السبت، سبتمبر 11، 2010

كاميليا شحاتة .. كلاكيت



عندما تبحث عن الحرية حتي في مجتمعات الحرية والديمقراطية , ستجدها مغيبة تارة وباهتة تارة ومعدومة تارة أخري , فما بالكم بمجتمعاتنا الشرقية فالخطب إذن أشد وأعظم ..
إن في قرائتنا لسير المسلمين الأوائل ودخولهم في دين الله أفواجاً وكيف نالوا أشد ألوان العذاب والإضطهاد علي أيدي أعداء الدين ولكنهم صبروا وثبتوا وتحقق لهم النصر , نصر العقيدة والتصميم , حتي وإن قضي بعضهم فإنه قد أنتصر بإرادته لدينه وعقيدته , كل ألوان وصنوف العذاب والإضطهاد هذه كانت مع ظهور الدين الجديد ومرتبطة بمرحلة حاسمة وصراع عقائدي له أبعاده السياسية والإجتماعية والإقتصادية والحضارية أيضاً ..
في زمننا الحاضر من المفترض أن الأمرأصبح مختلفاً , ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً , والواقع يؤكد ذلك أيضاً ... كانت " كاميليا شحاتة " إحدي ضحايا التعذيب والإضطهاد والقهر الذي ساد هذا الواقع ليجعله مشابهاً لما كان سائداً مع ظهور الإسلام وإنتشاره ..
- السيده التي قررت أن تتخلي عن المسيحية وتعتنق الإسلام , أصبحنا الآن نذكرها فقط في سياق الماضي فقد أنقطع أثرها وخبرها ولا أحد يعلم عنها شيئاً , كانت زوجة لكاهن قس وراعي إحدي الكنائس وربما كانت هذه هي طامتها الكبري بعدما تركت المسيحية وتخلت عن ظلامها وأنتقلت إلي نور الإسلام وعظمته بعدما تأثرت بروح الشخصية الإسلامية المثالية , بعيداً عن السلبية والتعصب
- قامت الدنيا ولم تقعد وأنطلقت التظاهرات داخل أروقة الكنيسة وأدعّوا أن المسلمين قاموا بإختطافها لتظهر بعد ذلك علي الملأ وتعلن أمام الناس الحقيقة التي كان من الصعب علي رجال الكنيسة إستيعابها فلجئوا إلي جهات الأمن الذي أعاد "كاميليا" إلي الكنيسة رغماً عنها وبدعوي وأد الفتنة وحفاظاً علي ما يسمي بالوحدة الوطنية لتختفي بعد ذلك ربما إلي الأبد , وهكذا بدأت المأساة وأنتهت دون أن ندري أو نشعر .
- إنهم يريدون أن تختفي الحقيقة قبل أن تختفي عقيدتهم الهشة "حقيقة روح الإسلام" الذي ملأ الدنيا نوراً وعدلاً وحضارة ملأت أوربا الأندلس وأنتقلت إلي الأوربيين أنفسهم في معقلهم حتي وصلت إلي جنوب فرنسا لتشع نوراً وينهل الغرب منها علومه وحضارته وثقافته ويثور علي سلطة الكنيسة وسلطة رجال الدين , ولكنهم أنكروا فضل الإسلام بعد ذلك وفضل علماء الإسلام وأرجعوا تقدمهم وحضارتهم إلي مبادئ العلمانية وفصل الدين عن كل مناحي الحياة .
- البعض منهم أستوعب فضل الإسلام وسمو عقيدته وسما بفكره وعقله وروحه حتي أدرك الفرق واضحاً أمامه ومنهم مشاهير جداً في عالم الفكر والفلسفة مثل الفيلسوف الفرنسي الشهير "روجيه جارودي" الذي كان يكرز بالمسيحية ويردد في كل وقت أسفار الإنجيل والطبيب " موريس بوكاي" و"مراد هوفمان " سفير ألمانيا السابق وهؤلاء بحثوا عن الإسلام رغبة كدين حق وآمنوا به عن علم ومعرفة ويقين .
- إن ما حدث مع كاميليا شحاته حدث مع سابقتها "وفاء قسطنطين " ربما نفس السيناريو ونفس القصة فوفاء التي أختارت الإسلام بعدما سئمت ضلال عقيدتها قررت أن تعلن للجميع عن إسلامها ولكنها أختفت أيضاً بعدما تم تسلميها للكنيسة لتنال مصيراً لا يعلمه إلا الله
ومن العجيب أنهما أسلما عن يقين تام أيضاً دون إكراه ولا ترهيب وخير دليل علي ذلك أنهما متزوجتان من كبار الكهنة في الكنيسة أي يحظيان بمكانة إجتماعية مرموقة ولم يتعرضا لأي نوع من الإبتزازالمادي , وما أدهشني أيضاً شخصياً عندما علمت أن أختنا وفاء قسطنطين كانت تحفظ أكثر من نصف القرآن دون أن يعلم أحد حقيقة إسلامها وهي تحت رعاية الكنيسة وكاميليا التي أستطاعت أن تعود نفسها علي فراق إبنها لتتركه عند أهلها فترات تطول وتقصر, وتحاول أن تتحكم في عاطفة الأمومة التي تسيطر عليها فإيمانها بالله ويقينها التام جعلها توقن قيمة هذا الإيمان فبذلت الغالي من أجله .
** دعونا نتحدث بصراحة , فالكنيسة الشرقية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة لها نهج خاص في التعامل مع هذه الأمور وهي بهذه العقلية تعيد إلي أذهاننا الفكرة التي كانت سائدة عن محاكم التفتيش المسيحية من إضطهاد لغير المسيحيين وإرغامهم لإعتناق المسيحية ونحن بذلك نواجه معضلة شديدة فقصة الدولة المدنية التي روجت لها الثقافة العلمانية وما شاع من ثقافات تناقض ثقافتنا وتجعلنا ننسلخ من هويتنا كالوطنية وحقوق المواطنة ومفهوم الحداثة هو ما أوصلنا إلي هذه النقطة .. نقطة الصفر التي بدأ بها الإسلام
وها نحن الآن في موقف المتفرجين علي الحصري وسيتكرر هذا الحصري علي المدي البعيد أو القريب فلم يكن يتوقع أحد مثلاً أن يتكرر نموذج وفاء حتي ظهرت في صورة كاميليا ولا يدري أحد متي وأين يكون النموذج القادم ولا كيف ستكون مقدمة السيناريو ونهايته !!!.

ليست هناك تعليقات:

علاج مرض السكر بدون دواء

بد اية يجب أن نعرف أولا ما هو مرض السكر :- هو مرض مذمن , يتميز بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم إلى أعلى من المستوى الطبيعي نتيجة لعدم قد...