدي للبرلماني الهولندي "غيرت فليدرز" صاحب فيلم" فتنة" وتصدي لأكاذيبه وأباطيله بكتاب لم ينشر بعد بعنوان " الرد العلمي علي فيلم فتنة "



حاورته لنتعرف من قريب علي فكره وأسلوبه في رصد الفكر العلماني وتصديه له ...إليكم نص الحوار .........




في البداية نرحب بالأستاذ طارق
أري الجانب الأهم من إهتمامك يتعلق بالبحث في فكر العلمانيين هل هذا صحيح ؟






نعم هذا صحيح وإن كان الجانب الآخر المتعلق بنقد المسيحية واليهودية يعتبر هو جانب في نقد الإستشراق المسيحي واليهودي أما العلمانية فهي إمتداد للفكر الفلسفي الغربي وهو أحد إهتماماتي بهذا الفكرلأنه يشتغل في بلادنا إما بالإستشراق الحديث الإلحادي أقصد أو بسيطرته الجزئية علي حكم البلاد والعباد , وأيضاً بسيطرته علي الإعلام والفن والرواية والإدارة والجامعةهل تعتقد أن خطر الإستشراق والعلمانية علي بلادنا يتطلب منا كل هذا الإهتمام والبحث أم أننا نفترض نظرية المؤامرة كما يقول البعض ؟
الخطر موجود فعلاو إلا لم يحاول رد الخطر علماء الأمة الكبار؟ وحدث ذلك في رد علماء الأمة علي "علي عبد الرازق" و "طه حسين" ورد " محمد عبده " علي "رينان" و علي " مستر هانونو" وزير خارجية فرنسا في ذلك الوقت كما رد الدكتور محمد عمارة علي " نصر حامد أبو زيد في التفسير الماركسي للإسلام ورد علي العشماوي في سقوط الغلو العلماني ورد سفر الحوالي علي العلمانية عموما وردالدكتور يوسف القرضاوي علي فؤاد زكريا في الرد علي العلمانيين مع أن الأخير أي الشيخ القرضاوي يرفض نظرية المؤامرةإلا أن هذه الردود كلها لأنهم فعلاً رأو خطر العلمانية والإستشراق وقد رصد الأستاذ أنور الجندي حياته كلها للرد علي الإستشراق والمذاهب الفلسفية الغربية وسماها في خطاب له ( الخنجر المسموم ) ,,,,- والعلمانية بالفعل مسيطرة سيطرة جزئية في بلادنا ويجري اليوم زحف بقيتها علي بلادنا بمساعدة العلمانيين العرب ولذلك الدفاع علي أشده بل وهجومنا لابد أن يكون أشد من الدفاع




هل تعتقد أن علمائنا قاموا بدورهم المنوط بهم في إطار التصدي للأفكار الإستشراقية والعلمانية خصوصاً أنها تتسلل إلينا مثل السم في العسل ؟






هناك علماء قاموا بدور كبير جدا وهناك علماء مثل بعض علماء الازهر لم يقوموا باي دور يذكر مع ان إمكانياتهم العلمية تؤهلهم لهذا العمل ولايعني ذلك أن كل علماء الأزهر علي هذه الشاكلة بل إننا نري أقطاب من الأزهر العريق قاموا بعمل ضخم في رصد الظاهرة الإستشراقية ومحاولة فضحها وفضح إفتراءاتهالكن الجهد المبذول علي العموم ضعيف جداً لأن إمكانيات العلمانية الغربية والشرقية هي إمكانيات دول ومؤسسات عالمية ضخمة بخلاف أفراد من أمتنا يقومون بجهد كبير رغم قلة المال وقلة المساعدة ..وكمثال فإن جابر عصفور أستغل قيادة المجلس الأعلي للثقافة لمدة أربعة عشرة سنة وقد نجح في تمرير أمور علمانية وتدشين خطوات مهمة بالنسبة لها في مصر ومن مكانه هذا استخدم أموال الشعب في سبيل خدمة فكرته ومخططه وهذا مثال واحد علي ماأدعيه




كان لي صديق معجباً بالماركسية فكنت ألومه وأهاجمه بشدة وأشرح له مخاطر الفكر الماركسي ... ولكنه أعتبرني جاهلاً بالماركسية ونصحني بالقراءة أولاً عن الماركسية قبل أن أهاجمه أو أنتقده هل تعتقد أننا في حاجه إلي قراءة هذه الأفكار لكي نفندها ونتحقق منها ؟ ما رأيك في هذا الكلام ؟




الفكرة العامة مهمة لكن التفاصيل يحتاجها أهل الخبرة والنقد لهذه الأفكار ويبدو أن صديقكم متأثر بنفس الشائعات التي يطلقها العلمانيون العرب من أننا لانقرأ لهم وكأنهم هم يقرأون لنا وأننا لنجد جهلهم بديننا وشريعتنا وتصوراتنا وصحابة الرسول والوحي ومصدره وتأثيره في العالم أنهم لايقرأون ديننا ويتهموننا بما يقعون هم فيه ونكشف نحن جهلهم ..لقد رد الدكتور محمد عمارة علي نصر حامد أبو زيد في كتابه التفسير الماركسي للإسلام وقال عمارة لنصر أنه كان مثله ماركسي في الماضي وأنه يعرف مصدر أفكاره وقد قدم الدليل علي ذلك ومع ذلك يتهم نصر أبو زيد الدكتور عمارة بأنه أنتقل إلي المعسكر الاسلامي لأن بضاعته في المعسكر العلماني نضبت وتهم أخري قالها في الرجل فلم يجد تهمة عدم القراءة نافعة أمام الدكتور عمارة فذهب يتهمه إتهامات التلون والانتفاع بالمعسكرات "الفكرية" وكانه حرباء تتلون وتتشكل بالظروف المادية وهو التفسير المادي لكل شيءفي الماضي




علي ضوء ما ذكرت " الدكتور عماره" وأيضاً عبدالوهاب المسيري " وهما من المفكرين الذين غيروا أفكارهم وتحولوا إلي المعسكر الآخر في مواجهة هذه الأفكار هل يعتبر هذا دليل يجعلنا نطمئن أن هذه الأفكار سرعان ما تكشف زيفها لصاحبها ويتخلي عنها يوما ما ؟




دعني أرد بمثال أخر فلقد أنكشف " لروجيه جارودي " الخلل في الأفكار الماركسية والتطبيقات التي تبعتها فقام بنقدها وتحول إلي الإسلام وأريد أن أصل من هذا المثال بنتيجة ألا وهي أن المفكر الصادق يكتشف زيف الأفكار الأحادية المدمرة للحياه وهذا يكون بالتجربة كما أن ذلك لاشك يدخل فيه توفيق الله ولذلك أنتقل جارودي الي الاسلام فلو كان الأمر يتعلق بإنتقاد التطبيقات الماركسية فقط لبقي الرجل ماركسيا لكنه خرج منها كلهامع طبعا احتفاظه منها بما يقره الإسلام أو برواسب يصعب عليه التخلي عنه وكذلك الأمر مع منير شفيق والمسيري وعمارة إلا أنهم أكتشفوا زيف الأفكار التي كانوا عليها وعلينا أن نستفيد من خبراتهم وقراءة فكر عبد الرحمن بدوي بعد توبته وخبرته بالإستشراق تفيد في مسألتنا هذه وكذلك الإستفادة من تحول ذكي نجيب محمود في أخريات حياته ولقد زعم علماني أنه راح يخترق التراث فاخترقه التراث ...




صمويل هنتنجتون‏ روج لنظرية صراع الحضارات كما تعلم والتي زعم فيها أن القرن العشرين سيشهد بداية الحروب الثقافية والتي رشح لها الحضارة الغربية في مواجهة الحضارة الإسلامية والكونفشيوسية‏.‏ كيف تري مدلول هذا التفسير وهل إحتمالياته ما زالت قائمة أم أنها مجرد إفتراضات نظرية ؟




لقد تراجع هنتجتون عن نظريته الخائنة هذه ونقدها هو بنفسه والعالم الآن يشهد أفولها وتراجعها بل تراجع صاحبها وقد زعم فلاسفة غربيون أيضا نفس هذه المقولة فنهاية تاريخ ماركس معروفة وهيجل أيضا له نهاية تاريخ ولكن هيجل وجده ماركس مثاليا مقلوبا علي رأسه فنقده نقداً لاذعاً وقال بأنه سيوقفه علي رأسه بفلسفته وتلاميذ هيجل أيضاً ردوا عليه في ورباخ ومارمس سقطت دولة التطبيق التاريخية له فانتهي تاريخه هو ولم يصل التاريخ الي حيث حد وسم فكذلك هنتجتون يري الآن أن الرأسمالية ليست نهاية التاريخ بل هي نهاية لحقبة توحشية تتلاشي مع الوقت وسببت مآسي إلي الآن للبشرية والآن تعاني من الإستغلال الداخلي والجشع المادي والشهوات الجامحة وتتسبب في ظلم عريض فلا سعادة تاريخية ولانهاية مباركة وهنا ينتصر عليها الإسلام تاريخياً فلله الحمد ..




وأنت تري الآن الأزمة التي سببتها الرأسمالية وتبعاتها للنظام الإقتصادي العالمي وربما إنهيار فلسفة الرأسمالية التي فتنت العالم بعد حقبة الحرب الباردة ,, هي أيضا مدلول قوي علي هذا الكلام ؟






نعم مدلول واضح علي الأمراض التي تمخر فيها فكيف تمخر سفينتها بالعالم عند أعتاب نهاية التاريخ البشري بها وبداية حقبة زاهية وسعادة غامرة للبشرية وبناءاتها قائمة علي الربا الجشع الذي يعاني منه أهلها من الداخل وإستغلال الشركات التي تبيع الوهم..




في الأزمة الأخيرة التي سببتها تصريحات الدكتور القرضاوي عن موضوع السنة والشيعة ,, هل الأزمة التي سببتها بمثابة الفتنة كما أعتبرها البعض وربما لم يكن الوقت ولا الظروف تناسب الحديث عن مثل هذا الأمور ؟




سيتناساها الناس ولكن ستبقي آثارها العلمية لصالح موقف الشيخ من الشيعة وستقوم بتعديلات عن أتباعه وتلاميذه كما موقف معارضيه وهي جاءت في وقت ضروري ويبدو أن الشيخ جعلها في هذا التوقيت من فقه الواقع أو فقه النوازل




هل تري أن هناك عملية إستقطاب في العالم الإسلامي في صالح الجانب الشيعي ؟سمعنا مثلا عن الغزو الإيراني الفكري والثقافي خصوصا بعد ما حققه حزب الله والهيمنة التي يفرضها النظام الإيراني علي المنطقة ...




لا فقدراً تم تحجيم المد الشيعي بحروب فائتة والآن تشغلهم أمريكا بالمعركة الحالية فليس هناك مد شيعي حقيقي بيد أنهم يحاولون الدخول إلي مستويات مهمة لكن تمنعهم التراكمات التاريخية وقوة المد الإسلامي العريض كما تمنعهم جغرافيتهم ومعاركهم السياسية والحدودية مع بعض الدول وأنا أظن انه في ظل تنامي المد الإسلامي المعاصر فإن الشيعة لا إنتاج لهم في غزو أو محو للذاكرة الصحابية لو صح التعبير




إسمحلي نعود قليلا للحديث عن الرأسمالية والأزمة الحاليةهناك سيناريوهات محتملة إن صح التعبيرإما أن تتعافي وتمر الأزمة العالمية أو يحدث إنهيارات ربما لأنظمة بأكملها ؟ما رأيك في هذا التصور ؟






أنا أري كما تري أن أوضاع الرأسمالية الأمريكية علي وجه الخصوص مفضوحة وقد كشفت عن استغلال حقيقي ليس لإنسان الخارج فقط وإنما لإنسان الداخل أيضاً خصوصاً الطبقات العاملة منه ومنها طبقة السود الذين لا يعرفون كثيرا قوانين رأس المال داخل المجتمع الأمريكي وهؤلاء يجري إستنزافهم بسهولة ومن هنا تنشأ الأحقاد الطبقية والعرقية وقد يؤدي هذا مجتمعاً لانهيار ما أو لإنهيارات متعددة لكن إنهيار أمريكا من الداخل هذا أمر محتمل ويكون البديل الغرب الأوروبي والصعود الصيني لكن الأمر ليس بهذه السهولة فأمريكا تترنح نعم لكنها مازالت قوية إلي أن يقضي الله أمراً نهائيا فيها وهذا هو ما قلت عنه انه من علم الغيب




