السبت، أبريل 26، 2008

في تونس .. الحرب علي الحجاب !!


26/ 04 / 2008
بكل الوسائل وبشتى السبل تتسابق القوى العلمانية المدعومة من قبل الحكومة في تونس، في حربها الشعواء ضد الحجاب فبعد منعة في المؤسسات التعليمية والأماكن العامة، جاء الدور على الفن التونسي ليكون أحد أطراف الحملة التي تقودها السلطات التونسية، والتي وافقت على عرض مسرحية وطنية مناهضة للحجاب في سوريا في إطار احتفالية دمشق بكونها عاصمة الثقافة العربية لعام 2008.
المسرحية التونسية التي تحمل اسم "خمسون" الرافضة "للحجاب" والتي كتبتها الممثلة جليلة بكار زوجة مخرج المسرحية التونسي الفاضل الجعايبي, تم عرضها (الاثنين) الماضي في دمشق قبل أن تنتقل لتعرض في بيروت تحمل في طياتها العديد من الإساءات للحجاب والرفض له بعبارات صريحة وواضحة.
المخرج يعترف
ولم يتوانى مخرج المسرحية لحظة واحدة في أن يؤكد أنه يرفض الحجاب فعلا، حيث يقول الجعايبي: إن أحد أهم الأسباب التي دفعته للعمل على هذه المسرحية مع زوجته، هو خشيته من أن ترتدي ابنته الحجاب، وأضاف: "لنا بنت عمرها19 سنة بعيدة كل البعد عن أن ترتدي الحجاب، لكن حتى أمل (شخصية رئيسية في المسرحية) كانت بعيدة عن ذلك أيضا، وليس هناك مكان لتهدئة الضمير والقول: إن ابنتي تختلف عن تلك البنت في المسرحية".
وتقوم الفكرة الرئيسية في المسرحية على الربط بين الحجاب والتطرف، حيث إن بطلتها هي البنت أمل، والتي كانت تتصارع مع والديها على ارتداء الحجاب تأثرا بإحدى زميلاتها، التي تقوم بتفجير نفسها في أحد المدارس، تكتشف أمل بعد ذلك أنه من غلاة التطرف والدعوة إلى الأفكار الهدامة، فتقتنع بكلام أبويها وتخلع الحجاب وتصب جم غضبها عليه .
العرض الأول
وتم عرض المسرحية للمرة الأولى في تونس عام 2006, بعد مرور خمسين عاما على استقلالها عام 1956 وأحدثت جدلا واسعا، بعد أن منعت وزارة الثقافة آنذاك عرضها, شهرا ونصف الشهر, فقدمت لأول مرة على مسرح "الاوديون" في باريس, قبل أن تقدم في تونس.
وكان لمخرج المسرحية تصريحات مستفزة أثناء عرضها في المرة الأولى في تونس، قبل عامين، حيث أكد أنه قد آن الأوان لمواجهة تنامي ظاهرة التطرف الديني، عبر منابر الفن بتقليص الرقابة وتوسيع الحريات، وليس باعتماد الأجهزة الأمنية، موضحا أنّ المنطق الأمني والرقابي الذي تستخدمه السلطات ضد معارضيها يزرع بذور التطرف، من بينها التطرف الإسلامي، لذلك ليس هناك حل سحري باستثناء فتح منابر الفن والإعلام بحرية للتصدي لهذا الغول الخطير".
ويتجلى هذا الموقف، الذي يتبناه المخرج بوضوح، من خلال مشهد كاريكاتوري في المسرحية، تظهر فيه مقدمة أخبار في التلفزيون الحكومي التونسي لتنبؤ بتفجير إرهابي بعد ثلاثة أيام كاملة من وقوعه، وتقول: "التحقيقات لا تزال جارية في كنف القانون".
استخدام الفن التونسي في مناهضة الحجاب ليس وليد اللحظة كما يزعم البعض ولكنه قديم جدا فمنذ معرفه تونس للسينما، وهي تناهض الحجاب سواء بشكل مباشر عن طريق بعض التي تدعو لخداعه أو غير مباشر عن طريق عدم إظهار الحجاب في العديد من الأعمال الفنية على الإطلاق، وهو ما يرسخ قاعدة عدم شرعيته لدى المشاهد ولكن هذه الظاهرة، بدأت تتنامى وفقا لما أكدته المخرجة التونسية سلمى بكار، والتي قالت: إنه كان من الصعب جدا قديما أن يتم تصوير أحد المشاهد في عمل فني بالحجاب، ولكن هذا الأمر بدأ ينتشر في العديد من الأعمال الفنية في الآونة الأخيرة .
الصور الفنية
ولم تسلم الصور الفنية الكاريكاتورية من بطش الحملة التي تقودها السلطات التونسية ضد الحجاب أيضا، والتي قامت في بداية العام الحالي بمداهمات لمحلات تبيع الدمية "فلة" بدعوى أنها يمكن أن تشجع الفتيات الصغيرات على ارتداء الحجاب ,كما قام رجال الأمن بمصادرة جميع الأدوات المدرسية التي توجد عليها صورة "فلة"، على غرار الحقائب المدرسية، وحاملات الأقلام، والكراسات التي تحمل على أغلفتها صور "فلة" وهو الأمر الذي جعل عددا من التجار يشتكون من المضايقات، التي يتعرضون لها بسبب توزيع "فلة" أو المنتجات التي عليها تحمل صورتها. وعبّر بعض أصحاب المحلات عن الخسائر المادية التي لحقتهم جراء مصادرة الأدوات المذكورة، لا سيما في ظل إقبال الناس عليها.
ودمية "فلة" المحجبة ابتكرتها شركة "نيو بوي" المسجلة في الإمارات العربية المتحدة في العام 2003، بديلا عن دمية "باربي" التي يعتبرها الشارع العربي رمزا للثقافة الغربية.
وتعتبر تونس من أشد الدول العربية مناهضة للحجاب، حيث تقوم السلطات الحاكمة بشن حملات متنوعة ضد الحجاب، وصلت إلى حد احتجاز المحجبات لساعات طوال داخل مراكز الشرطة؛ لإجبارهن على التوقيع على تعهدات تقضي بعدم قيامهن بارتداء الحجاب مرة أخرى!
حرب مستمرة
وطوال السنوات الماضية لم تنقطع مطاردات النظام التونسي البوليسية للمحجبات على امتداد25عاماً، حيث يتم اعتقالهن من الشوارع ويطلب منهن تعرية الرأس، بل والتوقيع على تعهد بعدم ارتداء الحجاب من جديد.
والعام الماضي كان موعدا لواحدة من أهم حلقات حرب النظام التونسي على الحجاب، حيث ازدادت حملة السلطات ضراوة بعد أن فوجئت بإقبال الكثير من النساء على ارتدائه عابئين بالتهديدات المتوالية، التي تقوم السلطات بإطلاقها لهن بين الحين والآخر مما جعل السلطات تمنع المحجبات من دخول المدارس .
الرئيس التونسي "زين العابدين" قاد بنفسه الحرب على الحجاب داعياً إلى ما أسماه "تكريس الاحتشام وفضيلة الحياء"، ورافضاً الحجاب الذي أسماه "زيّاً طائفياً! وفى الوقت نفسه أكد الناطق باسم الرئاسة التونسية، عبد العزيز بن ضياء، أنّ الحكومة تعارض هذا اللباس بقوة، فيما تتسامح مع ما وصفه باللباس التقليدي التونسي!
وكانت النساء التونسيات قد عدن خلال الآونة الأخيرة وبقوة شديدة لارتداء الحجاب، الذي كان قد أوشك على الاختفاء بعد أن أصدرت السلطات الرسمية في عام 1981م منشوراً قضى باعتبار الحجاب رمزاً طائفياً يجب محاربته ومنعه في المدارس الثانوية والجامعات، مما أدى لزيادة التمييز ضد المحجبات في المدارس والجامعات التونسية بصورة واضحة، وحتى بعد تخرجهن حيث يواجهن صعوبات بالغة في الحصول على وظائف حكومية.
ويعد الإعلام أحد أهم الأسلحة التي تستخدمها السلطات التونسية في حربها المتواصلة على الحجاب، حيث تقوم الصحافة المحلية منذ فترة طويلة بتكريس عدد كبير من صفحاتها للهجوم على هذا الزي الإسلامي الأصيل والدعوة لإنقاذ المرأة منه.


