الجمعة، مارس 21، 2008

عندما كنت صغيرا كنت اتخيل دائما ان حياتنا ربما يعصف بها تغييرا مفاجئا يحيلها الي حقيقه جديده ربما تتناسب ولو جزئيا مع ماكنا نحلم به وننشده من ثوابت او حتي متغيرات لحظيه وربما تكون شيئا جديدا او عارضا و التغيير له ثقله مهما قلت اهميته فالاهم هنا هو التغيير في ذاتيته ومثاله بينما الخيال ربما يكون بعيدا عن الحقيقه مهما اقترب منها او كان علي شاكلتها .- منذ فتره قرات روايه لاحد الكتاب الفرنسيين في القرن الثامن عشرشعرت فيها بنبره الثوره التي يعيشها الكاتب ولكنها ليست الثوره في معناها المقصود بل هي ثوره الذات والنفس علي علي كل البواعث والثوابت والثقافه الفرنسيه كثيرا ماتزخر في مضمونها بمثيرات التغيير وربما تلاحظ كم هذه المثيرات في التراث الفرنسي بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر مرورا بالقرن الثامن عشر وبما ان التغيير يرتبط ارتبطا وثيقا بالثقافه وهي انماط شديده الترابط ببعضها وقد كان هذا شاهدا من موروثات الثقافه الغربيه وبالاخص الفرنسيه منها والتي شهدت مثالا لهذا النمط .- إن مضمون التغيير في ذاته يحتاج إلي باعثاً او مثيراً ذاتياً , ويبدو ذلك واضحاً وجلياً في رمزيه الثوره الفرنسيه , فقبل اندلاع الثوره سادت اوضاع شديده السوء في فرنسا بل في اوربا كلها وأنتشر الصراع الفكري بين ألأفكار الفلسفيه المختلفه وتفاقم الوضع علي أشده وتأزمت الامور حتي ثار القوم علي سلطه الكنيسه هناك وظهرت في كتابات الادباء والمفكرين نبره ثوريه صاخبه . وظهرت حينها الافكار والمعتقدات الجدليه والخبليه ولعلك تجد مبرراً لواحد من هؤلاء الكتاب إذ يسرح بخياله وفكره ويحلق إلي عالم من الخيال أو ربما تجد أخر يتحدث عن الاله وحقيقه الوجود وأخر يتحدث عن الطبيعه وجمالها .ووإلخ ...- لقد كان هناك مثيراً أو باعثاً لمثل تلك العناصر ومن ثم كان هناك نتاج تمخض عن هذه المثيرات ...أنا شخصياً عندما كنت أقرأ لهؤلاء كنت أشعر بظلام دامس وأفق مظلمه بائسه تبعث علي التشاؤم والملل وأحياناً القلق النفسي .ولكن سرعان ماتجرفك هذه كلها في مدها وجزرها وتنحسر إلي صوره أخري تكاد تكون مرضيه عندما تسعد يمن يتحدث عن الحريه وعن الطبيعه وهكذا ...امثله الكتاب الفرنسيين في هذه الفتره كثيره وابرزهم كان Voltaire وChateaubriand....