الخميس، مايو 08، 2008

توابع زلزال " أبي آدم" ما زالت مستمرة ...




في عام 1998 صدر كتاب بعنوان ( أبي آدم ) لمؤلفه الدكتور

عبدالصبور شاهين وهو أستاذ بجامعة الأزهر في مصر

وكان الكتاب بمثابة القنبلة التي أصدرت دوياً هائلاً علي المستوي

الثقافي والفكري والفلسفي والفقهي والكتاب عبارة عن بحث وإجتهاد

علي حسب قول شاهين نفسه وهو يفند أقوال وآراء علماء وأئمة السلف

في أن آدم عليه السلام هو أبو البشرويعتقد علي حسب ما يري في أن

مصادر هذه التفسيرات إنما ترد إلي نصوص من الإسرائيليات كما ذكر ذلك


في مقدمة الطبعة الثانية فيقول :أما الكتاب فقد كان صخرة أردت

بها أن أدق رأس الأفعى الإسرائيلية اللابدة في الثقافة الإسلامية

القديمة ، ممثلة فيما سمي بالإسرائيليات ، وهي لا تعدو أن تكون أساطير

خرافية تسللت إلى الفكر الإسلامي ، وإلى عقل الإنسان المسلم ،

فاعتمدها أئمة من أهل التفسير ، ومن خلال تلك التفاسير سكنت في

منطقة المسلمات من العقل المسلم ، وهي في الواقع أفعى إسرائيلية

إعتنقها كثير من الرجال ، ممن لم يعملوا عقولهم في تحليل نصوص القرآن

، وممن لم يشعروا بالصدمة حين اتضحت من الأرقام المسافات الزمنية

الهائلة بين معطيات الخرافة ، وتقديرات العلم لآماد ما قبل

التاريخ .. وأبعاد الحياة البشرية ..


لقد خنقت الأفعى أفهامهم حين طوقت أعناقهم

وفي صــ51 من الكتاب في الفصل الثالث يقول : إذا كان علماء السلف

قد اتفق جمهورهم على أن آدم هو أول الخليقة ، وأول ما خلق من تراب ،
- فإن بعضهم قد ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ، فتصوروا لهذه الخليقة

ممتداً في أعماق الزمان ، قبل آدم ، ربما إلى ملايين السنين ، والمهم أن

أحداً ممن قال بهذا المذهب لم يلق نكيراً من الفريق الآخر .. بل عاشت

الآراء المتناقضة جنب إلى جنب ، حتى تلقيناها ورأينا كيف أنار الله

بصيرة الأقدمين فامتدت رؤيتهم إلى أعماق الغيب قبل التاريخ على هذه

الأرض ، وتنوعت رؤيتهم تبعاً لإختلاف التخيلات ، وما نحسب أنهم

اعتمدوا على شواهد مادية .. بل هي محض تخيلات هداهم إليها تأملهم

المنطقي في أحوال الدنيا ..

( ذكر المسعودي في كتابه عن بعض العلماء : أن الله سبحانه وتعالى خلق

في الأرض قبل آدم ثمانياً وعشرين أمة على خلق مختلفة ، وهي أنواع :

منها ذوات الأجنحة ، وكلامهم قرقعة . ومنها ما لها أبدان كالأسود

، ورؤوس كالطير ، ولهم شعور وأذناب ، وكلامهم دويّ . ومنها ما له

وجهان ، واحد من أمامه ، والآخر من خلفه ، وله أرجل كثيرة .

ومنها ما يشبه نصف الإنسان بيدٍ ورجلٍ ، وكلامهم مثل صياح الغرانيق

( جمع غرنوق وهو طائر مائي ) . ومنها ما وجهه كالآدمي ، وظهره

كالسلحفاة ، وفي رأسه قرن ، وكلامهم مثل عَوِي الكلاب . ومنها ما له

شعر أبيض ، وذنب كالبقر . ومنها ما له أنياب بارزة كالخناجر ،

وآذان طوال . ويقال : إن هذه الأمم تناكحت وتناسلت حتى صارت مائة

وعشرين أمة . ( المستطرف / 398 )وهو بذلك يريد أن ينقل الصورة

المغايرة لما ترسخ في أذهان العلماء ومصادرهم في هذه القضية كما

يعتمد علي تفسير بعض الآيات من القرآن الكريم مثل قوله تعالي {وَإِذْ

قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} (28)

سورة الحجر ثم رد الملائكة علي الله سبحانه وتعالي فيما بعد {وَإِذْ قَالَ

رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ

فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ

تَعْلَمُونَ } (30) سورة البقرة -- فكيف علمت الملائكة بأن هذا البشر

سيسفك الدماء ويفسد في الأرض إلا إذا كان ذلك ماثلاً أمامهم ويمثل

حقيقة وجود البشر من قبل (وهذا ما ذهب إليه المؤلف )وذكر ذلك في

صـ70 فيقول : ونص إعلام الله للملائكة يأتي هكذا { إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا

مِن طِينٍ } ، واستخدام الصيغة ( خالق ) هنا يفيد الإحداث .. أي :

الإيجاد من عدم ، والسؤال هو : هل هذه الصيغة في موقعها تفيد
المضى ، أو المستقبل ؟ ونرى أنها تفيد المضى ، أي : إن الله كان قد خلق هذا البشر قبل الإعلام به ، وقد أراد أن يخبر الملائكة تهيئة لهم

، حتى يتابعوا أحوال المخلوق ، خلال مراحل التسوية ، والنفخ الإلهي

- كيفما يقعوا له ساجدين - كما أمر الله ، ولعل ذلك ( الخلق )- وهكذا يستمر الكاتب في البحث عن الأدلة والقرائن لتوضيح وجهة نظره غير أن صدور الكتاب تبعه نوبة من الإنتقادات والهجوم طال حتي شخص المؤلف الدكتور عبدالصبور شاهين ,


ففي كتاب (أبي آدم (عليه السلام) بين المفتريات والحقائق ) لمؤلفه غريب أبو عارف
ويذكر فيه رداً تفصيلياً علي ما جاء في الكتاب وفي صـ15 من كتاب غريب أبو عامر يذكر تعقيب الدكتور زغلول النجار علي الكتاب فيقول قال عنه العلامة الدكتور: محمد زغلول النجار وهو بمستواه العلمي النادر في هذا العصر ـ اللهم احفظه وبارك في علمه، واجعله يا رب في زيادة من نورك، وعَلّمه يا رب ما لم يكن يعلم ـ قال:

(الكتاب ليست له قيمة علمية ولا دعوية بالإضافة أنه خالف نصوصًا قرآنية قطعية الدلالة وخالف أحاديث نبوية صحيحة موجودة في كل كتب السنة). وفي تعقيبه في صـ 21علي ماذكره شاهين من رأي المسعودي يقول:

(ذكر المسعودي في كتابه أساطير الأولين: أن اللَّه ـ سبحانه وتعالى ـ خلق في الأرض قبل آدم ثمانيًا وعشرين أمة على خلْق مختلف) [في نفس الصفحة السابقة السطر التاسع] . [المسعودي مؤرخ شيعي ذو اعتقاد فاسد وعلم من أساطير الأولين]

ليست هناك تعليقات:

علاج مرض السكر بدون دواء

بد اية يجب أن نعرف أولا ما هو مرض السكر :- هو مرض مذمن , يتميز بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم إلى أعلى من المستوى الطبيعي نتيجة لعدم قد...