إسلام تايم – صابر عيد

الجمعة، أبريل 25، 2008

حول تحديات تجديد الفكر القومي العربي


المواطنة الديمقراطية وجماعات الهوية والتوافقية
عزمي بشارة

1/1

انتشرت في السنوات الخمس الأخيرة عربيا ظاهرة المجاهرة في تسييس الانتماءات الطائفية والمذهبية والعشائرية وغياب الحرج عند تسييسها كجماعات هوية. ولبنان الذي تسمع من داخله شكاوى من تدخل الدنيا في شؤونه عندما يلزم، وتتمتع وتستمتع نخبه بمثل هذا التدخل عندما يلزم أيضا، يتدخل هو الآخر من حيث يدري ولا يدري في الثقافة السياسية للدول الأخرى عبر إعلامه وإعلامييه وسياسييه وتقليعاته. فهو إضافة لنشره ثقافة حوار سياسي (في زمن السلم الأهلي على الأقل) أرقى مستوى من كل الدول والمجتمعات العربية المحيطة واستعراضه الصحي لبعض الوعي المدني (المواطني إذا صح التعبير) الذي يشمل ثقة فردية بالنفس، بات يستخدم دون حرج ويجاهر بشكل غير مسبوق بمصطلحات الطائفية السياسية التي كان الفرد المتوسط يجهد في إخفائها. وهي تبث عربيا فيستمع الإنسان في فلسطين وغيرها عن “الموقف المسيحي” أو “الالتفاف الشيعي” أو توحيد السنة” خلف قيادة واحدة، وعن “النائب المسيحي” فلان، و”الوزير السني” فلان...تقال بأناقة وهدوء. وهيمنة لبنان في نشر التقليعات تسري كما يبدو أيضا على التصنيفات السياسية و”الموضة” السياسية.
لا شك أن الطائفية والعشائرية موجودتان في حالة كمون في كل بلد عربي تقريبا، ولكن الطائفية السياسية كظاهرة ونظام سياسي قائمة في لبنان فقط، وفي العراق أيضا تفترض الطائفية كفرضية سياسية في فهم بنية العراق السياسية والاجتماعية ويجري تطبيقها كمنهج احتلالي مثل نبوءة تحقق ذاتها. ومن خلال خوض الرأي العام العربي بكثافة في قضايا العراق ولبنان يجري تسويق الطائفية السياسية وثقافة تحويل الروابط الوشائجية إلى هويات سياسية عربيا، فتنتشر مثل عدوى فتاكة.
وتعتبر التجربة العراقية الحالية مشكلة للوعي الطائفي السياسي العربي أكثر من حالة لبنان لأنها كانت دولة يهتدي نظامها بالقومية كإيديولوجية. ولأن حالة لبنان على إيجابياتها وسلبياتها كانت تعتبر استثنائية في الذهن العربي، وتكاد استثنائيته تكون مفروغا منها. ولكن التجربة العراقية أخطر لأنها تشكل هذا الوعي السياسي الطائفي وتنشره مجتمعيا في العراق نفسه، حيث لم تكن الطائفية السياسية منتشرة كوعي سياسي، وتبثه عربيا في دولة كان نظامها يتنبى القومية كإيديولوجية. ورغم كل النفور من دموية التجربة العراقية إلا أن التقسيم الطائفي للمجتمع عدوى تلوث ويصعب التحرر منها بعد الإصابة بها. فبعد أن تكسو غشاواتها العيون تزداد التهابا بعد فركها، ويُرى كل شيء من خلالها ويتلون بلونها. وحتى الحلول المقترحة لتجاوزها تُبَث بلغةٍ، ولكنها تستوعب من قبل المصابين بالعدوى بلغتهم. فيتم تحويل السلم الأهلي مثلا إلى تعايش بين الطوائف، والمساواة إلى محاصصة، وفي أفضل الحالات إلى طائفية توافقية.
والتوافقية تعددية هوية، كما أنها تشكل حماية من الاستبداد، وتحتوي مجموعة آليات رقابة وموازنة. ولكنها ليست ديمقراطية بالمعنى الحديث، اي ليست ديمقراطية ليبرالية قائمة على المواطنة. لأنها تُنصب فوق الأمة وفوق المواطنة جماعات هوية مسيسة، وتفقد المواطنة الفردية معناها في هذه الحالة، كما يفقد التنافس الديمقراطي معناه ويتحول من تنافس برامج شاملة لمجمل مصالح الوطن الى تنافس داخل كل طائفة أو مذهب على من يمثلها في مقابل الطوائف الأخرى عند تقاسم الكعكة الوطنية. وعندما تطرح مواقف تمثل مصالح مفترضة لكل جماعةِ هوية كما تمثلها نخبها، لا ينشأ بينها تنافس أو حوار، بل إما صراع نفوذ أو توافق من نوع المحاصصة، إذ لا توجد أرضية مشتركة للتنافس، فهي لا تمثل مواقف من نفس الموضوع، لكي تتنافس فيما بينها، بل هي تمثل أصلا هويات جزئية مختلفة.
وقد تطور الفكر الديمقراطي، وحتى الليبرالي منه، بحيث بات يعترف بجماعات هوية ذات حقوق جماعية وإدارات ذاتية وغيرها، ويشمل ذلك الطوائف والمذاهب وغيرها. ولكن هذه لا تقوم على مستوى الديمقراطية الأكثرية القائمة على المواطنة، بل على مستوى آخر بعد أن أرسيت المواطنة الفردية وحقوقها كأساس، ويعتبر الحقوق الجماعية مشتقة من حقوق المواطن الفرد أن ينتمي إلى جماعة هوية. وهذه لا تتوافق في عملية حُكمٍ، بل تمُنَحُ من قبل الحُكم ودستوره الديمقراطي كحقوق إدارية جماعية. وهذه حقوق مدنية لا علاقة لها بحسم مسألة السلطة.
مصيبة أن يستنتج ديمقراطيون عرب من التجربة العراقية ضرورة اتباع النظام التوافقي لأن هذه التجربة أثبتب أن ولاء العربي هو أولا للجماعة العضوية المباشرة، ولأنه في أي انتخابات ديمقراطية سوف يقرر أن يصوت بموجب الانتماء وجماعة الهوية. وهذا طبعا لا يؤسس لنظام سياسي حزبي نسبي. كما أنه يحول الأكثرية الى أكثرية طائفية أو مذهبية أو عشائرية أو إلى تحالف جماعات يحرم جماعات أخرى الى الأبد من المشاركة في الحكم. فيحولها في الواقع، أو في تصورها للواقع، أو في كليهما، إلى أقليات مضطهدة.
ولكن التجربة العراقية هي تجربة في دك دولة من الخارج ومواجهة مباشرة بين المحتل الاجنبي والمجتمع العاري من الدولة (ومن حركة تحرر). والمجتمع المجرد او المتجرد من الدولة لا ينتج ديمقراطية ولا مواطنة ولا مجتمعا مدنيا، بل ينتج “حرب الكل ضد الكل”، وجماعات مباشرة أولية عضوية يحتمي بها الأفراد. ولا تثبت هذه التجربة عدم إمكان بناء الديمقراطية على أساس المواطنة، بل يثبت أن الدولة العربية لم تنجز مهمة بناء الأمة الوطنية. وهي لم تنجح في بناء أمة لا على أساس قومية محلية إثنية بديلة للقومية العربية، ولا على أساس المواطنة المشتركة في الدولة.
كما تثبت هذه التجربة أن الاحتلال من الخارج تحت شعار الديمقراطية وفي عملية تصادم مع عملية بناء الأمة لا ينتج ديمقراطية.
والحديث عن فشل الهوية القومية العربية في تشكيل وفاق وطني وضرورة إقصاء الهوية القومية العربية إلى مستوى الهويات الطائفية التوافقية هو من نفس نمط الاستنتاج. فما فَشِلَ وثبت فشله هو إقصاء الهوية العربية من جهة، أو تحويلها إلى إيديولوجية من جهة أخرى، بدل التعامل معها كأساس لبناء الأمة في أول مراحل الاستقلال. وما فشل هو تهميش هذه القومية وتحويلها إلى جماعة هوية.
أين قامت دولة مواطنية دون استنادٍ لقومية كمرتكز لهوية الدولة الحديثة؟ مثل هذه الدول قامت في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا. وهي بحكم تعريفها دول مهاجرين استيطانية. وهم بمعنى ما مهاجرون من قومياتهم إلى خلق هوية جديدة على أساس الانتماء إلى مجتمع المهاجرين كأمة مواطنين. أما النموذج الفرنسي فيعتمد المواطنة نظريا كأساس في بناء الأمة. ولكن التجربة التاريخية تثبت ان هذا النظام يقوم ايضا على تصور، وكل تصور هو مصنوع ومتشكل ومتغير ومتطور، لما تعنيه الهوية الفرنسية. وتعاد بموجب هذا التصور كتابة تاريخ البلاد كتاريخ قومي كما في حالة أي قومية أخرى، بما فيها القوميات المدعى انها “ماهوية” مثل القومية الألمانية والإيطالية والبولندية.
أما الدول الاستيطانية التي تقوم على المواطنة فقط وليس على القومية أو غيرها كأساس للانتماء الى الامة، فقد طورت هي الأخرى هويات وسياسات هوية شبيهة بالقومية من نوع “نمط الحياة الأمريكي” و”الانجلو سكسونية” المدعاة كهوية أمريكية أصيلة مقابل هويات تعتبر دخيلة مثل اللاتينية (الهسبانك) والصينية عند هنتجتون مثلا. ليست القومية العربية “الماهوية” الوحيدة بين القوميات. فألمانيا لا تكون ألمانية وفرنسا لا تكون فرنسية إذا لم يعش فيها أكثرية فرنسية أو المانية. ولكن كلنا يعرف ماذا تعني كلمة أكثرية. وهذه المعرفة لا تكفي ولا تعفي من تعريف او تصور أو شعور أو انتماء لما تعنية كلمة “المانية” أو “فرنسية”. والنقاش دار وما زال دائرا حول هذه التعريفات، وهذا يعني بالطبع ان التعريفات متغيرة ومتبدلة ومتطورة ومتشكلة ومصنوعة إنسانيا، ولكن هذا يعني ضرورة توفر معنى لهذه الكلمات، وهذا المعنى المتخيل مهم إلى درجة أنه مُسَلمٌ به ومتنازع عليه في آن.
ومهما ادعى الفرنسيون والألمان واليابانيون، فإنهم لم يتخلوا عن تصور ل”نحن” متخيلة تكتب بموجبه برامج التدريس وتعاد كتابة التاريخ، وتراجع هذه الكتابة، وتدرس وتمثل بموجبها الملاحم على المسارح وفي المسلسلات التلفزيونية وتنتقد اساطيرها من قبل المؤرخين وهكذا. لا تصح فرنسيةُ فرنسا دون أكثرية فرنسية، ولكنها لا تصح دون ان تكون هذه الأكثرية فرنسية...أين التعريف “الماهوي” من غير “الماهوي” هنا؟
القضية التي تميز العرب هو ليس ماهوية القومية خلافا لعدم ماهويتها (أي تحديد هوية البلد بموجب الأغلبية التي تعيش فيه) عند غيرهم، فلم يتحرر من هذه الماهوية لا جيفرسون ولا بوش ولا تشرتشل ولا مايكل براون ولا ساركوزي.
يكمن الفرق بين العرب وغيرهم في عرقلة عملية بناء الأمة وتحييد دور القومية والتعويض عنها بإيديولوجية قومية، وعدم قيام دولة ديمقراطية.
والتخلي عن القومية العربية القائمة في وجدان الناس وثقافتهم ومتخيلهم واهتماماتهم كانتماء عربي واهتمام بالشأن العربي ارتياحا او تذمرا، هو تخل عن طاقة وحدوية علمانية حداثية من الدرجة الاولى. ولا معنى للنقاش هنا هل فهمنا للقومية العربية ماهوي أم غير ماهوي؟ فكل هوية هي هوية مصنوعة ومتشكلة، وهي ماهوية في مرحلة معينة قبل ان تتغير ويعاد تشكيلها.
السؤالان الأهم هما: أولا، هل يتم تبني القومية كإيديولوجية تقدم حلولا، من نوع العروبة هي الحل على نمط الإسلام هو الحل؟... فهذا هو التوجه الذي فشل، لأنه قام كرد فعل إيديولوجي على واقع التجزئة . القومية العربية هوية حداثية تشمل تسييسا للانتماء الثقافي، وتشكل جماعة متخيلة مثل كل القوميات الحديثة. ولكنها كإيديولوجية تقع في خطر الفكر الشمولي مثل إيديولوجيات قومية أخرى، تحول القومية الى مجرد هوية وتعفي نفسها من تقديم أفكار وبرامج سياسية اقتصادية واجتماعية للدول العربية القائمة. يمكن ان يكون القومي العربي ديمقراطياً أو فاشياً، يسارياً أو يمينياً، ولا تعفيه القومية من اتخاذ موقف في قضايا البلد الاجتماعية والمشاكل التي تشغل المواطنين. وثانيا، هل تفسح القومية المجال بعد تثبيت
قومية الأغلبية في الدولة أن تكون المواطنة أساس العلاقة مع الدولة، اي هل تسمح بالفصل بين الانتماء للقومية والانتماء للدولة. لقد سبق أن تجرأنا على استخدام عبارة الفصل بين القومية والدولة، والدولة/الأمة، على نمط الفصل بين الدين والدولة، كمقدمة ضرورية لقيام دولة المواطنين الديمقراطية. (ذكرنا ذلك قبل أكثر من عشر سنوات وبحثناه بتوسع في كتاب المجتمع المدني- دراسة نقدية، كما لجأنا إلى الفصل بين أمة المواطنين والقومية، واستخدمناه ايضا في نقد الصهيوينة الكولونيالية).
ولكن هذه العبارة وهذه التعريفات ليست ما قبل قومية تساهم في تفتيت المجتمع الى طوائف وعشائر تتصارع وتتوافق، بل هي ما بعد قومية، أي تبنى على مساهمة القومية التاريخية في تثبيت وحدة الأكثرية في الدولة ما يسمح بتعددية مواقف ( وليس هويات) ديمقراطية فعلية داخلها، وتوسع مفهوم الأمة حال قيام الدولة ليشمل كافة المواطنين بغض النظر عن قوميتهم طالما تحقق حق تقرير المصير للقومية.
إن من يتنازل عن القومية العربية بحجة انها هوية أخرى مثل الهوية المذهبية والطائفية وغيرها مدعيا انها يجب أن تفصل عن الدولة مثل الهوية الطائفية والمذهبية والعشائرية، لا يميز حداثية القومية، ولا يرى أنها جماعة يمكن تخيلها بأدوات الحداثة. فهي ليست جماعة هوية مباشرة. وهو بتحييدها يحرم صيرورة التطور من عنصر
أساسي في تشكل الدولة الحديثة ومرحلة مهمة في عملية بناء الأمة وصولا إلى فصل القومية عن الدولة في أمة المواطنين.