نصر حامد أبو زيد لو رصد أحد إهتمامك به لربما ظن أن هناك عداوة شخصيه بينك وبينه؟






ليس لي أي عداوة شخصية بالرجل وإن كنت قابلته في محاضرة كان قد ألقاها " حسن حنفي" في مدينة (لاهاي) منذ سنوات وأهديته كتابي الذي نقدت فيه أفكاره كما كنت قد قابلته من قبل في" ليدن" حيث عمل مشرفا علي الرسائل الجامعية المتعلقة بالإسلام هذه هي معرفتي به الشخصية أما الفكرية فأبعد من رؤية شخصه المحدود لأنه ممتد إستشراقيا من ناحية الفلاسفة الماديين ومنهم مستشرقون تبنوا النظرة المادية في تحليل وتفسير القرآن ..ومنهم فلاسفة في مذاهب حديثة أستخدموا فلسفاتهم اللغوية والتحليلية والمادية في تحليل القرآن باعتباره "منتج معارف أسطورية قديمة" ومثل هذه الدعاوي والدعوات ما كان لمثلي أن يتركها تنعم بهدوء فالمجادلة للباطل ودحض مواده وأساطيره لابد منها وهي سنة الله في الذين خلو ونحن بحمد الله نقوم بدور فيها ونسأل الله أن يعيننا علي كنس أفكار العلمانيين جميعا وأنا الآن في طريقي لإخراج موسوعة عن خليل عبد الكريم وأساطيره تجاه القرآن وسيرة الرسول فليس نصر ابو زيد وحده هو من قمت بنقده بل ألفت كتابين حتي الآن في نقد أكثر من عشرون علماني مثل العشماوي واركون وادونيس وحنفي والجابري وغيرهم والآن صادق العظم وخليل عبد الكريم وغيرهم ونسأل الله ان لايثبطنا بذنوبنا عن خدمة هذا الدين العظيم ونصرة سيد المرسلين فهناك من العرب من هو أشد حقداً في كتاباته من رسام غربي او مفكر إستشراقي والدليل كتابات صادق جلال العظم في ذهنية التحريم وكتابه الآخر ما بعد ذهنية التحريم ...
وفيما هؤلاء يأخذون جوائز مالية ضخمة من المؤسسات العالمية فجابر عصفور أخذها أخيراً من اليونسكو والعظم أخذها من هولندا وأمثال ذلك كثيرا بينما نحن تحيطنا الديون ولا مدد من حبال البشر إلا أن سعادتنا بعملنا فوق الطاقة وفرحنا في ظل الضائقة المالية أوسع مما يتخيل إنسان فلله الحمد والمنة ...




لو أخترنا عينة عشوائية في أحد المجتمعات العربية وطرحنا عليهم أسماء مثل السيد ياسين ونصر أبو زيد وأركون وجابر عصفور وحسن حنفي وغيرهم ,, لا أعتقد أنك ستجد من يحيط علماً بطبيعة هؤلاء الفكرية !!!!هل هذا شئ طبيعي في المجتمعات العربية؟هل طبيعي أن لا يقرأ الناس عن أمثال هؤلاء ؟




القراءة لهؤلاء ليست ضرورية والمعرفة بهم ليست أمراً مهما والأولي التعرف علي خيرة علماء الأمة ومعرفة عطاءهم وبذلهم لكن هؤلاء العلمانيين لهم حضور ضخم جدا في مؤسساتنا الأكاديمية وإعلامنا وثقافتنا الحالية التي يسيطرون عليها وهم يمكنون بعضهم لبعض ويكفي أن جابر عصفور مكن لأفكارهم في مدة الأربعة عشر عاما التي ترأس فيها المجلس الأعلي للثقافة وأسقي الشعب من فلسفات وكتابات تخريبية ..ثم هؤلاء لهم تلاميذ ورفاق في كل مؤسسات الدولة وخصوصا الإعلام والفن والثقافة وهم يخربون العقول بتغيير التاريخ وخلخلة مقوماته ويزيفون الحقائق ويقدمون مواد سامة للناس في الأفلام والروايات والمسلسلات والدوريات والمقالات وحتي التعليم والأكاديمياتوإنما كتبنا عنهم لكشف مخططاتهم وتلاعبهم بالعقول حتي يتعرف المسؤولون في بلادنا علي ما يحدث تحت إدارتهم وفي ظل توليهم السلطة خصوصا بلاد الحرمين وأيضا نحذر الأمة منهم حتي لا تتأثر بتحليلاتهم كما أننا بكشفنا لهم وردنا عليهم ردودا موضوعية نكون قد قمنا بنقد فلسفاتهم بصورة علمية وليس بصورة عاطفية وإنشائية كما يروجون




في النهاية لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والإمتنان للأستاذ / طارق منينة علي تخصيصه هذا الوقت لنا ...

السبت، يونيو 14، 2008

حملة لغتي هويتي بداية جديدة ..



شئ يدعو إلي الخجل عندما تجد البعض يستخدم ألفاظأ عامية غير مفهومة للآخرين , ولا يتورع في ذلك بل تزداد ثقته بنفسه عندما يجد الآخرين يردون عليه بنفس أسلوبه أي بلهجة عامية وكلمات مبتذلة سطحية ..
حتي أنك لا تجد منتدي أو مدونة أو حتي بعض مواقع الإنترنت إلا وفيها من الكلمات العامية الكثير والكثير والأدهي من ذلك أن بعض هذه الكلمات غامض وغير مفهوم إلا لصاحبه ..

كنت أشعر بالهم لهذا الأمر .. ولكني كنت أخفيه في لواعج نفسي , وكثيراً ما كنت أحدث نفسي بأن عليّ أن أتواصل مع الآخرين بطريقتي الخاصة وليس من حقي أن أعترض أو أفرض علي أحد طريقة معينة للتواصل .. ولكن ما الذي يجعل البعض يتمسك بلهجته العامية الغامضة ويترك اللغة العربية لغة القرآن الكريم لغة الضاد ببلاغتها وفصاحتها ورقيّ ألفاظها ؟!!
طبعاً ستكون هناك مبررات كثيرة لدي البعض وسيسوق الكثيرون الأدلة والبراهين التي تجعلك تشعر بأنك واهماً وربما يخبرك البعض بأن ما تتحدث عنه ليس ذا قيمة ولا أهمية تذكر وستجد آخرين يقللون من قيمة الكتابة من خلال الإنترنت بالفصحي طالما أن اللهجة العامية تغني في توصيل الأفكار وتبسيطها وتوضيحها ..
- ذكرت لصديقي ما جال في ذهني , وقلت له إن إهمال اللغة العربية بهذه الطريقة هو من ثمار محاولات التغريب وطمس الهوية الثقافية الإسلامية والعربية فقاطعني فجأة قائلاً متعجباً : هل ستعود مرة أخري للحديث عن نظرية المؤامرة !!
فقلت له : بل هي المؤامرة بعينها ولكنها معقدة ومتشابكة هذه المرة لأننا نشترك فيها من تلقاء أنفسنا , حتي أن بعضنا قد يسخر ممن يتحدث بالفصحي في حديثه العادي .

- منذ فترة صدر تقرير عن منظمة اليونسكو ونشرته صحيفة (لوموند) الفرنسية يتحدث عما يسمي بإنقراض اللغة .. وذكر التقرير إحتمالية إختفاء عدد كبير من اللغات الموجودة في العالم الآن في مدة تقل عن مائة عام وكان من بين هذه اللغات اللغة العربية وخير شاهد علي ذلك ما حدث في بلاد الأندلس التي كانت مركز إشعاع ثقافي وحضاري للغة العربية بآدابها وفنونها وأيضاً بلاد فارس (إيران وما حولها ) والتي فتحها المسلمون وأدخلوا اللغة العربية حتي صارت لسان شعوب هذه المنطقة قبل أن تندثر وتطغي الفارسية من جديد ..
فاللغة العربية مثل نظيراتها من اللغات الحية تواجه تحديات قاسية وأزمة حقيقية، تنظيرا وتعليما ونحوا ومعجما واستخداما وتوثيقا بالإضافة إلي مشكلات تعدد الثقافات ومخاطر العولمة والصراع الحضاري .
ما كان لي أن أكتب عن ذلك إلا أنني وجدت بعض أصحاب المدوناتوتحديداً مدونة (د/يحي وآدم)
http://sunlightatnight.blogspot.com/ قد شحذوا أقلامهم وقرروا تدشين حملة للحفاظ علي اللغة العربية بعنوان ( لغتي هويتي ) وقد آتت الحملة ثمارها منذ أول يوم فقد تفاعل معها الكثيرين وقرروا توجيه جهودهم لتفعيل الكتابة باللغة العربية الفصحي لغة الضاد بإعتبارها عنوان هويتنا وثقافتنا ولغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة ..
- فلنبدأ معاً ننتهج مبدأ الحفاظ علي هويتنا وليجعل كل منّا من نفسه مثالاً وقدوة للآخرين وتحفيزاً لهم علي الإستمرار بالكتابة باللغة العربية الفصحي

الجمعة، يونيو 13، 2008

نقاط ســــــــــوداء من حيـــــاتي



أشعر بالألم كثيراً كلما تذكرت , تطاولي علي مدرس اللغة العربية في المرحلة الثانوية بعدما أهانني أمام زملائي بلا مبرر وأخذ الجميع يضحكون علي ويسخرون مني بطريقة مستفزة ..ولكن لم يكن هذا مبرراً لي علي الإطلاق كي أتطاول علي أستاذي الذي كنت أحترمه كثيراً , وأقدره
أذكر أنه كان يتحدث عن فترة الجامعة في حياته ويقول " عندما كنت في كلية التربية .. كنت ..! "فقاطعته فجأة قائلاًً : " هو إنت دخلت كلية أصلاً "- قلت ذلك وربما كنت فاقداً للوعي في حينها , فما كان لي أن أتجرأ مهما كانت الأسباب بهذه الطريقة الوقحة التي جعلت باقي زملائي يضحكون أيضاً


.مرت سنوات " تسع سنوات كاملة " لم تكن كافية لنسيان هذا الموقف , فكثيراً ما أشعر بالألم والندم ليتني ما قلت ذلك , ليتني أعتذرت حتي بعدها , أو لربما كان من الأفضل أن يعاقبني هذا المدرس علي وقاحتي هذه حتي أشعر أنه قد شفي غليله وكنت سأشعر أن الموقف إنتهي عند هذا الحد ولكنه إكتفي بكملة واحدة فقط قالي لي : " إبقي قابلني إن عرفت تدخلها "
وشاءت الظروف بعد كل هذه السنوات أن يسكن هذا المدرس في نفس المنطقة التي أسكن بها وكنت أقابله بإستمرار وأسلم عليه وقابلته كثيراً في المسجد , وكنت أحدث نفسي في كل مرة بأن أنتظره خارج المسجد بعد إنتهاء الصلاة وأعتذر له عما بدر مني ,رغم مرور كل هذه الفترة , ولكنني كنت أتردد كثيراً , ولا أدري لماذا ...؟
وفي ذات مرة أنتظرته في خارج المسجد وسلمت عليه وعانقته وسأل عن حالي وعن ظروفي وعن عملي وتحدثت معه قليلاً في بعض الأمور ,وهممت أن أتحدث معه في الأمر ولكنه كان متعجلاً

فترددت ثم أنصرف هو


ولكنني أنتظرت مرة قادمة حتي أقابله وأتحدث معه

السبت، يونيو 07، 2008

أمواج الحيــــــــــــــــــــــــــاة .......




كنت قد تعودت في كل سنة أن أذهب إلي مدينة الإسكندرية , وكان لي شاطئ مفضل كنت قد أخترته بعناية فهو مكان هادئ وجميل جداً ...

وفي هذا الشاطئ كانت توجد قطعة من اليابسة تمتد في عمق البحر وكانت تشبه الجزيرة الصغيرة وكنت حريصاً علي أن أذهب إلي أعلي نقطة في هذه الجزيرة ثم أجلس أتأمل في أمواج البحر المتلاطمة في تناسق جميل ..

لكني كنت أشعر أحياناً بعنفوان هذه الأمواج وقسوتها الشديدة , فقد كانت تضرب الشاطئ بلا رفق ولا رحمة وكأنها تشبه سياط الجلاد الثائر , ولكنها عندما كانت تنحسر مرة أخري كانت تشبه قطعة من الحرير تنسال برفق وتأني ..

