ليس عسل النحل فقط , هو ما ينتجه نحل العسل ولكن هناك منتجات أخرى ولها فائدة كبيرة ومن هذه المنتجات :
1- شمع العسل : تختص الشغالات بإنتاج الشمع بواسطة غدد شمعية خاصة موجودة بمؤخرة الجسم وتعد عملية افراز الشمع التى تقوم بها الشغالات واحدة من أعجب وأغرب الظواهر والتى تدل على قدرة خارقة تدعو إلى الدهشة حيث يقمن بعمل عيون شمعية سداسية الأضلاع يخزن بها العسل وحبوب اللقاح ويحتوى شمع العسل على مادة عطرية متميزة يمكن استخدامها في صناعة العطور العالية الجودة .
ويتميز شمع العسل بخواص حافظة للأنسجة وقد أدخله ابن سينا في كثير من الوصفات الطبية الهامة , كما أوضحت الكتب العلاجية الروسية القديمة أن شمع العسل يطرى كل الأماكن المصابة بالألم ويساعد على شفاء آلام الصدر وطفح الجلد لذا فهو يدخل في تركيب المراهم الخاصة بعلاج بعض الأمراض الجلدية وحديثاً يستخدم شمع العسل على نطاق واسع في صناعة مستحضرات التجميل والبلاستر والمراهم والكريمات المغذية والمنظفة
وشمع العسل يمكن استخدامه أيضاً كغطاء للوجه لحفظه من الجفاف والرطوبة ويمكن الاستفادة من شمع العسل بمضغه كاللبان لتنظيف الأسنان وخاصة عند المدخنين كما أنه يزيد من قوة الفكين ويقوي اللثة وينظفها , كما يستخدم في مجال طب الأسنان لصنع نماذج ومقاسات الفكوك , ومضغ شمع العسل من العوامل الفاتحة للشهية كما أنه يعمل على تنبيه إفراز اللعاب والعصير المعدي .
استخدام شمع العسل في العلاج :
ان العلاج المختلط بالشمع والعسل معاً يؤدى إلى نتائج طيبة للغاية ويظهر التحسن الملموس في الأيام الأولى من العلاج وأحياناً أسرع من ذلك ويذكر العالم الروسى جارفيس أنه استخدم شمع العسل في علاج حالات الرشح .
وللوقاية من الرشح بصفة عامة يكون بمضغ قطعة واحدة من الشمع يومياً من بداية الخريف إلى منتصف شهر يونية , كما يؤخذ إلى جانب ذلك ملعقتان من العسل مع كل وجبة .
2- الغذاء الملكي :
هو غذاء ملكة نحل العسل , وهو عبارة عن سائل لبنى تفرزه شغالات النحل صغيرة السن عن طريق غدد موجودة في رأسها في منطقة الجبهة تسمى غدد الغذاء الملكى أو الغدد البلعومية .
والغذاء الملكى غنى بالفيتامينات والهرمونات المنشطة المنشطة للأجهزة التناسلية مثل النياسين والثيامين والريبوفلافين والبيوتين والإينوسيتول وحمض البانتوتينيك وحمض الفوليك مما يجعل له قيمة حيوية عالية , لذا نجد أن الغذاء الملكى هو الذى يجعل الملكة تعيش سنوات بينما لا تعيش النحلة الشغالة أكثر من بضعة شهور .
وعلى الرغم من أن التركيب الكيميائى المعقد للغذاء الملكى لم يتم التوصل إليه بالكامل إلا أننا يمكن أن نلقى نظرة تقريبية عن محتويات الغذاء الملكى على النحو التالى
المكونات
|
النسبة المئوية
|
رطوبة
|
65.5
|
مواد كربوهيدراتيه
|
12.5
|
مواد بروتينية
|
12.0
|
مواد دهنية
|
5.5
|
عناصر معدنية
|
0.82
|
مواد أخرى غير معروفة
|
3.68
|
استخدام الغذاء الملكى في مجال الطب الوقائي
لا شك أن الغذاء الملكى بما له من مميزات خاصة وتركيبة مميزة كمنبه حيوى قد أثرى مجال الطب الوقائى حيث أثبتت التجارب أن الغذاء الملكى له له قدرة عالية على قتل الميكروبات , وما زالت هناك تجارب تجرى حتى الآن فى هذا المجال بجميع دول العالم المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا .
بالإضافة إلى المزايا العلاجية للغذاء الملكى فهو أيضاً من مستحضرات التجميل الممتازة نظراً لاحتوائه على كثير من المواد التى تؤثر على الجلد تأثيراً طبياً .
وقد نجح الطب في علاج بعض الأمراض الجلدية كالأكزيما باستخدام الغذاء الملكى ونتيجة لذلك فإن الغذاء الملكى يدخل في تركيب بعض الكريمات التى تعيد النضارة والحيوية إلى خلايا البشرة وتزيل التجاعيد ويعمل على تنبيه الأوعية الدموية السطحية لخلايا البشرة فتبدو السعادة على الوجه .
وقد أوصى العلماء بأن الأسلوب الأمثل لتناول الغذاء الملكى يكون بمعدل 50 مللجرام منه يومياً ويمكن تحقيق ذلك بإذابة 1 جرام غذاء ملكى فى 250 جرام من العسل وتكفى هذه الكمية مدة من 15 يوم إلى 20 يوم بتناول المريض منها قدر نصف ملعقة صغيرة يومياً ويكرر ذلك لمدة دورتين أو ثلاث دون توقف ثم يتوقف الشخص عن العلاج لمدة ثلاثة أشهر حسب ما يقرره الطبيب ثم يلى ذلك دورات علاجية أخرى جديدة .