الأربعاء، أبريل 23، 2008

إسراء عبدالفتاح .. بطل من ورق !!!



- كل الحكاية أن إسراء أطلقت أولي شرارة الحديث عن الإضراب ويبدو أن إسراء لم تكن تتوقع أصلاً حدوث الإضراب من عدمه فكلماتها البسيطة والتي إنتشرت بسرعة الصاروخ لم تكن بالجدية لتناسب هذا الحجم من التغطية التي لاقاها إضراب الرابع من إبريل ولاقت هوي الكثيرين من الشباب المتحمس للإضراب في محاولة للتنفيس والخروج عن الصمت الذي غيم علي عقول الشعب المطحون غير أن الكثيرين أعتبروا إسراء بطلة وقائدة وزعيمة تاريخية وهناك مبالغات تدعو للسخرية في هذا السياق لدرجة أن البعض شبهها بغاندي وبعد توارد الأنباء عن إعتقال إسراء بدأ الجميع يقتفي أثر الأخبار التي تتعلق بإسراء ومن الطريف أن تجد أحدهم مثلاً يعلن في خبر عاجل (إعتقال إسراء عبدالفتاح ) وآخر يعلق (كلنا معك ياإسراء) بل أن المبالغة قد تكون غير مقبولة في خبر كهذا مثلاً (أتجدد حبس أسراء 15 يوم وحولوها لسجن المرج ،،، حنعمل اية لأسراء البنت المصرية الجميلة الجدعة ،، البنت المصرية اللي لمتنا كلنا حواليها ودفعت التمن ، اسراء اللي كلنا فخورين بمصريتها ،، لازم نتحرك ) هؤلاء للأسف ظلموا إسراء بأن رفعهوها فوق السحاب وكانت النتيجة في نفخ صورتها أن زج بها في السجون , فهي لم تدفع ضريبة الدعوة إلي الإضراب بالعكس ولكنها دفعت ضريبة من رفعها لعنان السماء وكأنها البطل المنتظر وكأنها البطل الذي سينقذ مصر وشعب مصر ويحرر المصريين من قهر النظام الذي يتحكم فيهم ويفرض سطوته عليهم أختزلوا الإضراب وجعلوا محوره ( إسراء عبد الفتاح ) ونسوا ما حدث في المحلة وغيرها ونسوا أصلاً أهداف الإضراب وأسبابه ونتائجه وهل كان مجدياً من عدمه وماالدروس المستفادة وكيف يمكن التحركة بطريقة أكثر إيجابية
- لقد صدرت أحكام عسكرية في حق مجموعة من شرفاء مصرممن ضحوا وقدموا الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن ولو تجمع الإهتمام الإعلامي بهذه المجموعة في بوتقة واحدة لتفوق عليهم الإهتمام الإعلامي بإسراء عبدالفتاح مع الفارق الكبير في المقارنة
فماذا يا تري قدمت إسراء لمصر ؟! هل دعت إلي الإضراب فقط ؟!