وهناك الكثير من هؤلاء الكتاب ممن عاصروا هذا الواقع الثوري في التاريخ الفرنسي ، ممن كان لهم أثر فاعل في هذه الفترة ، وأعمالهم تشهد بذلك .بيد أن هؤلاء جميعهم ربما حتي ثاروا علي أنفسهم وعلي ذاتيتهم ، فقد كان نفورهم وثورتهم في قالب متكامل .....إذن ماالذي دفعهم إلي هذه الثورة وإن كنّا نشهد لها كمثال نمطي ليس إلا ؟! وإن كان ثمه مثير فهل هناك عوامل أخري تتضافر مع تلك الإستثارة لتروج هذه الفكرة الثورية لتكون في مفهومنا هذا الرفض المنطقي أو ربما غير المنطقي لواقع معين 0- لقد كان للعقل والتفكر دوراً هاماً هنا بإعتبار التفكر والإدراك مثالاً حياً لهذه الإشكالية ، فإعمال العقل في شأن حياة الإنسان بصفة عامة ، أو حتي في مسألة معينة جدير بأن يؤدي إلي تحول وتغير خاصة إذا كان العقل متجرداً وصادقاً ويبحث بنفسة عن إجابات شافية لأسئلة أو طرح معين0إذن فمجال العقل مسّـلم به في هذه الحالة وهونمط ومثال خاص أيضاً لما لأهميتة ونموذجيته ولنا أن نعرف أن إستخدام العقل وتوظيفه مهما كانت النتائج هي طبيعة فطرية للإنسان ولكن الفارق هنا في صدق هذا التوظيف ومثاليته فلا يتساوي في ذلك مثلاً صاحب الفكرة التي يحيا لأجلها بمن يجعلها نمطاً تقليدياً وقد لايكون مؤثراً في حياته ، أيضاً مجال التجربة والمقارنة .. فما لإنسان أن يشعر بقيمة التغيير إلا بأن يشعر بقيمة التجربة أو حتي أن يحيا تجربةً معينة حيث يتكون لديه إنطباعاً ذو معني معين ، ومن ذلك مثلاً أن تجد إنساناً يتحول إلي عقيدة معينة أو ديانة أخري غير ديانته ، فمثلاً من يتحول إلي الإسلام ، فإنه قد يكون خالط المسلمين وعرفهم عن قرب ولمس صدق تجربتهم وإخلاصهم وتكافلهم وحريتهم الحقيقية ،وأقتنع بأفكار الإسلام وتعاليمه ومنهجه ، بواقع التجربة والمخالطة وكذلك المقارنة 0ـ التأمل والتفكر أيضاً .. لنا أن نعلي من قيمتهما وأهميتهما ، فمن يتأمل ويتدبر يستطيع أن يميز وهي فرصة لتمييز الأفكار وتنقيحها وتنقيتها من كل شائبة ، كما أن التأمل في مصير الظالمين ، وكراهية الظلم أيضاً من المسببات القوية والأدوات الفاعلة في تحقيق الهدف .وفي التأمل والتفكر في خلق الله أيضاً له قيمته التي تجعل الإنسان يشعر بقدرة الله عليه، وتنقله إلي محيط روحاني هائل قد يغير في سلوكه ويجعله يزداد قرباً إلي ربه "إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " 11ـ النحل 0وهكذا السياق يسير في تناسق بديعيّ بديهيّ يرتبط بالفطرة التي فطرنا الله عليها00