3- سم النحل :
عندما تلدغ نحلة انسان فإنها تدخل في جسمه نقطة شفافة هذه النقطة هى سم النحل الذى نقصده ولهذه النقطة أثرها الكبير والسريع , وسم النحل عبارة عن سائل شفاف يوجد داخل حويصلة موجودة بجهاز اللسع عند شغالات النحل ويقع بمؤخرة الجسم .
وسم النحل سائل سريع الجفاف ذو رائحة عطرية لاذعة وطعم مر وعندما يدخل جسم الإنسان عن طريق لسعة النحل يسبب له آلاما وحرقاناً وربما كان ذلك بسبب احتوائه على بعض الزيوت الطيارة , ويحتوى سم النحل على كميات كبيرة من البروتينات والزيوت الطيارة كما أنه غنى بالعناصر المعدنية وأهمها الماغنسيوم الذى يعزى إليه الخاصية العلاجية لسم النحل بالإضافة إلى الكبريت والنحاس والكالسيوم .
أهمية سم النحل من الناحية العلاجية :
أصبح من الحقائق الطبية المؤكدة وبما لا يدع مجالاً للشك علاج أمراض النقرس والحمى الروماتيزمية بلدغات النحل كما يستخدم الحقن تحت الجلد بسم النحل فى الشفاء من التهاب الأعصاب وآلام العمود الفقرى فى أماكن الألم , ولسم النحل أثر واضح فى تقليل ضغط الدم بسبب وجود مادة الهيستامين فى سم النحل (وهى مادة تعمل على توسيع الأوعية الدموية )
4- حبوب اللقاح :
هى أعضاء التذكير فى الزهرة وتتكون من هذه الأعضاء فى عدد كبير من الأسدية والمتوك وتحتوى المتوك عند نضجها على حبوب اللقاح التى تجمعها شغالات نحل العسل من الأزهر لتشكلها فى صورة كرات تحملها على أرجلها الخلفية لتنقلها إلى خلاياها , وعندما تصل الشغالات إلى داخل الخلية تسقط كرات حبوب اللقاح إلى داخل العيون السداسية فى الأقراص وقد وجد أن تركيب حبوب اللقاح يختلف باختلاف المصدر النباتى لها وعلى سبيل المثال نجد أن حبوب لقاح نبات الفول يحتوى على أعلى نسبة من البروتين بينما تحتوى حبوب لقاح نبات الذرة على أقل نسبة منه كما أن نسبة الرماد (العناصر المعدنية) كانت عالية فى حبوب لقاح البرسيم بينما قلت نسبتها فى حبوب لقاح النخيل .
الأهمية الطبية لحبوب اللقاح :
تستخدم حبوب اللقاح مع عسل النحل فى علاج ارتفاع ضغط الدم ونظراً لأنها تعمل على زيادة كرات الدم الحمراء بالجسم لذا فإنها تستخدم فى علاج مرض فقر الدم الخبيث , وهى تساعد الأمعاء فى القيام بوظيفتها بصورة طبيعية خاصة فى حالة التهاب القولون والإمساك المزمن .
5- مادة البروبوليس (صمغ النحل)
وهى مادة صمغية تجمعها الشغالة السارحة من براعم بعض النباتات أو النموات الحديثة بالأشجار وخاصة أشجار الكازورينا وتستخدمها فى غلق شقوق وثقوب الخلية , كما تستخدمها الشغالة فى تغطية الأجسام الميتة فى الخلية حتى لا تتعفن.
وتحتوى مادة البروبوليس على عناصر ومواد هامة كالآتى :
55% راتنجات 30% شمع 5% حبوب لقاح 10% مركبات طيارة عطرية
وقد ثبت أن مادة البروبوليس لها فوائد طبية خصوصاً فى علاج الأمراض الصدرية والأورام الخبيثة والجروح , كما يحضر منها مراهم طبية وذلك بإضافتها مع زيت البرافين وزهرة دوار الشمس , وقد توصل العالمان (تاباروفا) ,(تاكرويتا) إلى أن مرهم صمغ النحل له تأثير ممتاز على بعض الميكروبات الباسلية التى تصيب الحيوانات الكبيرة الحجم ذات القرون دون إزالة تلك الأجزاء المصابة , وعند إصابة الطبقة الخارجية فق5ط لتلك لاأجزاء المصابة .
أوضح العالم (براكوفيتش) عام 1965 أن صمغ النحل يمكن أن يستخدم كمخدر موضعى على هيئة محلول تركيزه (0.2 %) وذلك يمكن استخدامه فى حالة التهيج الجلدى.
كذلك استخدم صمغ النحل فى علاج أمراض الأسنان وذلك بإضافة 15 نقطة من الخلاصة الكحولية لصمغ النحل تركيز 15 – 20 % إلى كوب ماء مغلى والمضمضة به فى درجة حرارة الغرفة مرتين يومياً لمدة شهر وكانت النتائج جيدة كما استخدم صمغ النحل ذو الجودة العالية فى علاج أمراض الجهاز التنفسى العلوى والرئتين والتهاب الجيوب الأنفية المزمنة وكذلك التهاب الحنجرة والقصبة الهوائية وذلك عن طريق الاستنشاق بعد وضعه فى الماء المغلى ويتم الاستنشاق لمدة عشر دقائق يوميا صباحً ومساء لمدة شهرين