الثلاثاء، أبريل 22، 2008

سيناريو الفتنه بقلم الأستاذ فهمى هويدى


سيناريو الفتنه بقلم الأستاذ فهمى هويدى

22 / 04 / 2008
سيناريو الفتنة بلغ ذروته في الأسبوع الماضي، حين فوجئنا بتجليات للدس والتحريض على المقاومة الفلسطينية غير مسبوقة في الخطاب الإعلامي العربي.
صباح يوم 14 أبريل/ نيسان الحالي، كان من بين العناوين الرئيسية لإحدى صحف الصباح المصرية عنوان يقول: فتوى فلسطينية تبيح قتل الجنود المصريين. وتحت العنوان خبر نصه كما يلي: في تطاول جديد على مصر وشعبها وحدودها، وبما يعد جريمة لا يمكن السكوت عليها، أفتى الشيخ عبدالحميد الكلاب أحد قيادات حماس بإباحة قتل الجنود المصريين في حالة تعرضهم للفلسطينين. وجاءت فتوى الكلاب في خطبة الجمعة الماضية (التي ألقاها) بمسجد عباد الرحمن في خان يونس بقطاع غزة. في إطار عملية دائمة من الشحن المعنوي تقوم بها حماس لتهيئة الغزاويين لإعادة اقتحام الحدود (مع مصر) على غرار ما جرى في شهر يناير الماضي.
النشر أحدث صداه الطبيعي في بعض وسائل الإعلام المصرية، تراوح بين تعليقات لبعض الكتاب صبت اللعنات على الشيخ الكلاب وعلى حماس التي ينتمي إليها، وبين فتاوى لم تقصر في تسفيه الرجل واتهامه بقلة العقل والدين، وإذا كان ذلك قد حدث من جانب بعض أهل الرأي والعلم، فلك أن تتصور صدى الرسالة لدى المواطن العادي، وكيف يمكن أن تسمم مشاعره وتملأه نفورا وبغضا.
بعد ثلاثة أيام في 17 – 4 نشرت صحيفة أخرى على صفحتها الأولى العنوان التالي: إمام مسجد خان يونس: اتهامي بإباحة قتل الجنود المصريين كذب وافتراء، وفي الخبر المنشور تحت العنوان كلام على لسان الشيخ عبدالحميد الكلاب، الذي يعمل مدرسا للتربية الدينية، قال فيه إنه ليس من أهل الإفتاء وإنه لم يذكر في خطبته أي شيء له علاقة بالجنود المصريين في خطبة الجمعة التي زعموا أنه تعرض خلالها للموضوع. ولم ينطق بشيء مما نسب إليه، وإن كل ما قيل في هذا الصدد كذب وافتراء للنيل من العلاقة الحميمة مع مصر الشقيقة. أضاف الرجل، أنه لا يستطيع أن يتجرأ على إطلاق كلام من هذا القبيل، ولا يجوز لأي مسلم أن يفتي بها أو أن يفكر في قتل أخيه المسلم. وقال إننا ندرك جيدا أن أعداءنا هم “الإسرائيليون”، أما المصريون فهم أشقاؤنا وسندنا الذي نتطلع إليه ونعتمد عليه. وفي نهاية كلامه تحدى الشيخ الكلاب وسائل الإعلام التي روجت لشائعة الفتوى أن تبرز شريطا يبرهن على صحة ادعائها، أو أن تذكر المصدر الذي اعتمدت عليه في دس هذا الكلام على لسانه، وطالبها بأن تتحرى الدقة في ما تبثه من أخبار، حتى لا تقع في مثل هذه الخطيئة المشينة، التي تقدم خدمة جليلة للعدو الصهيوني.
صباح يوم 15 - 4 حدث ما هو أنكى وأغرب. فقد نشرت إحدى صحف الصباح تفاصيل ما اسمته “خطة حماس لاقتحام الحدود المصرية” من غزة. وتضمنت الخطة حسب الكلام المنشور مرحلة أولى تمثلت في قصف المواقع المصرية بقذائف الهاون، بعد أن قامت حركة حماس بتوزيع قذائف هاون عيار ستين، ونشرت ميليشيات تابعة لها على الحدود. البند الثاني في الخطة المزعومة يقضي بإطلاق نيران الرشاشات على الجنود المصريين، بعدما أصدرت حماس فتوى تبيح قتل هؤلاء الجنود (لاحظ أن الكلام هذه المرة منسوب إلى حماس وليس إلى أحد خطباء الجمعة). البند الثالث في الخطة يتمثل في القيام بعملية التفاف خلف التحصينات المصرية عبر الأنفاق، بالإضافة إلى تفجير بعض هذه التحصينات عبر تلغيم الأنفاق، ويترافق ذلك مع تفجير الجدار الحدودي لمنع مصر من صد مجموعات من أهالي غزة تعتزم حماس الدفع بهم لاجتياز الحدود، اضاف التقرير المنشور انه في الوقت ذاته قامت حماس بتجهيز وزراعة ما يقرب من أربعة كيلومترات من الحدود مع مصر بالمتفجرات، على مسافات متفاوتة، لإحداث ثغرة في الجدار الحدودي، في المنطقة الواقعة بين نقطتي تل زعرب غربا وحتى منطقة البرازيل وحي السلام شرقا.
في نهاية التقرير إشارة إلى أن تنفيذ الخطة مرهون بموافقة بعض الدول العربية (المقصود سوريا) والإقليمية (إيران)، وأن هناك اتصالات تمت بين حماس والإخوان المسلمين في مصر لإطلاق حملة سياسية وإعلامية وتنظيم مسيرات ومؤتمرات في البلد، لإحراج الحكومة المصرية، ومنعها من صد هجوم حماس على القوات المصرية(!)
حين طالعت التقرير الذي أبرز على الصفحة الأولى في ذلك الصباح، لم أصدق ما وقعت عليه عيناي لأول وهلة، فأعدت قراءته مرة ثانية وثالثة. وفي كل مرة كنت أزداد حيرة ودهشة، حتى رن جرس الهاتف إلى جانبي، وكان المتحدث هو خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي بادرني بالسؤال هل صحيح ما تناقلته بعض الوكالات بخصوص كلام نشر في مصر عن خطة لحماس تستهدف قصف المواقع على الحدود ونسف الجدار وتلغيم الأنفاق؟. ولما رددت عليه بالإيجاب، قال بانفعال: أعوذ بالله. هذا كثير يا جماعة. والصحافة “الإسرائيلية” على فجورها لم تجرؤ على أن تختلق علينا أكاذيب من هذا القبيل. ليس لأنهم شرفاء ولكن لأنهم يعرفون كيف ينسجون الأكاذيب، ويميزون بين المعقول وغير المعقول فيها.
في اليوم التالي تناقلت وكالات الأنباء بيانا صدر في غزة باسم اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة تجاهل التقرير، وتحدث عن العلاقة الأخوية والاستراتيجية مع مصر، وأشاد بدورها من أجل القضية الفلسطينية وفي مواجهة المخططات “الإسرائيلية” الهادفة إلى تصفية القضية. وقال إن ما يعترض العلاقات على مصر يظل خلافاً داخل الأسرة الواحدة والبيت الواحد، يمكن احتواؤه، ولا يمكن أن يؤثر في عمق العلاقة أو وحدة الهدف والمصير الذي يربط بين الشعبين الشقيقين. وعبّر هنية عن أمله في أن تستثمر مصر مكانتها لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من خلال رفع الحصار وفتح المعابر وإنهاء الإجراءات التعسفية التي فرضتها “إسرائيل” لإذلال الفلسطينيين وكسر إرادتهم.
بين يدي خمس مقالات نشرت في الأسبوع الماضي لكتاب بعضهم محترمون تبنت فكرتين أساسيتين، الأولى أن حماس هي المسؤولة عن حصار غزة (أحدهم قال إنها حرقت القطاع). والفكرة الثانية أن الفلسطينيين ضيعوا فرص التسوية السلمية التي أتيحت لهم (أحدهم قال إنه رغم كل العنف والظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني، فإنه أتيحت له من الفرص والمساعدات ما لم يتح لشعوب أخرى في العالم). ولعلك تلاحظ معي أن الفكرتين تبرئان “إسرائيل” بصورة غير مباشرة. وتشيران بأصابع الاتهام إلى الفلسطينيين، فهم الذين تسببوا في الحصار وهم الذين ضيعوا الفرص الذهبية التي أتيحت لهم، ولم تتح لغيرهم من شعوب الأرض!
لا أعرف إن كان نشر هذه التعليقات بشكل متتابع على مدار الأسبوع مقصوداً أم لا، لكنني أعرف أن الفكرتين فاسدتان، وتسوقان لبضاعة مغشوشة. ذلك أن أي متابع للشأن الفلسطيني، إذا لم تكن ذاكرته قد محيت، يدرك أن الرئيس السابق ياسر عرفات حين حاصرته “إسرائيل” ثم قامت بتسميمه وقتله وهو في محبسه، لم يكن حمساويا ولا جهاديا، وإنما كان السبب الرئيس لحصاره وقتله أنه رفض الاستجابة للإملاءات “الإسرائيلية”، من ثم فإن أي تحليل نزيه للمشهد لا ينبغي له أن يتجاهل هذه الحقيقة التي تدل على أن الموقف المقاوم هو جوهر الموضوع. وإن “إسرائيل” في محاولتها القضاء على هذا الموقف من جانب أي طرف فلسطيني لا تتردد في استخدام مختلف أساليب القمع والسحق، والحصار والقتل في مقدمتها.
حكاية الفرص التي ضيعها الفلسطينيون أكذوبة أطلقها “الإسرائيليون” في عام ،2000 حين كان باراك رئيسا للوزراء وقيل وقتذاك إنه قدم إلى أبوعمار حين التقاه في كامب ديفيد برعاية من الرئيس كلينتون عرضا يعيد إليه 98% من أراضي الضفة الغربية لكنه رفض وضيّع الفرصة التي كانت بين يديه. وقد دأبت بعض الكتابات “الإسرائيلية” على الترويج لهذه الأكذوبة، التي انطلت على بعض العرب للأسف، فتلقفوها ورددوها بحسن نية أو بسوئها.
شاء ربك أن يصدر بالتزامن مع تلك الكتابات تكذيب قوي للفكرة، في مقالة نشرتها مجلة “لندن ريفيو اوف بوكس” (عدد 10 - 4) للباحث الأمريكي اليهودي هنري سيجمان الذي يعمل الآن مستشارا للشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية. عرض الكاتب في مقالته كتابين صدرا مؤخرا في “إسرائيل” لثلاثة من الباحثين المهمين، أولهما كتاب “إمبراطورية الصدفة”، لمؤلفه جيرشوم جورنبرج، والثاني عنوانه “أسياد البلاد”، ومؤلفاه هما ايديف روزنتال وعكيف الدار والكتابان يؤكدان أنه لم يحدث على الإطلاق منذ عام 67 وحتى الآن أن فكرت أي حكومة “إسرائيلية” في أن تقوم إلى جوارها دولة فلسطينية في الضفة وغزة. وفي رأي المؤلفين ان تمدد المستوطنات في الضفة لم يكن اعتباطيا. ولكنه مخطط ومقصود به أمران: أولهما استحالة قيام أي كيان فلسطيني في الضفة، وثانيهما أن يصبح نهر الأردن هو الحدود الطبيعية لدولة “إسرائيل”. ورغم أن ذلك هو الموقف الحقيقي للحكومات “الإسرائيلية” المتعاقبة، إلا أنها لم تمانع في الكلام حول الدولة الفلسطينية لعدة سنوات، في الوقت الذي تصادر فيه إمكانية قيام تلك الدولة على الأرض، وهذه هي حدود الفرص التي يلام الفلسطينيون على تضييعها.