نشرت هذا المقال في منتديات ومواقع عديدة وكان هذا الرد من أخت فاضلة من أفضل الردود التي قرأتها تعقيبا علي هذا المقال !!!مقال رائع أخى ....وربما أجده ملخصاً فى هذه الكلمات التى اقتبستها منكم... إقتباس: ولنا أن نعرف أن إستخدام العقل وتوظيفه مهما كانت النتائج هي طبيعة فطرية للإنسان ولكن الفارق هنا في صدق هذا التوظيف ومثاليته ربما لهذا كان الفكر والمفكرون هم دائماً قواد مسيرة الحكم والسياسة فى البلاد بطريقة أو بأخرى..وربما لهذا أيضاً ظل الحكام فى كل عصر يخافونهم..فيتقربون إليهم تارة..ويقيدونهم بأغلال البطش والسلطة تارة أخرى...ولازلنا نذكر محاكم التفتيش فى أوربا والتى أنشئت فى القرن الثالث عشر الميلادى لتعاقب من أسمتهم بالهراطقة..ثم وضعت تحت هذا المفهوم كل من يحمل فكراً متميزاً أو حتى علماً جديداً...وكانوا يعذبونه بالحرق والذبح وفى أحسن الأحوال الإستيلاء على أمواله ثم النفي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بفراره من وجه الكنيسة الكاثوليكية..ومن هنا نفهم أن الكنيسة بمحاكمها التفتيشية أدركت أهمية الفكر..وأنه لو بعث من مرقده لقامت الدنيا فى وجهها ولم تقعد وحاسبها كل من كان ضحية أوهامها...فلقد حولت دين الله الذى أنزل لعباده لمجموعة من الأوهام والخيالات المختلطة بالوثنية الرومانية تارة..وبالفلسفات الهلينية تارة..فكان من السهل على العقل الواعى النورانى اكتشاف زيفها وابتداعها...وليست الكنيسة فقط هى من فعل ذلك ...بل كل دولة أو مملكة أو امبراطورية غيبت الفكر أو فرضت منهجاً فكرياً بعينه دون غيره..ومثال هذا الأخير مافعله الخليفة المأمون من مذابح-بالرغم من ثقافته الواسعة التى شهدت لها كتب التاريخ-بسبب تبنيه لفكرة (خلق القرآن )وعدم قبوله لأىرأىيخالف هذا الفكر الذى لا نناقش كنهه الآن ولكن نناقش نتائجه...وهي التى نشأ عنها فتنة قتل فى جرائرها مالايعد من العلماء الفقهاء وكل من كان يقول بعكس قول المأمون وقناعاته...أما فى العصر الحديث فنحن نرى دولاً بأسرها قامت على فكر..فالاتحاد السوفيتى سابقاً قام على فكر (الماركسية)...الذى نسب لواضعه كارل ماركس..وأمريكا وبعض الدول الأوروبية قامت على الفكر الليبرالى...وربما لهذا ولأن الغرب وعى جيداً الدرس وفهم أن الفكر هو المحرك الأول للإنسان فى كل عصر..ربما لهذا...دخل معنا لعبة الغزو الفكرى وتسميمه أو تطعيمه بما يريده لنا من أفكار واتجاهات بكل السبل المتاحة وغير المتاحة ..فمرة بعلمنة المقررات الدراسية ومرة بالإعلام والفن المأجور أو المضلل أو بمعنى آخر( الغش الإعلامي)..وأخرى بالإغراءات والإغواءات المختلفة لرجالات الفكر وبراعمه ..وربما لم أجد أبلغ من كلام الإمام أبو الأعلى المودودى عن تجسيد التدرج فى الغزو الغربي لثقافة المسلمين:((إن الانكليز قد صرفوا مدة قرن كامل تقريباً فى تبديل نظام البلاد القانوني ،بدلوا نظام حياتها شيئاً فشيئاً...وأعدوا رجالاً لا يتفكرون ولا يعملون إلا حسب نظرياتهم وأفكارهم..وعملوا عملاً متواصلاً على تغيير أذهان الناس وأخلاقهم ونظامهم الاقتصادي بنشر الأفكار وبتأثير السلطة والاستيلاء ،أى ظلوا يلغون القوانين القديمة وينفذون مكانها قوانينهم الجديدة على قدر ما ظلت تأثيراتهم المختلفة تغير من نظام البلاد الاجتماعي)).لقد صدق الشيخ الغزالى رحمه الله حين قال:((إن تتابع هزائمنا الثقافية يجعلنى أتشاءم من نتائج المعركة الدائرة الآن بين الإسلام والهاجمين عليه والمشوهين لسمعته! فدوائر المعارف المؤلفة فى الغرب تنسج الأكاذيب عن تاريخنا ونبينا وعقائدنا وتعاليمنا..ولايزال نفر من علماء الدين غرقى فى خلافاتهم التافهة لايتيقظون للدفاع عن دينهم المهدد وسمعتهم المجرحة..))ربما لا ننكر أبداً أن هناك صحوة فكرية إسلامية تضطرم بين عقول الجيل الجديد من شباب المسلمين..لكنها مبعثرة الأجزاء ومشتتة القوى...هذا التشتيت يجعل من الفكر الإسلامى فكراً أبتر يحتاج إلى دفعة قوية تحتويه وتجمع شتاته ليتبوأ مكانه فوق القمة...وإذا حدث هذا..فلنطمئن على الإسلام ودولته..