وفي مرة من المرات شردت بذهني قليلاً .. حاولت أن أعقد مقارنة بين قساوة هذه الأمواج وبين قساوة الحياة التي نحياها , ولكنها كانت مقارنة غير عادلة بطبيعة الحال , فالأمواج ليس لها إختيار في أن تتحرك وتندفع بهذه الكيفية , أما حياتنا .. فالأمر يختلف كثيراًً .

فكثيراً ما نقابل أشخاص في قساوة هذه الأمواج بل أشد وألعن منها

الثلاثاء، مايو 27، 2008

إرهاصات العلاقة بين السلفيين والإخوان المسلمين !!!!!!!!!! وشرح الأصل العاشر من الأصول العشرين

الصراع بين الإخوان و شباب الدعوة السلفية في مصر كانت له أبعاد مختلفة ,
فالمتابع لفكر الحركة السلفية يجد أن السلفيين في مصر ليس لهم إتجاه أو فكر معين أو منهج محدد يتبنونه في سبيل الدعوة إلي الله

وذلك بعكس جماعة الإخوان المسلمين التي تلتزم بخطوط أصيلة وثابتة لا تحيد عنها , ولا تعجب إن طفت كل أقاليم مصر فوجدت نفس منهج الإخوان يطبق بنفس الكيفية وبنفس الأسلوب .. نهايك عن القيادة الواحدة التي تجمعهم وتوحدهم في ظل المتغيرات السياسية والإقتصادية

طيب نرجع لموضوع السلفيين ..

-- أنا أكتشفت أنهم بيتفننوا في نقد الإخوان وتوجيه التهم إليهم بقصد أو بغير قصد وطبعاً ده حاجه معروفة ومش جديدة

- طيب وإيه موقف الإخوان
الإخوان بطبيعتهم لا يلتفتون لذلك .. سأنقل مقولة الأستاذ لاشين أبو شنب عضو مكتب الإرشاد عندما سئل عن هذه العلاقة بين الإخوان والسلفيين
يقول: هم إخواننا (أي السلفيين) ويجب أن نعف قلوبنا قبل ألسنتنا عن الخوض في أعراضهم

ده موقف الإخوان وده موقف السلفيين

نيجي لحاجه مهمة جداً وهي النقاط التي تؤخذ علي الإخوان من جانب السلفيين

أهمها مسألة تحصيل العلوم الشرعية ( فهم يقولون ان الإخوان لا يهتمون بدراسة العلوم الشرعية ولا يدرسون كتب العقيدة والفقه والتوحيد إلي غير ذلك من دراسة العلوم الشرعية )

وتحديداً موضوع دراسة العقيدة ( توحيد الأسماء والصفات وما إلي ذلك )

* * * * * * * * * *
لكن عندما أضلطعت علي ( مجموعة رسائل الأستاذ حسن البنا ) وجدت أن الرجل يتحدث عن هذا الموضوع بشئ من التخصيص حتي أنه
أختص في الأصول العشرين في سياق رسالة التعاليم الأصل العاشر للبحث في مسألة العقيدة
يقول : معرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام، وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة وما يليق بذلك من التشابه، نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل.ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء، ويسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه )والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا

ثم شرح كل ذلك في رسالة العقائد ............ كتاب (مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا) صــ 392 , صــــ415

وقد أورد الأستاذ مصطفي الطحان في كتابه (الفكر الإسلامي الوسط ) شرح لهذه الرسالة ( رسالة العقائد ورسالة التعاليم )

وسأقتبس هذا الشرح لكي نتعرف علي فهم الإخوان لمسألة العقيدة

يقول في شرح الأصل العاشر الذي أوردته سابقاً

قضية العقيدة
يتناول هذا الأصل مسألة العقيدة..

وهي حجر الأساس والركيزة الأهم للدعوة الإسلامية، فجميع الأعمال الصالحة يتوقف قبولها على صحة الاعتقاد، وصدق الاتباع )فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا([2].
لأن أي انحراف عن أصول العقيدة الصحيحة انحراف عن الإيمان، والانحراف عن الإيمان يؤدي إلى إبطال العمل )وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا([3]. ولأهمية القضية فقد كثر فيها اللغط واختلطت فيها المفاهيم وكثر حولها الكلام، وأتهم فيها علماء أفاضل.
مسلك الأنبياء والسلف في تقديم العقيدة
إن مسلك الأنبياء والرسل في تقديم العقيدة لم يكن تقديما نظريا ولا مصطلحيا إنما كان منهجا متحركا باعثا للحياة الأفضل التي ينشدها كل عامل في مجتمعه[4].
وكذلك فعل سلفنا الأول الذي لم يتقعّر في بحوث ما وراء المادة، ولم يحاول استكناه الغيبيات، بل أحسن علاقته بالله في العبادة الخاشعة، وأحسن علاقته فيما التزمه من خلق حسن وعدالة مطلقة، وقد أعانه ذلك على إبلاغ رسالة الإسلام، فتألق وتأنق، واندكت أمام عزماته الصعاب والعقبات.
ولو أنه اشتغل بالفلسفة اللاهوتية، والمناظرات الكلامية ما خرج من جزيرة العرب.
فلما ذهبت الأجيال الزاكية، وولّى رهبان الليل وفرسان النهار، خلقت البطالةُ ناسا يحسنون اللغو ويطيلون الفكر العابث والنظر الشرود. فنشأت فرق كالخوارج، والمرجئة، والمعتزلة، وغيرهم، وفكر هؤلاء لا وزن له من ناحيتي العقل والنقل، ولكن المتأثرين بالغزو الثقافي تبنوه وشغلونا به، وأقحموه إقحاما على تفكيرنا النظيف[5].
وإذا كانت هذه الفرق القديمة قد انتهت واندثرت.. إلا أن فرقا جديدة ظهرت بأسماء أخرى ليس على لسانها إلا لغة التكفير.. لا يكاد يسلم من تطرفها مسلم.
تنبيه لابد منه
في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلّم ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه حين آمن به دليلا واحدا، كما أنه (أي ضمام) حين دعا قومه للإيمان لم يقدم لهم أدلة على ذلك[6].
لذلك لما اتُهم ابن تيمية بأنه يثير البلبلة بكلامه في آيات وأحاديث الصفات.. قال رحمه الله:
(وأما قول القائل أني أتعرض لأحاديث الصفات وآياتها عند العوام، فأنا ما فاتحت عاميّا بشيء من ذلك قط)[7].
أما الإمام مالك فيقول: لا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأمّا الكلام في الدين وفي الله عز و جل فالسكوت أحب إلي.

نسوق ذلك لنبين كم يخطئ البعض بحق نفسه والمسلمين حين يحصر همه في الكلام في الدين وفي الله عز و جل.. يفسق هذا ويكفر آخر[8]...
تعريف العقائد
والعقائد هي الأمور التي يجب أن يصدّق بها قلبك، وتطمئن إليها نفسك، وتكون يقينا عندك، لا يمازجه ريب، ولا يخالطه شك.
تقدير الإسلام للعقل

أساس العقائد الإسلامية - ككل الأحكام الشرعية- كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وإن كل هذه العقائد يؤيدها العقل، ويثبتها النظر الصحيح، ولهذا شرف الله تعالى العقل بالخطاب، وجعله مناط التكليف، وندبه إلى البحث والنظر والتفكير. قال الله تعالى: )قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون([9].
وذم الذين لا يتفكرون ولا ينظرون فقال تعالى: )وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون([10].
وطالب الخصوم بالدليل والبرهان حتى فيما هو ظاهر البطلان، تقديرا للأدلة، وإظهارا لشرف الحجة )ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون([11].
فالإسلام لم يحجر على الأفكار ولم يحبس العقول، وإن أرشدها إلى التزام حدها، وعرّفها قلة علمها، وندبها إلى الاستزادة من معارفها، قال تعالى: )وما أوتيتم من العلم إلا قليلا([12]، وقال تعالى: )وقل رب زدني علما([13].