تداعيات الإضراب في فرض قيود علي الإنترنت !!

بلسم الجراح

بعد إضراب إبريل الشهير والذي أدت تداعياته إلي تنامي أزمة داخلية داخل الشارع المصري والذي بدأت الدعوات إليه في البداية عبر فضاء الإنترنت وأنطلقت أولي الدعوات الداعية إلي الإضراب من خلال موقع الفيس بوك الشهير وسرعان ما أنتشر الخبر في المنتديات والمدونات وقد كان اليوم السابق للإضراب حديث الشارع المصري بجميع فئاته علي الإطلاق وهذا ما لم يحدث في مصر منذ عهد السادات أي منذ مظاهرات عام 1977 أما الرسالة هذه المرة فقد كانت مختلفة المذاق من ناحية الشكل والمضمون فعهد السادات لم يكن الحال كما هو عليه حالنا الآن من إنتشار للمعلومات بسرعة وللأخبار ووجود وسائل متقدمة كرسائل المحمول والرسائل الإلكترونية والتي إنتشرت في فترة وجيزة جداً عبر مواقع الإنترنت , غير أن تحليل هذه الأحداث وأفضلية المقارنة فيها مع سابقتها يعود إلي المناخ الذي تواجد فيه الشارع المصري من حيث السبات العميق والتراخي واللامبالاه الشديدة في التعاطي مع كافة المتغيرات القائمة علي كفاية المستويات سواء كان ذلك فيما يتعلق بالأحوال السياسية التي تمر بها البلاد أو حتي فيما يتعلق بالأوضاع الإقتصادية القائمة وفجأة يظهر الناس تفاعلاً كبيراً مع الإضراب وجموع الشعب المصري كانت في حالة ترقب شديد والتوقعات كانت متباينة وغير محسبوية أيضاً وهذا إن دل علي شئ فإنما يدل علي أن الشعب المصري قد دخل في بداية مرحلة جديدة من التفاعل مع قضايا المجتمع وأنتهت إذا مرحلة اللامبالاة والتي كانت سائدة من قبل وفيما يتعلق في نجاح الإنترنت من حيث تكوين فكرة الإضراب وجعلها تنتشر بهذه السرعة فلأمر لن يمر بسهولة بعد الآن من قبل النظام الحاكم في مصر وسيتم تصنيف هذه القضية بإعتبارها قضية أمن قومي من الطراز الأول وبالتالي فإن القوانين والضوابط التي تتناول هذه المعطيات ستكون في مرحلة من التفعيل بحيث ستكون كل الخيارات مطروحة في هذا الشأن وعلي رأسها فرض قيود علي الإنترنت وعلي أنشطة الشركات التي تقدم خدمات الإنترنت في مصر , وأتذكر هنا ما حدث في عام 2003 عندما نشط جهاز مباحث أمن الدولة في فرض سطوته علي الشركات الموفرة لخدمة الإنترنت وكذلك مقاهي الإنترنت في مصر غير أن البعض لا يراهن علي مثل هذه التغيرات بإعتبار إستحالة التحكم في هذا الفضاء المتطور جداً يوماً بعد يوم والأمر إذا ما بلغ حالته القصوي فإن لن يتعدي في إمكانية حجب بعض مواقع الإنترنت وحتي في هذه الحالة فالبدائل متوفرة والخيارات متاحة لإستخدام وسائل بديلة وعلي كل فالأهم هنا بصرف النظر عن ماهية التطورات وإحتماليتها ولكني انظر إلي أهمية التطور الإيجابي في المجتمع المصري من حيث التفاعل الإيجابي مع قضاياه ومشكلاته ذات الأهمية وهذا ما كنا نفتقده كثيراً في الأقات السابقة

الاثنين، أبريل 21، 2008

الحقد الصليبي الدفين

هؤلاء هم الصليبيون الجدد ..


when i posted at this forum[www.politicalforum.com] for the first time i thought they have respected mentality but i discovered the contrary among them , they hate us so much and hate ( Islam ) even they hope to get new crusades someone posted this /// I think it is time to stop treating this religion as a religion, and call it was it really is, a political cult. It makes no difference between government and religion when it comes to laws or governance. I don't see any reason why it can't be banned. Anyone who wants to follow this "religion" should be encouraged to do so, in any Muslim country of their choice. Let's deport the ones we have, because if you ask me, they are all a threat to national security. When was the last time you saw Muslim Americans protesting in throngs in the streets about 9/11? About any act of terror? When have you ever seen any marching in the streets in support of our troops? Never.So isn't it about time that we make a serious effort to effect a war not just on terrorism, but the root of terrorism, which is Islamanother one said // Yes - you are absolutely right. Islam is the root of all terrorism