صورة من الذاكرة ...!!


عدت بذاكرتي للوراء وبالتحديد منذ فترة الثمانينات , وقد كانت فترة هامة جداً علي عدة مستويات فيما يتعلق بأحوال بلدنا سواء كانت إقتصادية أو سياسية أو إجتماعية , ورغم أني كنت أعيش مرحلة طفولة من حيث الواقع إلا أنني كنت كثيراً ما أذهب بأفكاري إلي آفاق أبعد ربما من مرحلتي السنية التي أمر بها .

كنت قد أعتدت علي الذهاب مع والدي لشراء بعض الأشياء من أحد المحلات وقد لفت إنتباهي منذ الوهلة الأولي في أحد هذه المحلات صورة كبيرة ذات ألوان رمادية لرجل يرتدي معطف ويسير مبتسماً ويقبض علي يد طفل صغير يصحبه معه .. ما هذا ؟ وماقصة هذه الصورة ؟ ومن هذا الرجل ؟ وهل له علاقة بصاحب هذا المحل أم انها ربما تكون مجرد (بورتريه) خطه أحد الفنانين وقد أعجب صاحب المحل فاحتفظ به , أسئلة كثيرة راودت طفولتي وجعلتني حائراً حتي وجدت إجابة شافية تقريباص بعدما أجابني والدي بأن الصورة للرئيس عبد الناصر , بيد أن هذه الإجابة كانت متعلقة بالسؤال عن صاحب الصورة ولم أتطرق للسؤال عن سبب الإحتفاظ بالصورة في مكان كهذا ..

كنت أعلم أننا تجاوزنا مرحلة عبد الناصر بكثير , ولكن لماذا الإصرار علي الإحتفاظ بأطلاله ؟!

أم أن تداعي هذه "الحقبة"- كما يحلو للبعض أن يسميها - كان يمر بمراحل مختلفة لدي كل من غلبت هذه "الحقبة" علي إعجابه ونالت من استحسانه ..
ربما لم أكن في مرحلة تسمح لي بأن أفند كل هذه التصورات والتفسيرات , غير ان شواهد ومدلولات هذه " الحقبة" وما تلاها كان يفسر إلي حد بعيد درجة التحول في مجتمعنا .

وقد وضحت هذه التصورات كثيراَ لدي مع التباين الواضح بين كل من "الحقبة" الناصرية وما حملته من زخم واضح ومتطور في فترة قصيرة جداً في إحداث تغيير ذو أثر ملموس وبين فترة ما بعد عهد الرئيس السادات والتي كانت تمثل مرحلة من التداعي والتهاوي لحقيقة العهد الفائت وموروثاته الأيدولوجية لدي كثير من الناس , وبين هذا وذاك ظلت الصورة عالقة بذهني حتي شاءت الأقدار وذهبت إلي نفس المكان بعد سنوات عدة , فتشت في الجدران أبحث عن الصورة التي لم أنساها منذ سنوات , لكني لم أجد شيئاً فقد تغير الواقع واختفت الصورة وأختفي معها الكثير والكثير .....

- حقيقة لا اشعر بحنين إلي هذه الحقبة فلي الكثير من التحفظات علي هذه الفترة المشئومة من التاريخ , ولكني أيضاً لم ولن أشعر بحنين إلي الفترة الحالية بما لها وما عليها وما آلت إليه الأحوال ...

الخميس، مارس 20، 2008

المرأه ودعاوي التحرر

وردت إلينا عدة مفاهيم غير معهودة في مجتمعاتنا الإسلامية من قبيل حرية المرأة وتحررها والمساواة بين المرأة والرجل , وكان لهذه المفاهيم أكبر الأثر في إحداث تغييرات في بعض المجتمعات العربيةوزادت النعرات التي تدعو إلي إتاحة الفرصة لمشاركة المرأة حتي في الحياة السياسية واجتهد الفقهاء لوضع صيغ شرعية ملائمة ومبررات مقنعة لهذا الجدل ... حتي خرجت علينا عناوين الصحف تنبؤنا بدخول المرأة المجالس النيابية ومجال القضاء وحتي وظيفة المأذون الشرعي لم تسلم هي الأخري من اقتحام المرأة لهذا المجال الحصري للرجل ..والسؤال الذي يطرح نفسه !!هل يمكن أن تنجح المرأة في إثبات تفوقها ومنافسة الرجل في هذه المجالات ؟والسؤال الأهم .. هل نقبل بأن يكون رأس النظام في دولتنا (رئيس الدولة) إمرأة ؟؟؟

علاج مرض السكر بدون دواء

بد اية يجب أن نعرف أولا ما هو مرض السكر :- هو مرض مذمن , يتميز بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم إلى أعلى من المستوى الطبيعي نتيجة لعدم قد...