أقسام العقائد الإسلامية
العقائد الإسلامية تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسة، تحت كل قسم منها فروع عدة.
القسم الأول- الإلهيات
وتبحث فيما يتعلق بالإله سبحانه وتعالى (صفاته وأسمائه وأفعاله). ويلحق بها ما يستلزمه اعتقاده من العبد لمولاه.
القسم الثاني- النبوات
وتبحث في كل ما يتعلق بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم من حيث صفاتهم، وعصمتهم، ومهمتهم، والحاجة إلى رسالتهم. ويلحق بهذا القسم ما يتعلق بالأولياء رضوان الله عليهم، والمعجزة والكرامة، والكتب السماوية.
القسم الثالث- الروحانيات
وتبحث فيما يتعلق بالعالم غير المادي، كالملائكة عليهم السلام، والجن، والروح.
القسم الرابع- السمعيات
وتبحث فيما يتعلق بالحياة البرزخية، والحياة الأخروية: كأحوال القبر، وعلامات القيامة، والبعث، والموقف، والحساب، والجزاء.
وسيقتصر تناولنا هنا على القسم الأول لاتصاله بموضوع البحث.
الإلهيات
ذات الله تبارك وتعالى
إن ذات الله تبارك وتعالى أكبر من أن تحيط بها العقول البشرية. وإن عقولنا، من أكبرها إلى أصغرها تنتفع بكثير من الأشياء ولا تعلم حقائقها.
فالكهرباء، والمغناطيس، وغيرهما، قوى نستخدمها وننتفع بها ولا نعلم شيئا من حقيقتها، ويكفينا أن نعرف من خواصها ما يعود بالفائدة علينا.
فإذا كان هذا شأننا في الأمور التي نلمسها ونحسها فما بالك بذات الله تبارك وتعالى؟! وقد ضل أقوام تكلموا في ذات الله تبارك وتعالى، فكان كلامهم سببا لضلالهم وفتنتهم واختلافهم، لأنهم يتكلمون فيما لا يدركون تحديده، ولا يقدرون على معرفة كنهه، ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفكير في ذات الله، وأمر بالتفكر في مخلوقاته.
أسماء الله الحسنى
إن الخالق المتصرف جلّ وعلا تعرف إلى خلقه بأسماء وصفات تليق بجلاله، يحسن بالمؤمن حفظها تبركا بها، وتلذذا بذكرها، وتعـظيما لقدرها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله تسعةٌ وتسعون إسما مائةٌ إلا واحدا، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر)[14].
الأسماء الزائدة عن التسعة والتسعين
هذه التسعة والتسعون ليست كل ما ورد في أسماء الله تبارك وتعالى، بل وردت الأحاديث بغيرها من الأسماء، مثل: الحنان، المنان، البديع، المغيث، الكفيل، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق.
الأحاديث التي وردت فيها ألفاظ على أنها أسماء لله تعالى على المجاز
ولكن قرائن الحال وأصل الوضع يدل على غير ذلك، فذلك من قبيل المجاز لا الحقيقة، ومن قبيل تسمية الشيء باسم غيره لعلاقة بينهما أو على تقدير بعض المحذوفات.
مثل ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبو الدهر فإن الله هو الدهر)[15]. فلا يراد هنا ظاهر اللفظ، بل المقصود إن الله هو المسبب لحوادث الدهر فلا يصح أن ينسب إلى الدهر شيء ولا أن يسب ويذم.
التوقيف في أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته
والجمهور على أنه لا يصح أن نطلق على الله تبارك وتعالى اسما أو وصفا لم يَرد به الشرع، بقصد اتخاذه اسما له تعالى وإن كان يُشعر بالكمال. فلا يصح أن نقول مثلا: مهندس الكون الأعظم، على أن يكون هذا ومثله أسماء أو صفات له تعالى يصطلح عليها، ويتفق على إطلاقها عليه تعالى.
العَلَمية والوصفية في هذه الأسماء
من الأسماء التسعة والتسعين عَلَمٌ واحد وضع للذات القدسية وهو لفظ الجلالة: الله، وباقيها كلها ملاحظ فيها معنى الصفات.
وهل هو مشتق أو غير مشتق، مسألة خلافية، لا يترتب عليها أمر عملي.
خواص أسماء الله الحسنى
يذكر البعض أن لكل اسم من أسماء الله تعالى خواص وأسرار تتعلق به على إفاضة فيها أو إيجاز، وقد يتغالى البعض فيتجاوز هذا القدر إلى زعم أن لكل اسم خادما روحانيا يخدم من يواظب على الذكر به. وهكذا، والذي نعلمه في هذا، أن أسماء الله تعالى ألفاظ مشرّفة، لها فضل على سائر الكلام، وفيها بركة وفي ذكرها ثواب عظيم، أما ما زاد على ذلك فلم يرد في كتاب ولا سنة، وقد نُهينا على الغلو في دين الله تعالى، والزيادة فيه، وحسبنا الاقتصار على ما ورد.
اسم الله الأعظم
ورد ذكر اسم الله الأعظم في أحاديث كثيرة.
والعلماء يختلفون في تعيينه لاختلافهم في ترجيح الأحاديث بعضها على بعض. فإذا تقرر هذا، فما يدّعيه بعض الناس من أنه سر من الأسرار يمنح لبعض الأفراد، فيفتحون به المغلقات، ويخرقون به العادات، ويكون لهم به من الخواص ما ليس لغيرهم من الناس، أمر زائد على ماورد عن رسوله.
صفات الله تعالى
صفاته تعالى في نظر العقل
إن الناظر إلى هذا الكون وما فيه من بدائع الحكم، وغرائب الخلق، ودقيق الصنع، مع العظمة والاتساع، والتناسق والابداع، بحيث يتألف من مجموعه وحدة كونية، كل جزء منها يخدم الأجزاء الأخرى، كما يخدم العضو في الجسم الواحد بقية الأعضاء، لخرج من كل ذلك من غير أن يأتيه دليل أو برهان، أو وحي أو قرآن، بهذه العقيدة النظرية السهلة وهي: أن لهذا الكون خالقا صانعا موجدا، وأن هذا الصانع لابد أن يكون عظيما فوق ما يتصور العقل البشري الضعيف من العظمة، قادرا فوق ما يفهم الإنسان من معاني القدرة، وحيّا بأكمل معاني الحياة، وأنه مستغن عن كل هذه المخلوقات، لأنه كائن قبل أن تكون، وعليما بما وسع حدود العلم، وأنه فوق نواميس هذا الكون لأنه واضعها، وأنه قبل هذه الموجودات لأنه خالقها، وبعدَها لأنه الذي سيحكم عليها بالعدم. واجمالا سترى نفسك مملوءا بالعقيدة بأن صانع هذا الكون ومدبره يتصف بكل صفات الكمال فوق ما يتصورها العقل البشري المحدود. ومنزه عن كل صفات النقص، وسيرى هذه العقيدة وحيَ وجدانه لوجدانه وشعورَ نفسه لنفسه )فطرةَ الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون([16].
بين صفات الله وصفات الخلق
إن المعنى الذي يُقصدُ باللفظ في صفات الله تبارك وتعالى يختلفُ اختلافا كليا عن المعنى الذي يُقصد بهذا اللفظ عينه في صفات المخلوقين، فالعلم والحياة والسمع والبصر والكلام والقدرة والإرادة، مدلولات الألفاظ فيها تختلف عن مدلولاتها في حق الخلق من حيث الكمال والكيفية اختلافا كليا.
آيات الصفات وأحاديثها
وردت في القرآن الكريم آيات وفي السنة المطهرة أحاديث، توهم بظاهرها مشابهة الحق تبارك وتعالى لخلقه في بعض صفاتهم، مثل قوله تعالى: )كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام([17].
وقوله تعالى: )الرحمن على العرش استوى([18].
ومثلها كل آية ورد فيها لفظ الوجه والعين واليد ونسب فيها الاستواء على العرش إلى الله تبارك وتعالى.
أو مما يؤخذ منه نسبة الجهة لله تعالى في مثل قوله تعالى: )أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور([19].
وكذلك وردت في الأحاديث الشريفة ألفاظ كالتي وردت في القرآن منسوبة إلى الله تعالى: كالوجه واليد ونحوهما.
انقسام الناس في هذه المسألة على أربع فرق
1- فرقة أخذت بظواهرها كما هي
فنسبت إلى الله وجها كوجوه الخلق، ويدا أو أيديا كأيديهم، وضحكا كضحكهم، وهكذا حتى فرضوا الإله شيخا، وبعضهم فرضه شابا، وهؤلاء هم المجسمةُ و المشبهةُ، وليسوا من الإسلام في شيء، وليس لقولهم نصيب من الصحة، ويكفي في الرد عليهم قوله تعالى: )ليس كمثله شيء وهو السميع البصير([20]. وقوله تعالى: )قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد([21].
2- فرقة عطلت معاني هذه الألفاظ على أي وجه
يقصدون بذلك نفي مدلولاتها مطلقا عن الله تبارك وتعالى، فالله تبارك وتعالى عندهم لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر، لأن ذلك لا يكون إلا بجارحة، والجوارح يجب أن تنفى عنه سبحانه وتعالى، فبذلك يعطلون صفات الله تعالى ويتظاهرون بتقديسه، وهؤلاء هم المعطلة، ويطلق عليهم بعض علماء تاريخ العقائد الإسلامية: الجهميّه، ولا أظن أن أحدا عنده مُسحة من عقل يستسيغ هذا القول المتهافت! وها قد ثبت الكلام والسمع والبصر لبعض الخلائق بغير جارحة، فكيف يتوقف كلام الحق تبارك وتعالى على الجوارح؟! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
هذان رأيان باطلان لاحظَّ لهما من النظر، وهناك رأيان هما محل أنظار العلماء في العقائد وهما رأي السلف ورأي الخلف[22].
3- مذهب السلف
أما السلف رضوان الله عليهم فقالوا: نؤمن بهذه الآيات والآحاديث كما وردت، ونترك بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى، فهـم يثبتـون اليـد والعين والأعين والاستواء والضحك والتعجب.. إلخ.، وكل ذلك بمعان لا ندركها، ونترك لله تعالى الإحاطة بعلمها، ولاسيما قد نهينا عن ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله فإنكم لن تقدروه قدره)[23] ، مع قطعهم رضوان الله عليهم بانتفاء المشابهة بين الله وبين الخلق.
4- مذهب الخلف
أما الخلف فقد قالوا: إننا نقطع بأن معاني ألفاظ هذه الآيات والأحاديث، لا يراد بها ظواهرها، وعلى ذلك فهي مجازات، لا مانع من تأويلها، فأخذوا يؤوِّلون (الوجه) بالذات، و(اليد) بالقدرة وما إلى ذلك، هربا من شبهة التشبيه.
وفيما يلي نماذج من أقوالهم:
· قال أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي في كتابه (دفع شبهة التشبيه): قال تعالى: (ويبقى وجه ربك) أي يبقى ربك، وكذلك قالوا في قوله تعالى: (يريدون وجهه) أي يريدونه.
وعقد ابن الجوزي في أول الكتاب فصلا ضافيا في الرد على من قالوا: (إن الأخذ بظاهر هذه الآيات والأحاديث هو مذهب السلف)، وخلاصة ما قاله:
إن الأخذ بالظاهر هو تجسيم وتشبيه، لأن ظاهر اللفظ هو ما وضع له، فلا معنى لليد حقيقة إلا الجارحة، وهكذا.
· وقال فخر الدين الرازيّ في كتابه (أساس التقديس): وأعلم أن نصوص القرآن، لا يمكن إجراؤها على ظاهرها لوجوه:
الأول: أن ظاهر قوله تعالى: (ولتصنع على عيني) يقتضي أن يكون موسى عليه السلام، مستقرا على تلك العين، ملتصقا بها، مستعليا عليها، وذلك لا يقوله عاقل.

والثاني: أن قوله تعالى: (واصنع الفلك بأعيننا) يقتضي أن يكون آلة تلك الصنعة، هي تلك العين.
والثالث: أن إثبات الأعين في الوجه الواحد قبيح، فثبت أنه لابد من المصير إلى التأويل، وذلك هو أن تُحمل هذه الألفاظ على شدة العناية والحراسة.
· وقال الإمام الغزالي في الجزء الأول من كتابه (إحياء علوم الدين) أن يكون الشيء بحيث لو ذكر صريحا لفهم، ولم يكن فيه ضرر، ولكن يكنى عنه على سبيل الاستعارة والرمز، ليكون وقعه في قلب المستمع أغلب.. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (إن المسجد لينزوي من النخامة كما تنزوي الجلدة على النار)[24]. ومعناه أن روح المسجد وكونه معظما، ورمي النخامة فيه تحقير له، فيضاد معنى المسجدية، مضادة النار، لاتصال أجزاء الجلدة.
وأنت ترى أن ساحة المسجد، لا تنقبض من نخامة. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل الله رأسه رأس حمار)[25].
وذلك من حيث الصورة لم يكن قط ولا يكون، ولكن من حيث المعنى هو كائن،، فقد صار رأسه رأس الحمار، في معنى البلادة والحمق، وهو المقصود دون الشكل.
وإنما يعرف أن هذا السر على خلاف الظاهر، إما بدليل عقلي أو شرعي. أما العقلي فأن يكون حمله على الظاهر غير ممكن، كقوله صلى الله عليه وسلم: (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن) إذ لو فتشنا عن قلوب المؤمنين لم نجد فيها أصابع، فعلم أنها كناية عن القدرة، التي هي سرّ الأصابع وروحها الخفي، وكنّى بالأصابع عن القدرة، لأن ذلك أعظم وقعا في تفهم تمام الاقتدار.
بين السلف والخلف
وقد كان هذان الطريقان مثار خلاف شديد بين علماء الكلام، من أئمة المسلمين، وأخذ كل يدعم مذهبه بالحجج والأدلة، ولو بحثت الأمر لعلمت أن مسافة الخُلف بين الطريقين لا تحتمل شيئا من هذا، لو ترك أهل كل منهما التطرف والغلو. وبيان ذلك من عدة أوجه:
أولا: اتفق الفريقان على تنزيه الله تبارك وتعالى، عن المشابهة لخلقه.
ثانيا: كل منهما يقطع بأن المراد بألفاظ هذه النصوص في حق الله تعالى، غيرُ ظواهرها، التي وضعت لها هذه الألفاظ في حق المخلوقات، وذلك مترتب على اتفاقهما على نفي التشبيه.
ثالثا: كل من الفريقين يعلم، أن الألفاظ، توضع للتعبير عما يجول في النفوس، أو يقع تحت الحواس مما يتعلق بأصحاب اللغة وواضعيها، وأن اللغات، مهما اتسعت، لا تحيط بما ليس لأهلها بحقائقه علم، وحقائق ما يتعلق بذات الله تعالى، من هذا القبيل، فاللغة أقصر من أن تواتينا بالألفاظ، التي تدل على هذه الحقائق، فالتحكمُ في تحديد المعاني بهذه الألفاظ تغرير.
وإذا تقرر هذا، فقد اتفق السلف والخلف على أصل التأويل، وانحصر الخلاف بينهما في أن الخلف زادوا تحديد المعنى المراد، حيثما ألجأتهم ضرورة التنزيه إلى ذلك، حفظا لعقائد العوام من شبهة التشبيه، وهو خلاف لا يستحق ضجة ولا اعناتا.
ترجيح مذهب السلف
الإمام حسن البنا ومدرسته تعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى، أسلم وأولى بالاتباع، حسما لمادة التأويل والتعطيل. كما تعتقد هذه المدرسة أن تأويلات الخلف لا توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق، ولا تستدعي هذا النزاع الطويل بينهم، وبين غيرهم قديما وحديثا، وصدر الإسلام أوسع من هذا كله. وقد لجأ أشد الناس تمسكا برأي السلف، رضوان الله عليهم، إلى التأويل في عدة مواطن، وهو الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، من ذلك تأويله لحديث: (الحجر الأسود يمين الله في أرضه)[26] وقوله صلى الله عليه وسلم: (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن)[27] وقوله صلى الله عليه وسلم: (إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن)[28].
وقال الإمام النووي بما يفيد قرب مسافة الخلاف بين الرأيين، مما لا يدع مجالا للنزاع والجدال، ولاسيما وقد قيد الخلف أنفسهم في التأويل بجوازه عقلا وشرعا، بحيث لا يصطدم بأصل من أصول الدين.
وخلاصة هذا البحث
أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد، غيرُ الظاهر المتعارف بين الخلق، وهو تأويل في الجملة، واتفقا كذلك على أن كل تأويل يصطدم بالأصول الشرعية غير جائز، فانحصر الخلاف في تأويل الألفاظ بما يجوز في الشرع، وهو هين كما ترى، وأمر لجأ إليه بعض السلف أنفسهم، وأهمّ ما يجب أن تتوجه إليه همم المسلمين الآن توحيد الصفوف، وجمع الكلمة ما استطعنا إلى ذلك من سبيل(1).
شبهات وردّها
بعض الآراء المتطرفة، حمّلت كلام الإمام حسن البنا ما لا يحتمل.. واعتبرته وأتباعه منحرفي العقيدة.. كتبوا في ذلك رسائل.. وأدلوا بأقوال.. تنم عن تعصب وجهل. ولننظر في هذه المسائل لنرى هل تستقيم.. أم أنها مجرد اتهامات بغير دليل؟
يقول الإمام البنا:
(ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل).
يقول هؤلاء: إن التفويض معناه تفويض معاني صفات الله تعالى مع الاعتقاد بأن ظواهرها غير مرادة وليس هذا مذهب السلف لأن الله لا يخاطبنا بما لا نعقل معناه فهم يفوضون الكيف لا المعنى.
والجواب: أن المنهج العلمي يقتضي فهم العبارة ملتئمة مع سائر النصوص والأقوال دون أخذها مجتزأة.
فالعبارة جاءت منكّرة وليست معرّفة فهي لا تعني المذهب المذكور ولكنها استعملت بمعناها اللغوي بمعنى عدم الخوض في كيفية الاستواء أو غيره من الصفات وترك ذلك إلى الله تعالى. فإذا أضيف إلى ذلك أن الرجل (حسن البنا) أكّد ترجيحه لمذهب السلف، وارتضاءه له، واستشهاده بأقوالهم، وأن هذه العبارة وردت في كلام غيره من الأعلام فإنه يتعين فهم مراده على هذا الوجه. وإليك بعضا من نصوصه في هذه المسألة لنصل إلى فهم النص المذكور.
1- قال رحمه الله: أن السلف رضوان الله عليهم يؤمنون بآيات الصفات وأحاديثها كما وردت ويتركون بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى مع اعتقادهم بتنزيه الله تبارك وتعالى عن المشابهة لخلقه. فإن كنت ممن أسعده الله، بطمأنينة الإيمان، وأثلج صدره ببرد اليقين، فلا تعدل به بديلا[29].
2- عند احتجاجه بأقوال السلف ذكر منهم اللالكائي في (أصول السنة)، ونقل عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، ونقل عن الخلال في (كتاب السنة) نصوصا عن أحمد بن حنبل ثم نقل عن مالك بن أنس، وذكر (أبو بكر الأثرم) و(أبو عمر الطلمنكي) و (أبو عبد الله بن بطة) وغيرهم من الأئمة الأثبات الذين ساروا على نهج السلف الصالح.
ولقد سار ابن تيمية على نفس الطريق، قال رحمه الله:
(وكلام السلف في هذا الباب موجود في كتب كثيرة مثل كتاب السنّة للالكائي والإبانة لإبن بطة، والأصول لأبي عمرو الطلمنكي والسنة لأبي بكر بن الأثرم، والسنّة للخلال، والسنّة لأبي بكر بن أبي عاصم)[30].
3- أنه صرّح بمراد الكيفية تصريحا بيّنا في قوله: (وإنما علم الله تبارك وتعالى علم لا يتناهى كماله، ولا يعدّ علم المخلوقين شيئا إلى جانبه، وكذلك الحياة، وكذلك السمع.. فهذه كلها مدلولات الألفاظ فيها تختلف عن مدلولاتها في حق الخلق. من حيث الكمال والكيفية اختلافا كليا لأنه تعالى لا يشبه أحدا من خلقه، فتفطن لهذا المعنى فإنه دقيق. ولست مطالبا بمعرفة كنهها[31] وإنما حسبك أن تعلم آثارها في الكون، ولوازمها في حقك)[32].