رائحة سبتمبر بقلم الدكتور عمرو الشوبكى



في سبتمبر عام ١٩٨١، قرر الرئيس السادات اعتقال معظم قادة المعارضة المصرية، وبعدها بشهر، وتحديدا في ٦ أكتوبر، اغتيل الرئيس، وربط كثيرون بين الاعتقالات العشوائية التي استهدفت «الجميع»، وبين ما عُرف بحادث المنصة، وهو الأمر الذي دفع خلفه الرئيس مبارك إلي الإفراج التدريجي عن كل المعتقلين السياسيين في بادرة تصالح وانفتاح. والمؤكد أنه بعد حوالي ٢٧ عاما علي تلك الأحداث الأليمة، عادت مصر لتشهد أجواء شبيهة بالتي رأيناها في سبتمبر ١٩٨١، ليس من زاوية استهداف القوي والأحزاب السياسية، لأنها في الحقيقة لم تعد موجودة، إنما في التقدير الخاطئ للأخطار المحيطة بالبلاد، وبسط يد الأمن لتطال توليفة من البشر والسياسيين لم يشكل أي منهم خطرًا حقيقيا، ولم يكن لأي منهم علاقة بأحداث المحلة السابقة والمقبلة. والحقيقة أن هذه الطريقة شبيهة بتلك التي استخدمها الرئيس السادات في نهاية حكمه، حين تسرع واعتقل رموزًا سياسية متعددة المشارب الفكرية والسياسية، لم تكن لهم علاقة بالخطر الحقيقي الذي كان يهدده في ذلك الوقت، وهو جماعات العنف الجهادية.. والآن وبعد أن غابت الأحزاب، وانتصرت الدولة علي جماعات العنف، صار الخطر هو غياب السياسة وليس من تبقي من السياسيين، ولم يعد الخطر في رسائل الإنترنت التي تدعو لإضراب افتراضي، إنما في هشاشة وضعف السلطة التي تهتز من مثل هذه النداءات، وأيضا من حجم العنف العشوائي الذي شهدته مدينة المحلة، بصورة لم تدفع مسؤولا واحدا إلي البحث في أسبابه الحقيقية، بعيدا عن لغة التخوين والتجريح، واسترجاع قاموس الاتهامات الذي راج في سبتمبر ١٩٨١.وجاءت الأحكام العسكرية القاسية علي ٢٥ من قيادات الإخوان المسلمين، لتلقي بظلال قوية علي مخاطر هذا المنحي الاستئصالي تجاه الجماعة، خاصة أن النظام الذي يواجهها لا يحمل أي مشروع أو رؤية تدعم رغبته في احتكار السلطة، علي عكس ما جري في عصر الوفد في الأربعينيات، وعهدي عبدالناصر والسادات، حين كانت السياسة حاضرة بجوار الإجراءات الأمنية. وأغُلق باب العمل السياسي المنظم بالكامل عقب احتكار جناح في الحزب الحاكم المجال السياسي، وسيطر بـ«عبقرية» علي مجلس الشوري والمجالس المحلية، في انتخابات غاب عنها الناخبون،وبدت أزمته الحقيقية أنه يواجه الجميع متسلحًا فقط ببطش الأجهزة الأمنية، فلا هو يمتلك ليبرالية الوفد، ولا زعامة عبدالناصر، أو مهارة السادات، ولم يقدم مشروعا للتنوير والعقلانية كما جري قبل الثورة، ولا عدالة اجتماعية وتحررًا وطنيا كما حدث مع الثورة، ولا وعد بالرخاء الاقتصادي كما فعل الرئيس السادات. ومع ذلك وقعت النظم السابقة في أخطاء كثيرة، ودفع قادتها ثمنا باهظا وفوريا لها، كما حدث مع الرئيس عبدالناصر عقب هزيمة ١٩٦٧، ودفع الرئيس السادات ثمنا سريعا لقراره الانفعالي باعتقالات ٥ سبتمبر. أما الرئيس مبارك، فالمؤكد أنه لم يتخذ أي قرار انفعالي، بل إن اتخاذ أي قرار من الأصل يحتاج أشهرًا وربما سنوات، وهذا ما جعل التدهور في مصر أشبه بـ«الزحليقة» التي يستعملها الأطفال، فالتدهور كان بطيئا، ونزلنا بشكل متدرج حتي فوجئنا بأننا وصلنا إلي القاع، وصار من الصعب إصلاح أي شيء، بعد أن اعتبر الجناح المسيطر أن ما يقوم به إصلاح،وأنه لتعميق الإصلاح يجب أن تزّور الانتخابات، ويحوّل المدنيؤن إلي محاكمات عسكرية، ويروع الأبرياء في المحلة وباقي المدن المصرية، حتي يقبلوا الغلاء والفقر وانهيار الخدمات، وهم منكسرون مطأطئو الرؤوس. وتصبح اللحظة التي لا يصاحب فيها القمع والاعتقال أي إنجاز سياسي أو اقتصادي، هي مرحلة الخطر، فإذا كانت هناك إنجازات اجتماعية حققها عبدالناصر، غفرت لدي الكثيرين تجاوزات أجهزته الأمنية، فإن هؤلاء لم يعودوا موجودين حاليا، لأنه ليس هناك شيء يساعدهم علي تحمل مشاعر القهر والتهميش وعدم العدالة. ويبدو أن مكمن الخطر هو في تلك اللحظة الفارقة، التي لا يشعر فيها المواطن أن هناك شيئًا ما يجعله يتحمل أخطاء السلطة، لأنها تنجز في بعض المجالات، فمصر عبدالناصر تحررت من الاستعمار وأسست النظام الجمهوري، ومصر السادات وقعت اتفاقية سلام واعتبرها قطاع واسع من الشعب المصري أنها ستخلصه من ويلات الحروب، وستؤسس لنظام اجتماعي جديد يحمل الديمقراطية والرخاء، أما الآن فيشعر المصريون بالسخط والحنق من سوء الأوضاع القائمة، ولم يجدوا شيئا يعوضهم، لا في كبريائهم الوطني والقومي ولا في إنجاز اقتصادي أو اكتشاف علمي، أو حتي كلمة طيبة من مسؤول يربت علي أكتافهم وقت الشدة، إنما قسوة وامتهان يوميا لكرامتهم، وفوضي ومعارك حربية علي الطرقات وفي الشوارع، جعلت الناجين هم فقط أصحاب المواكب الخاصة وليس حتي أصحاب السيارات الخاصة، كما كان في السابق. رائحة الخطر تزكم الأنوف، حين يكون هناك عجز كامل عن وضع اليد علي مواطن الخلل وأماكن الفشل، حتي لو تعثرت روشتة النجاح، فالشعب المصري علي استعداد لأن يغفر الاجتهاد الخطأ ويكتب له أجر واحد، ولكنه في الحقيقة ليس علي استعداد لأن يتحمل الإصرار علي الخطأ وعمي الألوان وعدم الإحساس بأن الانهيار يلتهم كل يوم أرضًا جديدة، فالغلاء لم يعد يمس فقط سلعًا اعتبرت كمالية، إنما صار يمس المأكل والمشرب، أي رغيف الخبز ومياة الشرب في بلد النيل. رائحة الخطر تحاصر الجميع ،حين تتحول أزماتنا نتيجة سوء الإدارة والتسيب إلي معضلة مستعصية علي الحل، وحين يكون الفشل في امتلاك رؤية سياسية واحدة نفهم بها طبيعة المشكلات التي تعاني منها مصر، وحين يتحول المسؤولون إلي موظفين محدودي الكفاءة معدومي الخيال، ويعترفون بفخر بأنهم سكرتارية للسيد الرئيس.رائحة الخطر لن تزول، حين نتصور أن تغيير حكومة فاشلة مثل حكومة نظيف هو الحل، فالمطلوب هو تغيير السياسات الفاشلة والمسؤولين عن ترك البلاد أسيرة للنهب والفساد وعدم المحاسبة، فالمطلوب ليس تغيير حكومة، إنما تغيير السياسات التي جلبت هذه الحكومة، وهذا لن يتم إلا إذا بحثنا جميعا في كيفية انتقال السلطة بعد أن طالت في مواقعها، ومن حق المصريين أن يفكروا في بدائل عاقلة تُبقي علي النظام ومؤسسات الدولة وتغير الحكم قبل، أن تذهب البلاد نحو فوضي غير خلاقة.

