الأربعاء، ديسمبر 09، 2009

كان زمان .......

كان أستاذي في اللغة الفرنسية مثالاً يحتذي , كنت أرقب فيه النشاط والإجتهاد وسرعة البديهة وقوة الشخصية , كان مهذبا جداً حتي أنني لم أسمعه يوماً يرفع صوته في وجه أحد .. لدرجة أنني رأيت مدير مدرستنا ذات يوم يكلمه بعنف وبطريقة مستفزة أمام الطلاب ولكنه لم ينفعل ولم يجد حرجاً في أن يشكره حتي يمتص غضبه , الجميع كان يحبه ويحترمه لتميزه حتي في يوم اللغة الفرنسية "حيث كان للمدرسة يوماً خاصاً تحت إشراف أسرة اللغة الفرنسية وكان من المعتاد أن يكون يوم اللغة الفرنسية يوم الخميس و كنت وزملائي نشعر وكأن شيئاً مختلفاً في هذا اليوم كل شئ منظم في مدرستنا بداية من طابور الصباح والبرنامج الإذاعي المميز الخاص باللغة الفرنسية ومسابقات وجوائز البرنامج .. أما حصة اللغة الفرنسية فكانت شيئاً مختلفاً بطبيعة الحال . كنت معجباً حقاً بنشاطه وعبقريته في إبتكار وسائل مختلفة لإظهار تميزه في كل ركن من أركان المدرسة . الحوائط كانت تحتضن مجلة اللغة الفرنسية التي كانت تصدر بصفة دورية وفي كل مدخل تجد عبارات الترحيب بالضيوف مكتوبة باللغة الفرنسية , فعلاً أصبحنا نري اللغة الفرنسية أكثر من لغة ثقافة بفضل مدرس اللغة الفرنسية كانت أول مواجهة بيني وبينه عندما دخل كان يتحدث معي أنا وزملائي ذات مرة في موضوع الجوائز والهدايا التي كان يخصصها في يوم اللغة الفرنسية عندما قرر فجأة حذف فقرة الجوائز التي كان يسعد بها الطلاب ودار بيننا حوار حول هذا الموضوع وسألنا " عارفين ليه بطلت أجيب جوايز؟! " وكان ردي قاطعاً لدهشة الجميع وحيرتهم عندما قلت له بسخرية ولا مبالاة " لقيت بيتك هيتخرب طبعاً " كان سؤالي بهذا الإستفزاز محاولة مني للفت إنتباه الجميع لا أكثر رغم أنه كان خروجاً عن الذوق ولكن مدرسنا لم يكترث بطبيعة الحال وفي سرعة بديهة ابتسم وقال " أنا الحمد لله بيتي ما بيتخربش ولكن ..." وأستمر يسرد في أسبابه .
وفي العام التالي كان عاماً حاسماً فقد كانت المرحلة الأولي للثانوية العامة وهذا لايعني شيئاً إلا المذاكرة والإجتهاد والقلق والتوتر المرتبط بالثانوية العامة ,, وبما أنني لم أكن أفقه شيئاً في اللغة الفرنسية قد كان مدرس اللغة الفرنسية ينظر إليِّ نظرة إشفاق فقد أخذ إنطباعاً سيئاً عني خصوصاً أنني كنت أهمل في واجباتي وإستذكاري لدروسي حتي أن زملائي قد سبقوني بمراحل في مستوي اللغة في الصف الأول , وعندما زرته في بيته في بداية العام الدراسي قال لي " عايزين نذاكر السنة دي بقا " طبعاً استخدم صيغة الجمع لرفع الحرج عني خصوصاً أمام زملائي إلا انني فعلا شعرت بالحرج وكانت بداية جديدة لي لتعلم اللغة الفرنسية , فقررت أن لا يسبقني أحداً من زملائي في اللغة الفرنسية أبداً.
وبالفعل كنت من الأوائل باستمراربفضل الله في الإختبارات الشهرية إن لم أكن الأول علي جميع الصفوف وكانت مفاجأة لأستاذ اللغة الفرنسية الذي لم يتوقع ذلك . وكللت ذلك بحصولي علي الدرجة النهائية في امتحانات الثانوية العامة

الثلاثاء، ديسمبر 01، 2009

دبي وأزمة تتلوها أزمات

دبي وأزمة تتلوها أزمات
ما أحدثته الأزمة الأخيرة لمجموعة دبي يتجاوز كل التوقعات .. فهبوط مؤشر معظم الأسواق العالمية كان مفاجئاً بعد الإعلان البسيط عن مشكلة الديون الخاصة بالمجموعة وفي وضع يوحي وكأن اقتصاديات العالم تترقب حدوث أزمة حتى ولو كانت علي الهامش كمشكلة دبي الأخيرة , ما المتوقع إذن لو تكررت الأزمة بنفس نمط دبي ؟!! أو حتي لو تكررت في أكثر من دولة خصوصاً أن تحركات المستثمرين الكبار في الأسواق العالمية متشابكة ومعقدة إلي حد يصعب التكهن عنده بالمتغيرات الإقتصادية في أسواق متطورة كدبي أو في الأسواق ذات التأثير الكبير في النظام الإقتصادي العالمي .
يبدو إذن أن الأزمة الإقتصادية العالمية تلقي بظلالها علي التطورات الأخيرة وربما هذه هي إحدي توابعها الكارثية , والقادم قد يكون أسوأ وكل الإحتمالات مازالت قائمة وهذا ما ينفي قطعاً توقعات بعض المحللين من تعافي النظام العالمي من الأزمة الإقتصادية وحدوث تحسن تدريجي وإستقرار خصوصاً في أسواق رأس المال بعد وضع خطط وبرامج لمواجهة الأزمة وما تبع ذلك من تدخل حكومات بعض الدول وبنوكها المركزية في أسواقها لضخ مزيد من الأموال لإحداث توازن في تحركات رأس المال .
إن النهج الإقتصادي العالمي ومنظومته الحالية أثبتت فشلها بكل المقاييس دون الحاجة إلي مبررات أو حجج واهية للتخفيف من حجم الكارثة فالتحولات والتغيرات الحالية غير مسبوقة وتفوق كل التوقعات , غير أننا بحاجة إلي مزيد من الأزمات لكي نقر بأن النظام المالي العالمي فشل تماماً وأننا بحاجة إلي نظام إقتصادي أكثر عدالة بعيداً عن الرأسمالية العمياء التي لم يجني العالم منها غير الأزمات والخسائر تلو الخسائر , ولا أكون مبالغاً في القول بأننا نحصد نتائج العولمة والرأسمالية الجشعة والأسواق الحرة التي تنتهج سياسة العرض والطلب والتي تستثني مركزية الدولة من بنودها وقواعدها بلا حسيب ولا رقيب فكانت النتيجة التي نحصدها اليوم وربما كل يوم فحتماً تأثرنا وما زلنا نتأثر بهذه المتغيرات مهما كان حجمها , وبين يدي أطالع خبر وكالات الأنباء عن هبوط حاد في أسواق أسيا وإنخفاضات لمؤشرات أسواق أوربا وأمريكا .
ولم تكن أسواق رأس المال في بعض الدول العربية بمنأي عن ذلك حتي طالتها أزمة دبي هي الأخري فهو خير دليل علي أن الأزمة أصبحت عن كثب والعواقب ربما تأتي بعد .

علاج مرض السكر بدون دواء

بد اية يجب أن نعرف أولا ما هو مرض السكر :- هو مرض مذمن , يتميز بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم إلى أعلى من المستوى الطبيعي نتيجة لعدم قد...