من مجموع هذه النصوص يتضح أن مراد الإمام البنا هو تفويض الكيفية لا المعنى. على أن العبارة التي اشتد فيها النكير وفسرنا مراده فيها قد جاءت في كلام الأئمة ممن هم على منهج السلف الصالح.
· روى أبو القاسم الالكائي في (أصول السنة) عن محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة رضي الله عنهما قال: (اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز و جل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه، فمن فسر اليوم شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسّروا، ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنّة ثم سكتوا).
· وذكر الخـلاّل في كتاب (السنة) عن حنبل، وذكره حنبل في كتبه، مثل كتاب (السنة والمحنة). قال حنبل: سألت أبا عبد الله، عن الأحاديث التي تروى (إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا) و(إن الله يرى) و(إن الله يضع قدمه) وما أشبه هذه الأحاديث؟ فقال أبو عبد الله: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى، ولا نرد منها شيئا، ونعلم أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق، إذا كان بأسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف الله تبارك وتعالى بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، (ليس كمثله شيء)[33].
· وروى حرملة بن يحيى قال: سمعت عبد الله بن وهب يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: من وصف شيئا مع ذات الله مثل قوله: (وقالت اليهود يد الله مغلولة) فأشار بيده إلى عنقه، ومثل قوله: (وهو السميع البصير) فأشار إلى عينه أو أذنه أو شيء من يديه، قطع ذلك منه، لأنه شبه الله بنفسه.
· وروى أبو بكر الأثرم وغيره كلاما طويلا في هذا المعنى ختمه بقوله: (فما وصف الله من نفسه، فسماه على لسان رسوله، سميناه كما سماه، ولم نتكلف منه صفة ما سواه، لا هذا ولا هذا، لا نجحد ما وصف، ولا نتكلف معرفة ما لم يصف.
· وجاء عن ابن رجب الحنبلي في فضل علم السلف على الخلف: والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها.. ولا يصح منهم خلاف ذلك البتة خصوصا الإمام أحمد ولا خوض في معانيها، وكذلك ما جاء عن ابن قدامة في لمعة الاعتقاد حين عرض لمسألة الصفات، وتلقيها بالتسليم والقبول أشار إلى ترك التعرض إلى معناها، ورد علمها إلى قائلها[34].
فهذه العبارات ونحوها حملت على معنى الكيفية من خلال الجمع بين أقوالهم تحقيقا للإنصاف، وإحسانا للظن بهم وبالمنهج نفسه نتعامل مع أقوال البنا لما عرف عنه من شدة الحرص على اتباع السنة ولزومها، وسلوك منهج السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين.
أما الشبهة الثانية: وهي إطلاق لفظ المتشابه على الصفات فإنه محمول على معنى أن كيفية اتصاف المولى تبارك وتعالى بهذه الصفات مما استأثر سبحانه بعلمه، ولا سبيل للبشر إلى إدراكه والإطلاق بهذا المعنى سائغ ومقبول.
يقول الشيخ الشنقيطي في جواز إطلاق لفظ المتشابه على الصفات من هذه الحيثية: (اعلموا أن آيات الصفات كثير من الناس يطلق عليها اسم المتشابه وهذا من جهة غلط، ومن جهة قد يسوغ، كما بيّنه مالك بن أنس بقوله: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول،والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب) فكون الاستواء غير مجهول يدل على أن معناه غير متشابه بل هو معروف عند العرب، والكيف غير معقول يدل على عجز البشر عن إدراكه، وما استأثر الله بعلمه يسمى متشابها بناء على الوقف في قوله تعالى: )وما يعلم تأويله إلا الله([35] فهو بالنسبة إلى الصفة غير متشابه، وبالنسبة إلى كيفية الاتصاف به متشابه على أن المتشابه ما استأثر الله بعلمه)[36].
ثم إن مفهوم المتشابه مما اختلفت فيه أنظار العلماء فيما ذكره السيوطي في (الاتقان) في تفسير المحكم والمتشابه فبعضهم يقول: إن المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا والمتشابه ما احتمل أوجها وعزاه السيوطي لابن عباس.
وعلى هذا التفسير كتب الإمام أحمد بن حنبل كتابه (الرد على الجهمية والزنادقة فيما شكوا فيه من متشابه القرآن وتأولوه على غير تأويله).
ومنهم من يقول المحكم ما عرف المراد منه إما بالظهور وإما بالتأويل. والمتشابه ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة، وخروج الدجال، والحروف المقطعة في أوائل السور.
ومنهم من يقول المحكم الذي يؤمن به ويعمل به والمتشابه الذي يؤمن به ولا يعمل به.
ومنهم من قال المحكم ما كان معقول المعنى، والمتشابه[37] خلافه.
وقد جاء في القرآن الكريم: )الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها([38] أي يشبه بعضه بعضا وجاء وصفه كله بأنه محكم:)كتاب أحكمت آياته([39] أي بمعنى الإتقان.
وجاء وصف بعضه بالمتشابه: )منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات([40]. وهذا ما وقع الخلاف في تفسيره على النحو الذي أسلفنا.
وخلاصة القول أن منهج البنا جاء مقررا لعقيدة السلف، داعيا إلى لزومها وتثبيتها.










قراءة في الأصل العاشر (قضية العقيدة )

مختارات من جمهرة مقالات العلامة محمود شاكر (1)

  • الأستاذ محمود شاكر جمعت مقالاته في كتاب بعنوان (جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر) جمعها تلميذه الأستاذ عادل سليمان جمال وسوف أقوم إن شاء الله بكتابة بعض المقالات التي وردت في الكتاب ونقلها هنا علي هيئة مختارات ولكن بصفة غير دورية لضيق الوقت
  • الرسول صلي الله عليه وسلم

    قرأت في عدد الرسالة الذي صدر بتاريخ الإثنين 13 ربيع الأول سنة 1353 هـ , باباً من القصص الشعري عن ( إسلام حمزة ) رضي الله عنه وقد وضع هذه القصة واضعها وهو يقصد بها –إن شاء الله – خيراً . إلا أن طريق الخير إلي ما قصد إليه قد التوي به التواء يذهب بكل ما عمد إليه , فإنه وضع علي لسان الرسول شعراً نزهه الله عنه بقوله (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ) ثم يلي ذلك أنه قد وضع علي لسانه ما لم يقله صلي الله عليه وسلم .
    وليعلم صاحب هذه القصة أن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول من " كذب عليًًً متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " ويقول " من حدث عني بحديث يري أنه كذب فهو أحد الكاذبين " . فكيف بصاحبنا وهو ينطق رسول الله صلي الله عليه وسلم بما لم يقله , ثم يكون ما أنطقه به من الكلام مصوغاً في القالب الذي نزه الله عنه نبيه صلي الله عليه وسلم ؟
    وهذه المسألة مما يريد بعض الناس أن يحتال لها بمنافق الكلام ليستحل ما لا يحل أبداً . وهو يراودون الناس فيها عن عقولهم أولاً ثم عن إيمانهم ثانياً , لينقادوا لهم في الرضا بها والمتابعة عليها ....
    والمسألة لو تناولت أحداً غير صاحب الرسالة لقلنا عسي ولعل ..
    ولنظرنا في المخرج الذين يتأولونه نظر المنطق , ولكنها تتناول إنسانية وحدها قد جعلها الله بمنزلة فوق منازل سائر البشر , وإن لم تخرج عن منزلة البشر في أعراض الحياة وما يكون فيها وما يأتي منها .
    إن إنسانية الأنبياء وحدها هي الإنسانية التي أوجب الله علي حضرها من الناس أن يؤمن بها أولاً , ثم يحافظ علي رواية سيرتها ثانياً , ثم يحترس ويتدبر فيما ينقل عنها أو يصف منها , لأن نسبة شئ من الأشياء إليها قد يكون مما يتوهم أحد منه وهما يخرج - فيما يقبل من أمر الدنيا – بحقيقة الرسالة التي أرسلوا بها عن القانون الإلهي الذي عملوا به ليحققوا كلمة الله التي تعلوا أبداً , وتزهر دائماً وتبقي علي امتداد الزمن روح الحياة البشرية وميزان أمر الناس في هذه الدنيا .
    وليس يقال في قصة صاحبنا أو غيرها أن ما أنطق به الرسول لا يتناول تشريعاً أو أدباً في حكمه وإنما يتناول الكلام المتعاطي بين الناس فليس به من ثم بأس ...
    ليس يقال مثل هذا لأن التشريع حين يوضع ويراد به سد أبواب من الشر والفتنة يأتي منعاً مصمتاً لا مدخل فيه ولا ثغر حتي يدفع المحزبين والمفسدين والعابثين ويضرب علي أيديهم من كل ناحية . ولو كان الأمر علي غير ذلك لتناول كل لص مفتاح الباب الذي يريد أن يدخل منه إلي عقول الناس ليستغرهم ويزلزلهم من جنة الإيمان إلي جحيم الإلحاد في الدين من الطريق الخفي الذي لا تبصر فيه العامة ولا تهدي به إلي أرشد أمرها في الحياة .
    فنحن هنا نتقدم إلي الأستاذ صاحب القصة بأن يتدبر ما شاء , فهو سيدع ما سلك إلي سبيل أهدي , فإن الأدب الذي له نعمل لم يقتصر ولم يضيق حتي ندع ما أحل الله إلي ما نهي عنه , ونترك سبيل الرشاد إلي سبيل تنحدر بنا إلي هاوية لا قرار لها , ولا عاصم منها .