بلعوطيا بلاعط بلاعيط


قدم "أفلاطون" للبشرية يوتوبيا (مدينته الفاضلة) واليوم تقدم لنا أحوالنا السياسية المغلقة والمقفولة "قفله طين" مدينة السياسة العربية الفاضلة "بلعوطيا" ساحةً للإبداع، وملتقى دائمًا لكل صاحب فكر بلعوطي حر، متعاهدين ألا نلقي أقلامنا أو أن نبلع ألسنتا ما دامت بلعوطيا شامخةً عامرةً، أو أن نموت على أسوارها الشاهقة الشائكة من شدة الضحك والبلعطة!!
-1-
يا منْ فِي الظلماتِ تخبَّـطْ
تسمُـو بالأفكـارِ وتهبـطْ
تعلُو فِي الأحزابِ وتسقـطْ
أقبلْ هيَّـا.. قُمْ وتَبَلْعَـطْ
فلديْهـا أوَّلُ دُستُــورْ
منقوشٌ بحروفِ النّــُورْ
بالدواوين.. وبالقوانينْ
تحمِي العدلَ، تقيمُ الديـنْ
يا منْ فِي الظلماتِ تخبَّـطْ
أقبلْ هيَّـا.. قُمْ وتَبَلْعَـطْ
-2-
بَلْعُوطْيَـا عاشتْ بَلْعُوطْيَا
بَلْعُوطْيَـــا أرضُ الثُّوَّارْ
ساحـةُ فكـرٍ للأحــرارْ
تُفْدَى بدمــاءٍ وبنــارْ
بَلْعُوطْيَـا عاشتْ بَلْعُوطْيَا
***
"بلعوطُ الأوَّلُ" هندسَهَـا
بالعدلِ المطلقِ أسَّسَهَــا
***
بلعوطُ الثاني" قدْ أذْعَنْ
لقرارِ المحكمـةِ العُلْيَــا
ولفتوَى منْ دارِ الفُتْيَــا:
(منْ خالفَ وَالِي بلعوطيا؛
فلْيُحْرَمْ منْ هذِي الدنيـا)
بلعوطُ الثالثُ بَلْعَطَهَـــا
وبِجُثَثٍ شَتَّى بلَّطَهَــــا
***
" بلعوطُ السابعُ " قدْ كـانْ
أشجعَ رجـلٍ فِي الميـدانْ
قـادَ الشعبَ معَ الفرسـانْ
وبفخرٍ صَـدَّ العــدوانْ
قدْ سقطتْ بعضُ البلـدانْ
وخسِرْنَـا بعضَ الشجعانْ
ورَهنَّـا أكـلَ الجوْعـانْ
لكنْ يبْقَى فِـي الحُسبـانْ
أنَّ البغْـي معَ الطغيــانْ
يَسْتَهْدِفُ رأسَ السلطــانْ
أكرمْ .. أنعمْ.. بالتخطيطْ
لمْ نفقدْ حُكْـمَ البلاعيــطْ
-3-
فِي بلعوطيَـا خيرُ شِعَـارْ
"نحنُ نُشجِّعُ الاستثمــارْ
لا رجعةَ فِي أيّ قـرارْ"
خيراتٌ هِيَ كالأنهـــارْ
وشفافيــةٌ.. لاأسـرارْ
أهـلُ البلـدةِ والــزُّوَّارْ
أهلُ الصنعةِ والتجَّـــارْ
كلٌّ يهْبُــرُ بالقِنْطَــارْ
بالبليـون.. وبالمليــارْ
دونَ ضمـانٍ أوْ إخطـارْ
يجلسُ، يَهْربُ حيثُ اختارْ
لا رجعةَ فِي أيِّ قــرارْ
نحنُ نشجع الاستثمـــارْ
رزقُ البلدةِ أيًّــا كــانْ
ذهبٌ، زرعٌ ، أوْ حيوانْ
يُحفظُ فِي أَأْمَـنِ خــزَّانْ
فِي كرشِ الوالِي بلعــوطْ
-4-
الفـنُّ حيــاةٌ بِخِــلاَفْ
فِكْـرِ السِّفْلَـةِ والأجْلافْ
فلدينَـا هدفُ الأهــدافْ
أنْ نُعْلِـىَ شأنَ الإسْفَـافْ
للفـنِّ بريـقٌ وهَّـــاجْ
صِنْـوُ اللـذَّةِ والإبْهـاجْ
فالرقـصُ وهـزُّ الأردافْ
علـمٌ يدْفَـعُ بالإنتـــاجْ
يسمُـو يعلُـو بالإنسـانْ
فالراقـصُ مِنَّــا فنَّـانْ
والعاهـرُ أيضًــا فنَّـانْ
وجميعُ رجـالِ الإتـلافْ
في بلعوطيـــا بالآلافْ
فَاخْبُصْ، والْبُصْ يالَعْبُوطْ
وارْتَعْ فِي ظِـلِّ البلعـوطْ
-5-
دُسْتُـورُ الوالِـي بلعـوطْ
منْ فجرِ الدنيَـا مخْطُـوطْ
يحْمِيهَـا منْ أيِّ سُقُــوطْ
***
أوَّلُ بَنْـدٍ في المخطـوطْ
أنْ يَبْقَى الوالِي مَحْطُـوطْ
فوقَ الهـرمِ أوْ المخرُوطْ
لايمضِـي إلاَّ بِحَنُــوطْ
***
والثانِي رُكْـنُ الأركـانْ:
قدْ أضْحَى أمْـنُ الأوْطانْ
هُـوَ أمْـنُ الوالِي بلعوطْ
لاتَحْكُمُـهُ أيُّ شُــرُوطْ
يَسْبِـقُ دَوْمًا أيَّ خُطُوطْ
لا يَغْفَـلُ عنْ أيِّ خيـوطْ
***
أمَّـا البنْـدُ الثالثُ كـانْ:
شـأنُ الفتْوَى والأديــانْ
أسْنَـدَهُ الوالِـى بلعــوطْ
للفَـذِّ المُلْهَـمِ" زَعْبُـوط "
يَلْبَـسُ زَعْبُوطَ الإفتَــاءْ
ويقولُ بصوتٍ مَمْطُـوطْ :
مَضْبُوطٌ قَوْلُكَ.. مَضْبُوطْ
قـدْ وَافَـقَ كُـلَّ الأديانْ
شرعةَ مُوسَى، شرعةَ لُوطْ
حَقُّـكَ وَالِينَــا مَغْمُـوطْ
وكـلامُ الصِّبْيَـةِ مَغْلُـوطْ
***
البنْـدُ الرابِـعُ مشْـروطْ:
منْ أَعْطَى البيعةَ بلعـوطْ؛
إنْ شاهـدَ سَفَهًـا وهبوطْ
أوْ مَالَ "الخَزْنَةِ" مَلْهُـوطْ
أوْ عِقْـدَ الأُمَّـةِ مَفْـرُوطْ
فَلْيَحْيَ مِـنْ غَيْـرِ قُنُـوطْ
فَهُنَالِكَ حِكْمَــةُ بلعوطْ
***
البنْدُ الخامـسُ مشهـورْ:
منْ عارضَ هَذَا الدستُـورْ
وأذاعَ الفِتْنَـةَ والـزُّورْ ؛
فاسمـعْ يَا هَذَا المأْجُـورْ:
للحبسِ سَتَمْضِي مَرْبُـوطْ
وسَتَقْضِـي لَيْلَكَ "مَعْبُوطْ"
ودِمَاغُـكَ ذاكَ المَخْلُـوطْ
بنعـالِ الوالِـي مخبُـوطْ
***
آخـرُ بنْدٍ فِي المخطُـوطْ
وعمـادُ ولايـةِ بلعـوطْ:
شَعْبٌ مَبْسُوطٌ.. مَبْسُـوطْ
دومًـا مَبْسُوطٌ.. مَبْسُـوطْ
حقًّا مَبْسُوطٌ... مَبْسُــوطْ
***
للشاعر/ جمال عبد الغفار

أهرام مصر إلي أين !!!!!


كانت صحيفة الأهرام هي مفضلتي من بين عشرات الصحف التي تصدر في مصر , فمنها كنت أستاق مصادر معلوماتي وثقافتي وعلي ضوئها تعلمت من روادها ونهلت من ثقافتهم وفكرهم وإبداعهم وقد سطعت كثير من الأقلام في هذا المنبر الضخم , ولعلي كنت أنتظر مقالات الأستاذ فهمي هويدي وإبداعه وتحليله ونقده وفكره المميز .. من أسبوع لآخر وآخرين علي شاكلته كالأستاذ سلامة أحمد سلامة , ورجب البنا وكم استمتعت بحوارات نجيب محفوظ والتي كان يكتبها محمد سلماوي رئيس إتحاد الكتاب .وقد كان للأهرام خطاً أصيلاً لم تحد عنه منذ فترة طويلة حتي في ظل أشد الظروف إحتقاناً كان هناك إمتزاجاً منسقاً بين الهجوم علي المعارضة والوقوف في صف النظام والحياد والإعتدال في النقد للأمور الطارئة خاصة علي الساحة السياسية ..إلا أن إنسلاخ الاهرام عن هذا النهج الفريد جعلها تفقد المصداقية لدي قرائها ومتابعيها ,فمنذ أن تولي أسامة سرايا مسؤولية التحرير حتي تحولت الأمور في غير مسارها .وكان أشدها ضراوة تبني حملة منظمة من قبل الأهرام ضد حركة حماس بدأت منذ سيطرة حماس علي قطاع غزة ولا أحد يعلم مبررات هذه الإنتقادات - وزاد الطين بلة بعدما نشرت الجريدة الموقرة تقريراً نشر اليوم 15/4/2008 ذكر فيه ما يلي :-

الأهرام تكشف عن خطة حماس لاقتحام الحدودقصف بالهاون وتلغيم الأنفاق ونسف الجدار بالمتفجراتفتوي لحماس تبيح لميليشياتها قتل الجنود المصريينالقاهرة ـ من طــارق حســن‏:‏ واصلت منظمة حماس عمليات التحريض الديني والسياسي والإعلامي ضد مصر‏,‏ في الوقت الذي كشفت فيه مصادر فلسطينية موثوق بها عن أن ميليشيات حماس انتهت من إعداد خطة لاقتحام الحدود المصرية‏.‏وقالت هذه المصادر ـ في اتصال هاتفي من قطاع غزة مع مندوب الأهرام ـ إن هذه الخطة تشمل أولا قصف المواقع المصرية بقذائف الهاون‏,‏ حيث قامت منظمة حماس يوم الأحد الماضي بتوزيع قذائف هاون عيار ستين‏,‏ ونشرت ميليشيات تابعة لها علي الحدود‏.‏وتشمل هذه الخطة ثانيا إطلاق نيران الرشاشات علي الجنود المصريين‏,‏ وجاء ذلك مترافقا مع إصدار حماس فتوي يوم الجمعة الماضي تبيح قتل الجنود المصريين‏.‏وتتضمن الخطة ثالثا القيام بعملية التفاف خلف التحصينات المصرية عبر الأنفاق‏,‏ بالإضافة إلي تفجير بعض هذه التحصينات عبر تلغيم الأنفاق العابرة من أسفلها‏.‏ كما يترافق هذا مع تفجير الجدار الحدودي‏,‏ وذلك لمنع مصر من صد مجموعات من أهالي غزة تعتزم حماس الدفع بهم لاجتياز الحدود‏.‏وفي هذا الإطار‏,‏ قامت حماس بتجهيز وزراعة ما يقرب من أربعة كيلومترات من الحدود مع مصر بالمتفجرات‏,‏ وعلي مسافات متفاوتة لعمل ثغرات في الجدار الحدودي‏,‏ وذلك في المنطقة الواقعة بين نقطتي تل زعرب غربا‏,‏ وحتي منطقة البرازيل وحي السلام شرقا‏.‏وأوضحت المصادر نفسها أن حماس وضعت إشارة تنفيذ التفجير رهن موافقة بعض الدول العربية والإقليمية المتحالفة معها‏.‏ وأشارت هذه المصادر إلي اتصالات جرت بين منظمة حماس وجماعة الإخوان المحظورة تتولي بمقتضاها الجهة الأخيرة قيادة حملة سياسية وإعلامية داخل مصر‏,‏ تشمل الدعوة إلي تنظيم مسيرات ومؤتمرات لإحراج الحكومة المصرية‏,‏ ومنعها من صد هجوم حماس علي القوات المصرية‏,‏ واقتحام الحدود‏.‏-


ويبدو أن الحملة الموجهة ما زالت في بدايتها ولم تبلغ ذروتها بعد وربما هناك أهدافاً غير معلنة تأتي في كواليس هذا الهجوم الشرس
__________________

الأحد، أبريل 20، 2008


هذا الكتاب ( تحت النشر) أعده أخونا الأستاذ طارق منينة وهو يتناول بالتحليل والتفصيل الرد العلمي علي ما ورد في الفيلم المسئ لصاحبه البرلماني الهولندي غيرت فليدرز,كما يتناول المشاهد التي عرضت بالفيلم والذي عرض مساء الخميس27/3/2008 والرد عليها بالتفصيل
صورة الغلاف


هذا الكتاب ( تحت النشر) أعده أخونا الأستاذ طارق منينة وهو يتناول بالتحليل والتفصيل الرد العلمي علي ما ورد في الفيلم المسئ لصاحبه البرلماني الهولندي غيرت فليدرز,كما يتناول المشاهد التي عرضت بالفيلم والذي عرض مساء الخميس

كتاب الرد علي علي فيلم فتنة

هذا الكتاب(تحت النشر) نتاج مجهود لأخونا الأستاذ / طارق منينة وهو يتناول بالتحليل والتفصيل النقاط الأساسية في الرد علي فيلم فتنة لصاحبه البرلماني الهولندي غيرت فليدرز ويتناول تحليل المشاهد الخمسة في الفيلم الذي عرض مساء الخميس 27/3/2008

صورة الغلاف المقترحة

الأربعاء، أبريل 16، 2008

تتجوزيني ياحرية !!!