السبت، مايو 24، 2008

سأقوم بنشر سلسلة مقالات العلامة محمود شاكر (تابعونا)

كان العلامة الاستاذ محمود شاكر مثالاً في التحقيق والنقد خصوصاً فيما يخص الثقافة والأدب العربي والتراث الإسلامي ولعل مقالاته التي نشرت في كتاب (جمهرة مقالات العلامة محمود شاكر ) خير دليل علي إبحاره في شتي فنون الأدب وإضطلاع علي ثقافة التراث العربية والإسلامية
سأقوم إن شاء الله بنشر بعض من هذه المقالات تباعاً للإستفادة
منها والتعلم من هذا العلامة الكبير

الخميس، مايو 22، 2008

رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر


رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر: تحولات المسيري من الأدب إلي الصهيونية ومن المادية إلي الإيمان

صلاح حزين


-->لكن الموسوعة ليست إنجازا عاديا بل هي مشروع عمر بأكمله، فقد استغرق إعدادها نحو ربع قرن أو أكثر من حياة المؤلف، وهي تجربة رأي المسيري أنها تستحق أن تروي، فحاول كتابتها وإضافتها إلي الموسوعة، ولكن نطاق التأمل لديه اتسع وحجم الصفحات زاد والأفكار ترابطت فتحولت هذه الصفحات إلي كتاب رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر الذي صدرت طبعته الثانية عن دار الشروق أخيرا والتي تضمنت بعض الإضافات إلي مادة الطبعة الأولي بما فيها صور تمثل مراحل مختلفة من حياة المسيري. وكما هو الحال في معظم كتب المسيري حمل الكتاب عنوانا فرعيا هو سيرة غير ذاتية غير موضوعية.



وما حدث مع المسيري في هذا الكتاب يكاد أن يكون تكرارا لما حدث معه حين كتب الموسوعة التي يعرف متي انتهي من كتابتها، فقد سلم مادتها مطبوعة علي أقراص في الشهر الأول من العام 1998، أما متي بدأ في كتابتها فهذا أمر خلافي كما يقول، ويتساءل عما إذا كان ذلك في عام 1975 حين بدأت في تحديث (موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية: رؤية نقدية)، أم في عام 1970 حين بدأت في كتابتها، أم في عام 1965حين نشرت أولي دراساتي عن الصهيونية (ص407). ثم يمضي متسائلا أم يمكن القول إن نقطة البدء هي يوم أن ولدت باعتبار أن كل تجربة خضتها أصبحت جزءا من النموذج المعرفي والتحليلي الذي استخدمته في هذه الموسوعة (ص407) . إن هذا يعني أن رحلة المسيري نحو الموسوعة وخلالها هي في واقع الأمر سيرة حياته بأكملها، فمن يتابع كتابات المسيري سوف يكتشف أن أجزاء كبيرة من مادة الموسوعة حاضرة في كتبه التي بدأ في نشرها قبل نحو ثلاثين عاما بما في ذلك موسوعة المصطلحات والمفاهيم الصهيونية التي أصدرها في العام 1975، والتي شكلت الأساس الذي بنيت عليه الموسوعة الأخيرة في صورتها النهائية، وبما في ذلك أيضا بعض الكتب الأدبية التي وضعها، فالمسيري صاحب الموسوعة هو في الأساس أستاذ الأدب الإنجليزي المتخصص في الشعر الرومانتيكي.
***ثمة نقطة مهمة يشير أليها الكتاب، هي أن المسيري خلال الفترة الطويلة التي عمل فيها علي إعداد الموسوعة تعرض لعملية تحول فكري نقلته من الفكر المادي المتأثر بالماركسية إلي الفكر الإسلامي، وقد كان لهذا الانتقال أثره الواضح في التوصل إلي الصيغة النهائية لما أسماه النموذج التفسيري الجديد الذي قدمه في الموسوعة، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة إعادة النظر في كثير من الأفكار والمفاهيم التي كانت قد أنجزت حين بدأ في كتابة الموسوعة ومن ثم إعادة صوغها في ضوء الأفكار الجديدة.هذا التحول من درس الشعر الرومانتيكي الإنجليزي إلي البحث في اليهود واليهودية والصهيونية، ومن الفكر المادي إلي الفكر الإيماني، ومن الشيوعية (يذكر أنه انتمي إلي تنظيم الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) الشيوعية بين العامين 1955 و1961) إلي الإسلام ، وتحولات أخري عديدة شهدتها حياة المسيري هو موضوع رحلته التي ضمنها الكتاب، وهي رحلة تشمل أحداثا وروايات وذكريات وقصصا عديدة رواها لإثبات أو تفسير أو نفي أو نقد أو نقض الأفكار الواردة في الكتاب. كما تضمن الكتاب تسجيلا لنواحي الحياة التي عاشها طفلا في دمنهور أو شابا في الإسكندرية التي درس الأدب الإنجليزي في جامعتها، أو رجلا ناضجا في الولايات المتحدة الأميركية حيث درس الأدب ثم عمل، أو في عدد من البلدان العربية الأخري التي عمل فيها أستاذا للأدب الإنجليزي. وتشمل هذه النواحي تسجيلا لبعض أغاني الأطفال وألعابهم، وإشارات إلي المعارك الفكرية والأكاديمية والثقافية التي خاضها خلال حياته الحافلة، وسردا للحكايات الشخصية الحميمة الخاصة بالأسرة والأبناء والجيران والأصدقاء والمدرسين والزملاء والخصوم والناس العاديين، واستحضارا للشخصيات رفيعة المستوي التي صادقها أو صادفها أو عمل معها في مصر مثل الكاتب محمد حسنين هيكل الذي اصبح وزيرا للإعلام لفترة وجيزة في العام 1970، والدكتور محمود رياض الأمين العام للجامعة العربية، والدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس المصري حسني مبارك، ووليام كوانت مستشار الأمن القومي الأسبق للولايات المتحدة، وشخصيات ذات وزن ثقافي في مصر مثل توفيق الحكيم ولويس عوض ونجيب محفوظ، وأخري من خارج مصر مثل نعوم تشومسكي وجاك دريدا وآخرين. غير أن أهم ما جاء في كتاب المسيري في رأيي هو كشفه للنقطة الجوهرية التي انطلق منها لصوغ مفاهيمه الأساسية التي ضمنها موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، والتي جاءت نتيجة لتحولاته الفكرية التي أشرنا إليها. ونقطة الانطلاق هي اكتشافه للفرق بين الأسس التي تقوم عليها المجتمعات الشرقية وتلك التي تقوم عليها المجتمعات الغربية، ممثلة في المجتمع المصري الذي نشأ المسيري فيه، والأميركي الذي عرفه طالبا أثناء دراسته الجامعية بين العامين 1963 و1969، ثم مستشارا ثقافيا لمكتب الجامعة العربية في واشنطن بين العامين 1975 و1979. فالمجتمع الشرقي في رأيه مجتمع يقوم علي التراحم، أما المجتمع الغربي فيقوم علي التعاقد. ومن هذه النقطة انطلق ليصوغ أفكاره الأساسية في الحياة والفكر سواء بسواء، فمبدأ التعاقد الذي يقوم عليه المجتمع الغربي مفهوم غير إنساني في جوهره كما يري، ومن هنا انطلق في نقده للغرب، هو نقد استهدف النموذج الغربي بأكمله، وهذا ما تشهد به كتب المسيري العديدة، ونقده للغرب تضمن نقضه للصهيونية ولإسرائيل التي اعتبرها نتاجا غربيا بحتا. أما المجتمعات الشرقية فتقوم علي قيمة التراحم التي ينهض عليها بنيان هذه المجتمعات، والتراحم قيمة أخلاقية في الأساس، وكانت تلك النقطة الجوهرية في التحليل الذي أوصله في ما بعد إلي الإيمان. ولكن المسيري ينتبه إلي ما قد توحي به هذه المقارنة من تبسط فيستدرك أكثر من مرة ليقول أرجو ألا يفهم من قصصي وتحليلي لها أنني أتصور أن المجتمع الأميركي كله مجتمع تعاقدي (ص 58)، إذ توجد في المجتمع الأميركي جيوب تراحمية كثيرة (ص58)، كما أنه لا يمكن القول إن مجتمعاتنا العربية تراحمية خالصة، فنموذج التعاقد والصراع يزحف بسرعة نحو مجتمعاتنا ويسيطر علينا (ص59).
***غير أن هذا الاستدراك لا يلغي حقيقة أن هذه الفكرة مركزية لديه، بل أنها كانت نقطة الانطلاق التي اعتمدها في تحليله للغرب ولإسرائيل وللصهيونية التي لا يري ظهورها منفصلا عن تاريخ الغرب بل جزءا عضويا منه، وهو التحليل الذي ينتهي إلي النظر إلي إسرائيل باعتبارها دولة وظيفية تتسم بمعظم (إن لم يكن كل) سمات الجماعة الوظيفية (ص452). والجماعة الوظيفية مفهوم مركزي في النموذج التفسيري الجديد الذي استخدمه المسيري في موسوعته. والجماعة الوظيفية كما يعرفها هي جماعة يستجلبها المجتمع من خارجه أو يجندها من داخله (من بين الأقليات الإثنية أو الدينية أو حتي من بعض القري أو العائلات)، ويوكل لها وظائف شتي لا يمكن لغالبية أعضاء المجتمع الاضطلاع بها لأسباب مختلفة، من بينها رغبة المجتمع في الحفاظ علي تراحمه وقداسته (ص447). ومثل هذه الجماعة هي بالضرورة نتاج مجتمع تعاقدي مثل المجتمعات الغربية. فبالنسبة للمسيري الجماعة الوظيفية جماعة تعاقدية لا تدخل في علاقة تراحمية مع المجتمع (ص453).وانطلاقا من هذا التحليل تصبح إسرائيل كما يري دولة وظيفية نشأت نتيجة عملية تعاقدية تمت بين الغرب والحركة الصهيونية، استورد الغرب بموجبها سكانها من خارج المنطقة وغرسها غرسا في العالم العربي، ثم عرفها في ضوء وظيفتها الاستيطانية والقتالية. وهي تدين بالولاء لراعيها الإمبريالي وتدافع عن مصالحه نظير أن يدافع هو عن بقائها وأمنها ويضمن لمستوطنيها مستوي معيشيا مرتفعا (ص452).وانطلاقا من هذا المفهوم لطبيعة إسرائيل ودورها يرفض المسيري مجموعة من الأفكار السائدة حول اليهود والتاريخ اليهودي والعداء للسامية ومعاداة اليهود وغير ذلك من أفكار منتشرة في الكتابات العربية عن اليهود واليهودية والصهيونية وإسرائيل، فهو يري أن مصطلح يهودي مصطلح عام للغاية ومقدرته التفسيرية ضعيفة إن لم تكن منعدمة (ص463)، ويستخدم بدلا منه تعبير الجماعات اليهودية.كما يرفض تعبير التاريخ اليهودي، المستقل عن تاريخ جميع الشعوب والأمم، ويتساءل إذا افترضنا وجود تاريخ يهودي فعلا فما أحداث هذا التاريخ؟ هل الثورة الصناعية علي سبيل المثال من أحداث هذا التاريخ؟ أو أنها تنتمي لتاريخ الغرب. فالثورة الصناعية كما يؤكد، حدث لم يتأثر به يهود العالم العربي بالدرجة نفسها التي تأثر بها يهود أوربا، أما يهود أثيوبيا فلم يتأثروا به إلا علي نحو سطحي. كما يرفض تعابير أخري مثل الهوية اليهودية والشخصية اليهودية والتي لا يتردد في اعتبار الحديث في إطارها حديثا صهيونيا عنصريا معاديا لليهود في الوقت نفسه (ص467). واعتمادا علي هذا المفهوم ينطلق المسيري في تفسيره لظواهر مثل العداء لليهود الذي يعتبره شكلا من أشكال العداء للأقليات والغرباء والأجانب والآخر علي وجه العموم (ص458). أما الإبادة النازية (الهولوكوست) فقد وضعها المسيري في سياقها الحضاري الغربي العريض، ثم وضعها في سياق أقل عمومية هو السياق الألماني (ص464) في فترة محددة من تطوره.
***وفي هذا السياق الغربي نفسه يضع المسيري كلا من النازية والصهيونية فالصهيونية في تصوري ليست جزءا من العقيدة اليهودية، وإنما هي تجل إمبريالي للعلمانية الشاملة (ص472)، والعلمانية الشاملة واحد من عدد كبير جدا من المصطلحات التي سكها المسيري في هذا الكتاب ويعني به تلك الأيديولوجية الكاسحة التي لا يوجد فيها مكان للإنسان أو للقيم (ص299). أما النازية التي تقوم علي تفاوت الأعراق فإنها جزء لا يتجزأ من الفكر الغربي (ص463)، وليست انحرافا عنه كما يري، لذا فإن إبادة اليهود بنت شرعية للنازية وبالتالي للحضارة الغربية التي تمجد القوة فهي حضارة إبادية لا تتردد في إزالة الآخر من طريقها (فهو من الناحية العرقية يشغل مكانة أدني، ولذلك لا يستحق الحياة) (ص463)، ويضعها ضمن سلسلة من وقائع الإبادة المختلفة ابتداء من الهنود الحمر في القرن السادس عشر وحتي فيتنام والبوسنة في القرن العشرين .
هذه المقالة نشرت بمجلة أخبار الأدب التابعة لجريدة أخبار اليوم / العدد 960 بتاريخ 1/10/2006

الجمعة، مايو 16، 2008

أقتلوا بل ... وإسرائيل ...

أقتلوا بل .. فيلم بريطاني شهير من الأفلام الأكثر دموية حيث تتناثر فيه مشاهد الدماء والقتل والعنف إلي أبعد الحدود بطريقة مثيرة للإشمئزاز والتقزز , لا شئ غير الدماء والقتل

وهذه المشاهد الدموية في الفيلم ذو الجزءين ربما ترتبط إربتاطاً وثيقاً بدموية إسرائيل منذ عام 1948 وحتي الآنأي منذ بداية النكبة التي طالت أرض وشعب فلسطين , وسيطرة قطعان من المغتصبين المتعطشين للدماء والقتل تماماً مثلما تدور أحداث الفيلم ..الفارق الوحيد هو أن الفيلم المذكور تستطيع أن تشاهده وتتأثر بأحداثه الدموية وربما يقشعر بدنك بسبب ذلك ولكنك في النهاية ستدرك أنك تتابع عملاً خيالياً لا يمت للواقع بصلة لا من قريب ولا من بعيد , أما تاريخ بني صهيون الدموي الذي بدأ منذ بداية نكبة فلسطين فهو واقع وليس خيالاً منسوجاً سطرته الأحاييل الصهيونية الدموية ..والتاريخ مازال يحكي حتي اليوم هذه الدموية اللامنتهية لدي اليهود- إن اليهود منذ خروجهم من مصر وتشتتهم في بقاع الأرض المختلفة تولدت لديهم عقدة (توهم الإضطهاد ) كما يسميها علم النفس التحليلي وهي تعني أن الآخرين يضطهدونهم ويحاولون الفتك والتربص بهم في أقرب فرصة ومن ثم تولد لديهم عقدة (الإستباق الهجومي )أي إستباق الآخرين بالعنف والإبادة الممكنة قبل أن يستبقوهم لذلك ودعم توهمهم ذلك ما ورد في ترواتهم المحرفة في سفر العدد الاصحاح 33 وعدد 51 و55.. لقد ورد ما يلي:
"وكلم الرب موسى قائلاً: كلم بني اسرائيل وقل لهم أنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان فتطردون كل سكان الأرض أمامكم.. وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكًا في أعينكم ومناخس في جوانبكم".. وأيضاً ما هو منسوب إلى موسى في الاصحاح 31 من سفر العدد وعدد 14 و17، وذلك بعد انتهاء المعركة بين اليهود والمديانيين.. لقد جاء:
"فسخط موسى على وكلاء الجيش.. وقال لهم هل أبقيتم كل أنثى حية.. فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال.. وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة.."
لذلك فهناك خلفية عقائدية تدعو وتوثق هذا التوهم النفسي ... وهذا يفسر المجازر الدموية في عام 1948 وفي مذبحة قانا وصبرا وشاتيلا ودير ياسين ومخيم جنين وغيرها الكثير والكثير



الخميس، مايو 15، 2008

ثقافة الشوارعيزم في حالة حمار




من كام يوم أتفرجت علي برنامج (حالة حمار) ... يااااه أقصد ( حالة حوار) دايما أغلط في الاسم ده مش عارف ليه

.. وطبعاَ البرنامج ده دايما بيكون زاخر بضيوفه المعروفين والمشهورين ..

وده كفاية أوي ان مقدم البرنامج ده هو السيد "المثقف" عمرو عبدالسميع صاحب ثقافة الشوارعيزم الشهيرة التي ابتكرها وعرض لها في جريدة الأهرام في إحدي مقالاته

وكعادته دائماً يبدو عمرو عبد السميع كما أظن يعني منتشياً بثقافته متأنفاً عمن حوله

الكل لا يفهم إلا أبو العريف عبدالسميع والكل لا يعرف شيئاً إذن لا داعي لأن يتحدث غيره

يبدو ذلك واضحاً عندما يقاطع أحد الشباب (أقصد في الحلقة التي شاهدتها)

وقبل أن يكمل الشاب الذي يسأل سؤاله يقاطعه عبدالسميع ( زميلك )

وينتقل السؤال إلي أحد الشباب الآخرين قبل أن يقاطعه ( زميلك -- زميلك )

والأمر يبدو وكأنها طابونة عيش (فرن عبش )

مما جعلني أتأكد أنها فعلاً حالة حمار

ويبدو أن دكتور عمرو المثقف يحدد خط سير البرنامج مسبقاً

وده طبعاً بيظهر في محاولة تأثيره علي آراء السادة الضيوف

ومحاولاته المستمره في مقاطعاتهم بلا داعي

فالمهم أن تكون رؤيته هي الغالبة والطاغية ولا قيمة لرأي أحد في مقابل رأي وسياسة عبدالسميع الغراء

في إدارة البرنامج ..

وطبعاً لا يخفي علي أحد جهود عبد السميع المضنية في تلميع وجه السلطة بنظام اللف والدوران

بل لا ينكر احد أيضاً دوره في تلطيخ وجه المعارضة

كما رأينا من قبل دوره في الهجوم علي الإخوان أثناء الإنتخابات البرلمانية الماضية

في محاولات مستميتة لإسترضاء لجنة السياسسات بالحزب الوطني

نرجع بقا للحلقة اللي أنا أتفرجت عليها

المهم .. الشباب اللي هما جمهور البرنامج كانوا عبارة عن طلاب من جامعات مصر المختلفة وشاكلهم كانوا متنقيين علي الفرازة

يعني محدش يتكلم في السياسة .. محدش يتكلم في الإقتصاد ... محدش يتكلم في حالة البلد ... ومحدش يتكلم وخلاص

بس اللي حصل بقا إن كان فيه بعض الطلاب المندسين والمنبوذين اللي أثاروا بعض الأسئلة المثيرة

والعجيب والغريب إن كان واحد من ضيوف البرنامج كان .. جمال بيه مبارك

وأسئلة كتييييرة وجهت له طبعاً بعد مقاطعات السيد عبدالسميع للطلاب

وفضلت مستني لآخر الحلقة عشان أشوف رد جمال بيه علي الأسئلة

لكن اللي حصل بقا بأسلوب اللف والدوران بتاعهم إن السيد جمال رد علي الأسئلة كلها وكأنها سؤال واحد بس

سؤال واحد متضمن نقاط كثيرة ولم يتعرض إلي تخصيص الإجابة علي سؤال محدد

رغم أن بعض المندسين طلب منه الإجابة المحددة علي سؤاله إلا أن التهرب الذكي أهمل كل الأسئلة

وجعلها سؤال واحد يناقش الأبعاد السياسية والإقتصادية في مصر

طبعاً هذا يؤكد حالة الحمار التي لا تعطي مساحة للتفكير أو المناقشة والحوار والإستماع للطرف الآخر

وحالة الحمار هذه تتشابه مع حالات أخري مثل البيض بيضك ... قصدي (البيت بيتك )

- وكمان فيه برنامج جديد هابط اسمه (معاً) علي غرار حالة حمار ونتكلم عنهم في المرة الجاية



الأربعاء، مايو 14، 2008

ع الماشي ....

أن العرب لو أرادوا أن يكون لهم تأثير في أمريكا فهم يحتاجون إلي استراتيجية عمل يتحركون بها داخل الساحة الأمريكية‏,‏ يسمعون صوتهم مباشرة لأصحاب الشأن‏-‏ الشركاء في صناعة القرار السياسي‏. عاطف الغمري ( من يحكم أمريكا ) الأهرام
- الأمان شعور داخلي بأنك تنتمي، بأن أحداً لا يستطيع أن يظلمك، بأن أحداً مهما علا منصبه لا يستطيع أن «يلفق» لك فجأة تهمة بلا أساس، الأمان أن تشعر أن أولادك آمنون، مستقبلهم علي الأقل معروف - والغد أمره عند الله - الأمان أن تشعر بالعدل والعدالة، وأنك لا تحتاج لوساطة فلان أو علان، لإتمام إجراء أو الحصول علي حق، هذا هو الأمان. لميس الحديدي .. المصري اليوم
- لاسبيل إلي احتواء أزمة بلغت هذا المبلغ بدون أفق لحلها فالاحتواء يعني إعادة تثبيت الازمة عند الوضع الذي كانت عليه قبل الصدامات المسلحة. واذا أمكن ذلك لايام أو أسابيع قليلة، فهو ليس ممكناً لاكثر من ذلك الا اذا اقترن الاحتواء المستهدف بمبادرات جديدة للحل.
وحيد عبد المجيد ... الشأن اللبناني / الوفد
- مطلوب شيء من العدالة..ومراعاة ظروف الناس دون ان يكون هذا أوكازيوناً للاستيلاء علي أموال البنوك فالغالبية العظمي من المصريين شرفاء وأمناء ولديهم خوف علي سمعتهم ولهذا يجب معاونتهم علي مواجهة ظروف الحياة. عبدالله نصار / الجمهورية

الثلاثاء، مايو 13، 2008

قمت بتصميم هذه الساعه باستخدام برنامج الفوتوشوب لتصميم شكل الساعة ثم استخدام برنامج الفلاش لتركيب الموفي اكشن وأكواد الجافا والصراحه رغم بساطة فكرتها إلا أنها أخذت مجهود كبير

السبت، مايو 10، 2008

آراء ما بعد الإستشراق ......


ملحوظة : فاضل الربيعي كاتب علماني

يري المفكر العراقي فاضل الربيعي في كتابه الجديد "ما بعد الاستشراق"، أنه إذا كان عصر الاستشراق الكلاسيكي الذي كان يعمل من داخل حقل السياسة قد زال واختفى نتيجة غياب الاستعمار القديم، فإننا نحن العرب والمسلمين نجد أنفسنا اليوم -خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001- أمام نوع جديد من الاستشراق يمكن تسميته "ما بعد الاستشراق" الذي هو تطوير بأدوات جديدة للاستشراق الكلاسيكي.
-الكتاب: ما بعد الاستشراق.. الغزو الأميركي للعراق وعودة الكولونياليات البيضاء-المؤلف: فاضل الربيعي -الصفحات: 305 -الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية, بيروت-الطبعة: الأولى 2007
غير أن ما يقض مضجع الربيعي في هذا الكتاب بشكل كبير ليس ما يتعلق بتلك الصور النمطية المتخيلة عن العرب والمسلمين والتي ينتجها الغرب يوميا في إعلامه وأفلامه الهوليودية، بل إن ما يؤرقه بالفعل هو دور ذاك المثقف العربي الذي بات مفعما عن بكرة أبيه بصور الاستشراق وآرائه، والذي رافق موكب نائب "الملك" الأميركي بريمر وهو يدخل أبواب بغداد.
وليتحول بعد الغزو الأميركي للمنطقة إلى إحدى أدوات الاستشراق الجديد الذي باتت مهمته الأساسية إنتاج نفس الأساطير التي ينتجها الغرب ولكن بنكهة عربية، هذا بالإضافة إلى أن كل مساعيه لعقد بيان من أجل الحرية قد تحول إلى بيان من أجل تبرير عودة الاستعمار.