تتجوزيني يا حرية ؟!!!وليه تفكري ؟!

لازم تقبلي بلا تفكير أو تدبير ..

لأني بصراحه معنديش بديل ومفيش غيرك عندي مثيلعارفه أول مرة شفتك ..

قلت إنك حاجة حلوة بس غالية .

.قلت يمكن ييجي يوم تبقي ملكي تبقي عايشة ليا وحدي

بس أهلك هما مين ؟! هما فين ؟! هما ليه ؟!

وهما أمتي كانوا أهلك ولا حتي كانوا ليه ؟!

طيب إنتي عايشة فين ؟

يمكن إنتي جوا قلبي ! جوا عقلي !

أو حتي يمكن حلم كان

.كلمة (الحرية) غالية قالها خالي وقالها عمي !

وحتي صحبي قاللي : إنسي .. / أنسي أيه ؟! أصل نفسي قاللي إنسي حتي نفسك ..

قلت : قصدك غريب و كلامك مريب

قاللي : روح الهايكستيب وانت تعرف عن قريب

قلت:آآخ يظهر إني بقيت في ورطة ..

وحلمي كله كان ده غلطة مهما كانت الأماني برضه الحرية غالية

وحتي ده ضريبتها عاليةيبقا زي ما صحبي قاللي !! يبقا لازم فعلاً أنسي

محاكمة بريجيت باردو لاهانتها المسلمين



باريس (رويترز) - خضعت النجمة السينمائية الفرنسية السابقة بريجيت باردو لمحاكمة يوم الثلاثاء لاهانتها المسلمين وهي المرة الخامسة التي تواجه فيها تهمة "اثارة الكراهية العنصرية" بشأن تعليقاتها المثيرة للجدل عن الاسلام والمسلمين.
وطلب الادعاء من محكمة باريس فرض عقوبة الحبس لمدة شهرين مع ايقاف التنفيذ وغرامة 15000 يورو (23760 دولارا) على الممثلة البالغة من العمر 73 عاما والتي كانت تعد رمزا للاغراء الجنسي لقولها ان الجالية المسلمة "تدمر بلدنا وتفرض تصرفاتها."
ومنذ ان تركت باردو السينما في السبعينات أصبحت ناشطة بارزة في الدفاع عن حقوق الحيوان لكنها اثارت ايضا جدلا باستنكارها لتقاليد اسلامية والهجرة من بلدان غالبية سكانها من المسلمين.
وفرضت اربعة غرامات على باردو من قبل لاتهامها باثارة الكراهية العنصرية منذ عام 1997 وبلغت قيمة الغرامة الاولي 1500 يورو وكانت أحدث غرامة 5000 يورو.
وأبلغت المدعية ان دو فونتيت المحكمة انها تريد عقوبة أشد من المعتاد مضيفة " اصابني شيء من الضجر من مقاضاة السيدة باردو."
ولم تحضر باردو الجلسة وقالت انها قادرة على ذلك بدنيا. ويتوقع صدور الحكم خلال بضعة اسابيع.
وشكت جماعات مناهضة للعنصرية العام الماضي من تعليقات باردو بشأن ذبح المسلمين للاضاحي في عيد الاضحى في خطاب الى الرئيس نيكولا ساركوزي نشرته فيما بعد مؤسسة تابعة للممثلة السابقة.


ويعيش في فرنسا نحو خمسة ملايين مسلم وهي أكبر جالية مسلمة في اوروبا وتمثل ثمانية في المئة من سكان فرنسا.
وقالت باردو بطلة فيلمي (وخلق الله المرأة) و/الاحتقار/ "سئمت من ان اكون واقعة تحت ضغط هذه الجالية التي تدمرنا وتدمر بلدنا وتفرض تصرفاتها."
وقالت باردو من قبل ان فرنسا يغزوها المسلمون الذين يذبحون الاغنام وطبعت كتابا يهاجم المثليين والمهاجرين والعاطلين عن العمل وتحسرت فيه ايضا على "اسلمة فرنسا".

السبت، أبريل 05، 2008

جولة داخل العقل !!!!




هل فكرت يوماً في أن تتجول داخل عقلك , ماذا يدور بداخله , كيف تروح الأفكار وتجئ بداخله , ثم أين هي هذه الأفكار التي يحويها عقلك , هل تتكامل أم تتنافر فيما بينها ؟! وهل ثم مشكلة قائمة يبحث العقل عن حل لها في تلك اللحظة ؟! وهكذا ... أسئلة كثيرة تتهافت في جوهر العقل الذي صاغه الله فأبدع خلقه فسبحان من خلقه ليستقيم به حالنا وأمورنا في الدنيا والآخرة , {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (4) سورة التين ..- ومن ميزات العقل انه مركز التحكم والإنطلاق (control core ) والذي يوجه كم معارفنا وقدراتنا وأفكارنا وثرواتنا الفكرية إلي الإستجابة والتوفيق بين التأثير والتأثر , وفي هذا الشأن أسرار كثيرة تصول وتجول بداخلنا يخفي علينا ما يخفي منها ونعلم ما نعلم ولا يدري سرها وعلنها وحكمتها وقدرها إلا الله سبحانه وتعالي .. {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (49) سورة القمر وبتنظيم العقل تنتظم حياة الإنسان وينصلح حاله وشأنه .. ولا أعني بلفظ (تنظيم) هنا ذلك المعني المجرد المادي المتعلق بالأشياء الظاهرة والحسية ولكني استعرت اللفظ لإستساغته في هذه الحالة ولا ينحصر تنظيم الحياة في مجرد لفظ مبسط وغير دقيق بيد أن اللفظ في ذاته يقودنا إلي الإعتبار بالمعني والتطبيق السليم .- وتعد القيمة الزمنية ( قيمة الوقت) أحد مفردات هذا التنظيم مع اعتبارها ركيزة أساسية تستند إليها حياة الإنسان وعقله في إدارة شئونه وأمور حياته , ولك أن تتخيل مثلاً مدي الشعور النفسي الذي ينتاب الإنسان إذا ما نجح في صياغة أوقات حياته وتنظيمها علي نحو يمكنه من توفيق شئونه الخاصة واستغلال كل لحظة تمر عليه وضمها إلي جدول منظم ودقيق يسير متناغماً مع حياة الإنسان ويستطيع العقل أن يمارس وظيفته في هدوء ونظام بعيداً عن الفوضي والعشوائية التي ربما تؤدي إلي الإرهاق العقلي والنفسي والبدني أيضاً ..وفي ذكر الوقت وأهميته قال أحد الصالحين ( الوقت هو الحياة ) فإذا ما ذهب الوقت ذهبت الحياة كما أن مرور الوقت يدل علي فطرة الحياة التي فطرنا الله عليها فدورة الحياة دائماً إلي إنتهاء وهكذا يرتبط الوقت ارتباطاً وثيقاً بالحياة .وقال الحسن البصري : ياابن آدم ,إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك . وقال أيضا أدركت أقواماً كانوا علي أوقاتهم أشد منكم حرصاً علي دراهمكم ودنانيركم 0ونقل عن عامر بن عبد قيس أحد التابعين الزهاد أن رجلاً قال : كلمني , فقال له عامر بن عبد قيس : أمسك الشمس !!ورغم أن هذه مبالغة لا توافق قدراتنا ولا عصرنا إلا أنها توحي بقيمة الوقت وأهميته الشديدة في تنظيم قدرات الفرد والعقل في التعامل مع المعطيات والمستجدات التي تطرأ علي حياة الإنسان وما إلي ذلك .. فما أحوجنا إلي أن نعيد صياغة ذاتنا وقدراتنا لتتوافق مع هذه القيم والقدرات المثالية فنعطي العقل فرصته في التطبيق والتحكم بمثالية وتوافق أفضل ..

علاج مرض السكر بدون دواء

بد اية يجب أن نعرف أولا ما هو مرض السكر :- هو مرض مذمن , يتميز بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم إلى أعلى من المستوى الطبيعي نتيجة لعدم قد...