بدوي في شوارع أمسترداميحدثنا المؤلف في هذا الفصل عن حادثة مثيرة للانتباه جرت بعد احتلال بغداد بأيام قليلة فقط، إذ وقفت مطربة المقام العراقية فريدة محمد علي لتغني في دار الأوبرا الهولندية بمصاحبة الأوركسترا الملكية، أول أغنية مقام عراقي بلغة هولندية.
فامتزج في تلك الليلة الصوت الشرقي القادم من بلاد "ألف ليلة وليلة" الأسطورية بنفخات البوق الصادرة من آلة الفلو الغربية، حيث كانت تتحدث الأغنية عن تجربة وصول اللاجئين العراقيين إلى الغرب فتقول:
بملابسنا الرثة والمتسخةوصلنا متأخرين إلى المدن النظيفة الأنيقةوهذه الأيدي البيضاءالتي تقودنا من معاصمنا بأصواتنا الغريبةوذكرياتنا الصحراوية يا إلهي لقد وصلنا ولكننا ما زلنا تائهين
جاءت هذه التجربة برأي المؤلف لا لتعلن عن ولادة تجربة ثقافية تصالحية بين الشرق والغرب، وإنما بدرجة أكبر لتعلن عن ولادة عصر ما بعد الاستشراق، بحيث باتت الأسواق والشوارع مليئة برجال من البدو التائهين أصحاب الذكريات الصحراوية والأصوات الغريبة، والذين يرتدون ملابس خشنة ورثة، ونساء محجبات زائغات البصر ومثيرات للفضول.
ولكن هذه المرة مع اختلاف جوهري عن عصر الاستشراق الكلاسيكي، في أن هذا البدوي المتوحش ذا الأسنان الطويلة قد بات يتجول مسحورا في شوارع الغرب النظيفة بدلا من طرق الشرق الصحراوية المليئة بالذئاب.
هذا بالإضافة إلى أن أهم ما لامسته وكشفته كلمات الأغنية بقوة ساطعة هي الروح الاستعمارية القديمة التي كانت حينئذ تستيقظ على نحو مفاجئ في أوساط الطبقة السياسية اليمينية في أوروبا والمؤيدة للغزو، والداعية إلى اقتحام الغابة الشرقية المسلمة من أجل اقتلاع لصوصها وبرابرتها المتوحشين والذي يقودهم زعيم شرير اسمه صدام حسين، والتي انطلقت للتو بمشاركة مجموعة من الجنود الهولنديين الحاملين على أكتافهم البيضاء أولئك البدو العميان الذين حصلوا على ملابس نظيفة، ولتقوم بتنصيبهم كزعماء وقادة مجالس قبائلية.

من رحلات الاستشراق الأولى إلى ما بعد الاستشراقيرى المؤلف في هذا الفصل أنه إذا كان الاستشراق القديم هو الذي صمم الصور الزائفة للعراق بوصفه مماثلا للهند أو على نحو ما امتدادا له، وهذا ما سخر منه بمرارة وفي وقت مبكر نسبيا رجل الدين العراقي باقر الشيباني عام 1929 عندما وقف في مواجهة الحاكم العسكري للنجف مستر كراين ليبلغه بأن الصورة بأكملها زائفة وتلفيقية.
"إذا كان البريطانيون قديما توجهوا صوب بغداد من أجل قتال المستبدين أو الظلاميين الرجعيين الذين لا يراعون مشاعر السكان العرب، فإن الأميركيين اليوم لا يرون في المعركة الدائرة سوى استكمال لمعركة أخرى، إذ إنهم ذاهبون إلى محاربة طالبان عراقية في جبال قندهار أخرى"في هذا الوقت بالذات كان البريطانيون يأخذون العراق من معصميه ليقودوه في دروب الغرب الطويلة. ولمدة عقود سيرى العراق نفسه وقد أضحى هدفا لتخيل من نوع جديد، فلن يعود لا صفويا ولا معتمرا للطربوش التركي، بل ليتحول إلى "عراق هندي"، وبعدها في عصر الاستشراق الجديد إلى "عراقي أفغاني".
وكما أن البريطانيين كانوا يتوجهون صوب بغداد من أجل قتال "المستبدين" أو" الظلاميين الرجعيين" الذين لا يراعون مشاعر السكان العرب، فإن الأميركيين اليوم لا يرون في المعركة الدائرة سوى استكمال لمعركة أخرى، إذ إنهم ذاهبون إلى محاربة طالبان "عراقية "في جبال قندهار أخرى تتراقص سفوحها أمام بنادقهم.
ويتضح مقصد المؤلف من خلال المزج والمقارنة بين الصور والانطباعات التي تخيلها الاستشراق القديم وبين ما ينشره الاستشراق الجديد، وذلك من خلال الاطلاع على رحلات بعض المستشرقين، والتي تروي قصص لقاءاتهم "بمسلمين من ذوي النيات الحسنة "وكيف أن هؤلاء المسلمين سوف يخبرونهم بأن هذه البلاد سوف تزدهر لو حكمت من قبل بريطانيا وبأن الإنجليز لن يتعرضوا لأي مقاومة تذكر".
وهذا ما يذكرنا -رأي المؤلف- لقناعات التي كانت تدور في مخيلة مفكري ما بعد الاستشراق والقصص التي ألفوها عن أن الشعب العراقي سوف يتلقاهم بالورود، أو من خلال الصور التي نجدها اليوم من انتشار للصحوات العراقية من بغداد إلى كركوك والتي مثلت إعادة إنتاج لما حدث في مقاطعات هندية من قبل البريطانيين والتي كانت تسعى إلى تفتيت الملكيات الكبيرة من الأراضي وخلق طبقة من البارونات واللصوص الجدد الخالين من أي ميول عدوانية ضد "المحررين البيض" والتي يمكن زجها كذلك في أي لحظة بالنزاع الداخلي كقوة منظمة.

أساطير ما بعد الاستشراقيرى المؤلف ما كان للاستشراق أساطيره اللذيذة عن "الخوف من البدو "ذوي الأسنان الطويلة اللامعة، والذين يقتلون الإنسان لمجرد الاعتقاد أن أزراره الصفراء هي أزرار من ذهب، فقد كان لما بعد الاستشراق أساطيره اللذيذة الخاصة به هو الآخر والمماثلة للحكايا السابقة، ولكن الأكثر جوهرية من حيث إن ما بعد الاستشراق يركز بطريقة مختلفة تماما لا على "العيون التي تتوهج كالنار" أو على "الأسنان الطويلة "للبدو، بل على الطابع الاستثنائي للعنف المختزن في أعماق الشرق أوسطيين ذوي الشعر الأسود واللحى الطويلة، والتي ستمهد السبيل أمام تخيل هؤلاء في صورة إسلاميين متطرفين يهددون العالم كله.
وبالتالي فإن هذا التصوير الجديد لابن الشرق قد أدى إلى إحلال رمزية جديدة للبدوي محل رمزية الأسنان الطويلة التي أنزلت في الماضي الرعب في قلوب الرحالة والمستشرقين الأوائل وذلك بتخيله على أنه حيوان كاسر، بينما أدت الصور الجديدة المتمثلة باللحية في إعادته إلى البدائية الأولى ومن ثم محاولة إقناعنا بأن الوظيفة الأساسية لهذه اللحية هي السعي وراء الموت وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
"صناعة الخوف واحدة من أكثر وظائف أساطير ما بعد الاستشراق اختصاصا وذلك عبر محاولة تصوير تنظيم القاعدة وكأنه شبكة عالمية أخطبوطية هائلة القوة ومؤلفة من رجال ذوي لحى طويلة يسعون لتهديد وفناء حضارة الغرب ومدنيته"وبرأي المؤلف فإن صناعة الخوف قد باتت واحدة من أكثر وظائف أساطير ما بعد الاستشراق اختصاصا، وذلك من خلال محاولة تصوير تنظيم القاعدة وكأنه شبكة عالمية أخطبوطية هائلة القوة ومؤلفة من رجال ذوي لحى طويلة يسعون إلى تهديد وفناء حضارة ومدنية الغرب، والذين يأتون من أوكار بن لادن في صحراء شبه الجزيرة العربية، أو من بوادي الزرقاوي في الأردن.
وبالتالي تحولت الصحراء العربية المليئة بالنفط في عصر ما بعد الاستشراق إلى مصدر للخوف الغربي من الشرق، والتي هي صورة طبق الأصل عن الخوف الذي رسمه المستشرقون الأوائل في بداية القرن التاسع عشر.
هذا بالإضافة إلى العمل على تحويل حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قاد المقاومة في بداية الاحتلال إلى منظمة سرية أصولية شبيهة بالقاعدة، وتحويل ميشال عفلق إلى شبيه بالملا عمر.
وهذا برأي المؤلف ما كان يلائم الذهنية الأميركية المغرمة بالتنميط والتي ترغب بقوة في تعميم النموذج الأفغاني الذي بات ينتشر بكثافة في وسائل الإعلام الغربية.
وبما أن العراق قد بات امتدادا دينيا وعسكريا وثقافيا كولونياليا لأفغانستان فسيكون لديه نفس الحال تقريبا، وهذا ما عبر عنه الرئيس الأميركي في إحدى زياراته إلى بريطانيا عندما قال إن "القوات الأميركية في العراق فتحت المدارس وأعادت الكهرباء، والعراقيون نالوا حريتهم"، وبالتالي عملت هذه الكولونيالية على تصوير هذا البلد من دون مدارس أو مستشفيات أو جسور، وفيه فوق ذلك نساء مضطهدات وعليه تحول هذا البلد الذي كان لديه زهاء 15 ألف عالم إلى رمز شبيه بأفغانستان.
ويتابع المؤلف مناقشته للأساطير التي رسمها الأميركيون عن المقاومة من خلال نشرهم مع حلفائهم في العراق روايات لمجموعة من المقاتلين العرب الذين باتوا يطلقون النار على الأطفال والنساء والذين كانوا قد تسللوا عبر الحدود في بداية الغزو الأميركي، والذي كان يمثل صورة طبق الأصل عن الصورة التي رسمها الأميركيون في خيالهم عن العمليات الاستشهادية للفلسطينيين في داخل الأراضي الإسرائيلية، أو عندما أقنعهم جلال الطالباني أثناء الغزو بضرورة قصف مواقع لأحزاب إسلامية كردية في جبال كردستان، والتي تحولت لدى الأميركيين رمزيا وكأنهم يقصفون الجماعات الأفغانية المختبئة في توره بوره.
هذا بالإضافة إلى روايات الجيش الأميركي عن آلة تقطيع البشر في سجن أبو غريب والتي باتوا يسعون من خلالها رمزيا إلى البحث عن "آلة إدارية جديدة "تقوم "بفرم العراق" وتحويله إلى ما آلت إليه الأوضاع الآن من تقسيم للبلاد.
"حقل الاستشراق الجديد يتعرض في الآونة الأخيرة لنوع من الاضطراب وإن ما زال خجولا، وهناك جيل جديد من المستشرقين اليساريين أثاروا في العقود الماضية قدرا كبيرا من النقد لدراسات الشرق الأوسط "أخيرا فإننا نرى أن هذا الكتاب يمثل مرجعا مهما في تفسير سلوك الولايات المتحدة الأميركية في العراق، إضافة إلى أننا نتفق مع المؤلف في أن المصالح الغربية استخدمت في هيمنتها على المنطقة أسلحة فكرية بديلة متمثلة إما في مستشرقين قدماء مثل برنارد لويس، أو في مستودعات للأفكار والتي هي منظمات بحثية خاصة تهدف إلى إنتاج أفكار لصالح السياسة.
لكن هذا لا ينفي أن حقل الاستشراق الجديد بات يتعرض في الآونة الأخيرة لنوع من الاضطراب وإن ما زال خجولا، وأن هناك جيلا جديدا من المستشرقين اليساريين مثل زاكاري لوكمان وغيره قد أثاروا خلال العقود الماضية قدرا كبيرا من النقد لدراسات الشرق الأوسط وإن كانت تنطلق في بعض الأحيان كذلك من حقل السياسة، وذلك كي لا يقع القارئ العربي وهو الذي لا يسمع الآن سوى هدير الطائرات أو يرى كيف أن سيارة اللكزس التي وعدنا بها أحد شيوخ المستشرقين الجدد قد تحولت إلى دبابة ميركافا بمجرد وصولها إلى المنطقة -أقول- كي لا يرى في الكتاب إدانة كاملة للغربيين والفكر الغربي في عصر ما بعد الاستشراق، وربما هذا ما اشتكى منه المرحوم إدوارد سعيد لطريقة فهم الاستشراق.
عرض/ محمد تركي الربيعو

علاج مرض السكر بدون دواء

بد اية يجب أن نعرف أولا ما هو مرض السكر :- هو مرض مذمن , يتميز بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم إلى أعلى من المستوى الطبيعي نتيجة لعدم قد...